مقالات سياسية

مابين الوزارة والإدارة..الجامعات السودانية محتارة..

مابين الوزارة والإدارة .. تقف الجامعات السودانية محتارة…كفاءة وخبرة وزيرة التعليم العاالي تواجه تحدي ادارات الجامعات..
✍ نظرة سريعة للجامعات السودانية تجد أن معظم مشاكلها الإدارية أسبابها غياب المؤسسية والمنهجية الإدارية والتعيينات المبنية على المحاباة الحزبية و (لوبيات) المصالح المشتركة، والاعتداء على الميزانية المالية وتصاديق الصرف الفردية من مدراء الجامعات، هؤلاء هم من تسببوا في التخلف العلمي لجميع المؤسسات التعليمية بالبلاد.
✍ أُشفق على وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي د. سمية أبوكشوا من التحديات التي تنتظرها مع بداية الموسم الدراسي الجديد، تحديات إن وفقها الله عزوجل وتمكنت من تجاوزها بكل نجاح، فسيحمد لها أنها عبرت بمستقبل أجيالنا لبر الأمان، وإن لا قدر الله لم يكتب لها التوفيق والسداد، فسيضاف الى عهدها سنة أخرى من سنينها العجاف التي مرت على هذه الوزارة التي آلت دفة قيادتها إليها.
✍ حقيقة رغم كثرة اللوم والعتاب وتعالي أصوات الإنتقاد الحادّة لبروفيسور سمية أبو كشوه، في أعوام إدارتها السابقة للوزارة وما حدث من تجاوزات من بعض مدراء الجامعات أدت لتدهور فظيع في كافة الإدارت وفي حدوث كثير من المطبات التي كلّفت الوزارة كثير من هيبتها وأضعفت قوتها، إلا أن وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي يمكنها إحداث التغيير المنشود والنجاح المطلوب ونهضة وتحديث هذه الوزارة، وذلك للمقومات العلمية التي تمتلكها والنزاهة والسمعة الطيبة التي تمتاز بها بين جميع (بروفيسرات) هذا الوطن، وحقيقة تلقيت أكثر من اتصال من بعض أساتذتنا الأجلاء، والذين يعرفونها حق المعرفة، يشيدون بالأخلاق العالية والمكانة العلمية التي تمتاز بها الوزيرةويأمل الجميع في أن تكون الوزيرة على قدر هذه المسؤولية التي تتعلق بمستقبل أجيالنا.
✍ وأول مُقوّمات النجاح للسيدة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، هو استصحابها في عملها، البطانة التي تخشى الله عزوجل في تولّيها أمور الناس، فتلتزم بالقوانين وبالعدل والإنصاف وعدم هضم حقوق الآخرين، ولعمرّي لن تتمكن السيدة الوزيرة من اختيار مساعدين ممتازين لها وأصحاب خبرات وكفاءات مالم تتخلص من قيد الحزبية، وعباءة التوصيات في التعيينات الإدارية وتزكيات لوبيات العمل، التي ستكون معاول هدم لمجهوداتها لا معينات نجاح، فإما أن تستفيد السيدة الوزيرة من خبراتها التراكمية في انتقاء خير معينين لها ممن يمتازون بالعلم المصحوب بالخبرة العملية والحكمة الإدارية والعدالة والخوف من الله عزوجل، أو ستقع في مطبات وأزمات لن يغفرها لها الوطن إن ضاعت بها الأجيال وأُهدرت بها الحقوق.
✍ ونصيحة من إنسان بسيط جدا لك أيّتها السيدة الوزيرة، عليك بالمدراء، فهم سبب المعاناة التي تعيشها بعض الجامعات السودانية، لا يلتزمون إطلاقاً بقانون التعليم العالي والبحث العلمي، ولا بقوانين جامعاتهم، يخالفون اللوائح المنظمة للعمل، ولا يحترمون المؤسسية، يتخذون من المحاباة والحزبية البغيضة سياسة في تعيينهم لعمداء الكليات، يتجاهلون الخبرات والكفاءات، ويديرون جامعاتهم بأمزجتهم وإنفعالاتهم الشخصية.
✍ إن بعض مدراء الجامعات يُكثرون من السفر للخارج بصورة لا يقبلها منطق، ولا يحترمها عقل، مُصدقين لأنفسهم بتكاليف السفر ونثرياته، بالدولار، ولا يُخفى عليك سيدتي الوزيرة ارتفاع سعر الدولار، ولو تحققتي من أمر سفريات بعض المدراء أو وكلائهم خلال الموسم الواحد، لوجدتي العجب العجاب، وستجدين أن مُجمل التكلفة الكلية للسفريات الخارجية لإدارة جامعة واحدة، ان كانت فقط (10سفريات)، وهي نسبة قد تكون الأدنى في موسم واحد، قد تقارب المليار، مما يعني أن هنالك مليارات يتم صرفها من قبل بعض مدراء الجامعات فقط في سفريات أثناء الموسم الدراسي الواحد. سؤال لا بد من طرحه، لماذا لا تكون هنالك تحديد وتنظيم لجدولة سفر المدراء عبر ميزانية محددة تشرف عليها الوزارة بنفسها، بدلا من ترك الحبل على القارب لسفر المدير في أي لحظة يريدها أو تصديقه لأي من أعضاء ادارته أو عمدائه بالسفر.
✍ أيضا سيدتي الوزيرة، درج أحد المدراء في صرف استحقاقات درجة البروفيسور لبعض عمدائه الذين قام بتسليطهم على عباد الله ومحاباتهم وتمييزهم حتى على أساتذة قاموا بتدريسهم وايصالهم لهذه المرحلة، علما أنهم أكاديمياً تحوم حولهم الشبهات في كيفية تعيينهم وترقيتهم.
✍ إن ترك ميزانية الجامعات السودانية في أيدي الإدارات الجامعية أمر خطير جدا، يؤدي للتسبب في جميع الأزمات التي تعيشها الجامعات، عليك سيدتي بتوحيد ميزانية الجامعات المالية، لتصُب كلها في حسابٍ واحد، وان كان هذا سيؤدي الى بطء تنفيذ بنود الصرف، خصوصا مع الصعوبات التقنية التي تواجه الإ جراءات المالية الحسابية في السودان، أو ان تعذر هذا لما لا يتم تحديد بنود الصرف وأولوياته، وتحديد ميزانيات معينة ومحددة لسفر الادارات ولتسيير نشاطها، مع تكوين لجان متخصصة لعرض ميزانيات الجامعات في الوزارة، وأن تكون هنالك مراجعة داخلية دقيقة وعامة مع نهاية كل سمستر لضمان سلامة المال العام، مع تنشيط دور لجان الجودة بالجامعات ودعمها لرفع كفاءة العمل الإداري المالي الأكاديمي لادارات الجامعات.
✍ يقول الله عزوجل في محكم تنزيله: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير مُحضرا وما عملت من سوء توّدُ لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا، ويحذركم الله نفسه، والله بصير بالعباد)..

✍ علي بابا
19-8-2017م.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حكاية مجمع شمبات و الدمع الغلب اللقاط

    أين الإعلام أين الحكومة أين اتحاد الطلبة من قضية من مجمع شمبات ؟؟؟؟؟
    ضاعت أحلامنا و السنين تتسرب بين أصابعنا و أبناؤنا مشردون و منذ يناير الدراسة معلقة الي أجل غير مسمى ؟؟
    هل هذا كلام ؟؟

    كيف يحكم هذا البلد وما هي القيمة الحقيقية للمواطنة و حقوق المواطنة ؟؟؟

  2. حكاية مجمع شمبات و الدمع الغلب اللقاط

    أين الإعلام أين الحكومة أين اتحاد الطلبة من قضية من مجمع شمبات ؟؟؟؟؟
    ضاعت أحلامنا و السنين تتسرب بين أصابعنا و أبناؤنا مشردون و منذ يناير الدراسة معلقة الي أجل غير مسمى ؟؟
    هل هذا كلام ؟؟

    كيف يحكم هذا البلد وما هي القيمة الحقيقية للمواطنة و حقوق المواطنة ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..