مقالات سياسية

الحركة- الراية حمراء

الرأى اليوم

الحركة- الراية حمراء

🔹يتبادر للذهن من العنوان أنها مباراة لكرة القدم عندما تكون الراية مرفوعة يستلزم إيقاف اللعب وثمة تجاوز لقانون اللعبة Foul play
الحقيقة هذا هو هدف الرأى اليوم
فإلى منطق الحجة والبرهان والدليل لإثبات ذلك

🔹نعلم أى واقع ثورى ُمبتلى بتعقيدات كثيرة فالشواهد والأمثال تملأ التاريخ فقد شَهِدنا إنقسامات منظمة التحرير الفلسطينية ومواجهاتها الدامية فى عين الحلوة وعمان فى مطلع الثمانينات وكيف أنها أثرت على الواقع الفلسطينى ومازالت تداعياتها مستمرة

🔹كما عايشنا فى نهاية السبعينات إنقسام الثورة الأريترية وما صاحبه من عنف بين الرفاق راح ضحيته العشرات
بلاشك هذه التجربة السيدان مالك عقار وعبدالعزيز الحلو خاصة أنه كان قائداً للجبهة الشرقية حتماً يكون إستمع لحكاوى وذكريات الجنرال الأريترى ود دنكواى قائد منطقة هياكوتا إلى الحدود السودانية

🔹ودرس التاريخ من داخل الحركة الشعبية يقول أن ضربة فأس الإنقسامات ما زالت ندوبها Scarce بائنة على مسيرة الحركة الأم منذ إنقسام صموئيل قاى توت وكاربينو كوانين إلى إنقسام الناصر بقيادة رياك ولام أكول وإنقسام وليم نُون اللاحق
حجم العنف الذى خلفته هذه الإنقسامات والمآسي يجب أن يضع فاصل بين كل من يعرف معنى الإنقسام فى مؤسسات عسكرية تحمل السلاح

🔹المفارقة أن إنقسام الناصر قد جاء رافعاً شعار ديمقراطية الحركة الشعبية وحق تقرير المصير للجنوب
فقد إتهم المنقسمون دكتور جون قرنق بأنه مختطف لقرار الحركة ومتسلط عليها وأنه لايعبر بصدق عن تطلعات الجنوبيين الراغبين فى تقرير مصيرهم عن بقية السودان الموحد

🔹هنا تبرز إشكالية جوهرية هل فى ظل واقع قائم على الكفاح المسلح الذى يقوم على مؤسسة عسكرية قائمة على الأوامر وأن طاعة القائد أساس الإلتزام العسكرى
هل فى ظل هذا الواقع من الممكن أن تقوم مؤسسات مدنية ديمقراطية ذات مصداقية يعتد بها ؟؟

🔹 الموضوع الثانى إنقسام الناصر عندما وقع قام على خطوط إثنية شلك +نوير ضد بقية مكونات الجنوب وعندما تم حسمه كان العامل الحاسم هو الجيش الشعبى وليس الجماهير الشعبية فى الجنوب
أين موضوع الديمقراطية فى طبيعة الإنقسام وكيفية حسمة ؟؟؟

🔹الواقع يقول المنظمات العسكرية المسلحة بالنسبة لها موضوع الممارسة الديمقراطية موضوع ثانوي وملحق بإحتياجات العمل العسكرى
والدليل على ذلك الأزمة الحالية فى الحركة الشعبية بدأت فى الإدارة المدنية لولا إجتماع القيادات العسكرية الأخير ١٥/١٦ يونيو لما إستتب الأمر للقرارات المدنية المعلقة

🔹رفع الفريق عبدالعزيز الحلو ذات شعارات إنقسام الناصر فى وجه رفاقه مالك عقار وياسر عرمان متهماً لهم بعدم الديمقراطية والسيطرة على قرار الحركة والتوجه خارج أهدافها الإستراتيجية التى من بينها حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة وقع الحافر بالحافر للإتهامات والمطالب التى وجُهت للدكتور جون قرنق من قِبل مجموعة الناصر ؟؟ هل كان قرنق فى الحقيقة كذلك أم أنه حشوا الصراع من أجل السلطة؟؟

🔹يسيطر الإنقسام الراهن على جبال النوبة بعد إنحياز قيادةالجيش الشعبى له ويسير على ذات الخطوط القبلية فى النيل الأزرق بتعبئة قبائل الأدوك ضد الإنقسنا
خاصة بعد إختيار ممثل للأدوك فى رئاسة الحلو وهم قبيلة صغيرة لقيادة النيل الأ زرق

🔹هذه المقدمات نتيجتها الطبيعية هى المواجهات العسكرية التى تجرى الآن فى النيل الأزرق بالسلاح الديمقراطية وحقوق الإنسان أول ضحاياها

🔹تحرير الخلاف الراهن داخل الحركة الشعبية
أعتقد أن جوهره هو صراع حول السلطة بين القيادات وكل التفاصيل الأخرى المثارة لا تتعدى أنها مساحيق للصراع

🔹على الرفاق الإتعاظ من تاريخ الإنقسامات فى التنظيمات االثورية المسلحة فهى لم تُخلّف سوى المآسي والضعف العام
على الجميع النظر للغابة لا حرق الأشجار المائلة داخلها هذا الحرق الأخرق سيطال الغابة كلها ووقتها لن ينفع الندم

🔹وقف القتال البيني ووقف التعبئة القبلية هى الأساس ومن ثم جلوس القيادات المتصارعة على السلطة فى الحركة بحضور وسطاء مقبولين للطرفين لُلاتفاق على كيفية مرضية للطرفين للخروج من هذا المأزق القاتل الآن وفى أحسن أحواله إنقسام لحركتين يتنافسان على ذات البرنامج أو الأسوأ الصراع وإستنفاد القدرات ومن ثم التفتت وضياع القضية وملفات التاريخ مليئة بالقضايا العادلة الضائعة

🔹ختاماً قال الشاعر أمل دنقل

هل يصير دمى بين عينيك ماء ؟
أتنسي ردائي الملطخ بالدماء ؟
أتلبس فوق دماء أخيك ثياباً مطرزة بالقصب ؟
إنها الحرب – إنها الحرب

صلاح جلال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..