وطن حزين وقلب ينزف الجراحات

لم تعد وطني منذ عهد طويل تنشر الافراح وتقسم البسمات.
جفت مقل بنوك الاوفياء ولاجديد يحكي غير الالم.
مهندس في مقتبل العمر لايجد غير ان يحترق وتفشل معه كل محاولات النجدة لانه اتقن فعل الاحراق وهمهم بكلمات الغضب علي شخص النظام . مات ولم تنطلق من وراءه ثورة كتلك التي اندلعت وفاءا للبعزيزي فبدلت وغيرت او ضاع الحكم في تونس الخضراء وهرب علي ضوءها زين العابدين خارج البلاد .
واكثر المتفاعلين مع حدث المهندس الذي مات احتراقا طالعه باعين جفت مدامعها من كثرة الالم والاحزان.
وبعدها بساعات عدة انطلقت اخبار جديدة تهدد ايضا بحرق الوطن من اركويت مربع 46.
وقع انفجار داوي فضح خلية للغرباء بيننا ويمر الحدث وكانه انفجار بالون في ليلة عرس بايدي بعض الصغار.
ولاقرارات تشعرك بالاطمئنان وغدا فقط عليك ان تتاهب لسماع انفجار في اي مكان آخر.
وتاكد انه من الصعب التعرف علي جثث الضحايا لان معظم اهلنا هنا لايحملون اوراقا ثبوتيه ويلبثون ذات الثياب ونفس الملابس الداخلية.
وحينها فقط سوف تشعر السلطات الشرطية بالاسف تجاه الحادث الذي لايشه قيمنا ويطلبون من المواطنين اخذ الحيطة والحذر في كل اماكن التجمعات وهو نوع من الخدر .
وانت تستغرق في التفاصيل الاليمة تاتيك فاجعة اخري ان المعلمة رقية سقطت في بئر بمدرسة الثورة ح13 وان الاسعاف ورجال الانقاذ قد وصلوا بعد ثلاثة ساعات ؟!
والحق انهم اسرعوا لان الانقاذ تسير نحو انقاذنا اكثر من ربع قرن من الزمان ولم تصل بنا للانقاذ المطلوب حتي الان فالانقاذ تعني البطء في التنفيذ من واقع الحال .
ومانسمع من الاخبار هي الحزينة فكيف لنا ان نتصور حجم الالم عند المعلمات والاهل والطالبات ومعارف استاذة رقية عند سماع ومعايشة هذا الخبر الاليم والحزين في ان واحد.
وسؤال يطرح هل وقف الاساتذة وقفة احتجاجية في كل السودان حدادا وحزنا علي روح المعلمة الشهيدة بالردم رقية.
وهل عبروا عن احتجاجهم علي البيئات المدرسية والمتخلفة جدا والتي لاتضمن لك قضاء اتفه الحاجات واهونها وهو ان تقضي حاجتك دون ان تتعرض للموت الرحيم .
وهل طالبوا باقالة الوزير المختص
وهل تأملتم يوما ان جميع الحيوانات لاتجد صعوبة تؤدي الي الموت اثناء قضاء الحاجة .
فكيف يصبح الانسان صاحب العقل والكرامة هو ضحية الاخراج ؟!
اويعقل ان يتم بناء الحمامات بهذه الصورة والتي ليس بها ادني درجات الضمان والحماية وان يجلس احدنا علي سطح حفرة عمقها 10 امتار؟!
في ظل اشراف هندسي ضعيف او اسمنت مغشوش او حتي سيخ غير جيد او استخدام عمالة لاتجيد بناء الحمامات بمواصفات الجودة ؟!
اين الجودة اين الاشراف ؟! اسئلة حائرة لاتجد اجابة ولا دليل وينتهي العزاء بانتهاء الدفن .
واحزاننا لاتكاد تغادر الحزن فاذا بذئب بشري اخر يعلن لنا عن وجوده بكوستي لاتعاف نفسه طفله لم تتجاوز الثلاثة سنوات ياللهول .
فوالله لا اجد عقوبة تليق به اكثر من ان يربط بالاسفلت وتجره عربه حتي يتقطع مضغة مضغة ولايشفي غليلي اي مشاعر هذه واي وطن هذا الذي
لانسمع فيه اكثر من مثل هذه الاخبار الحزينة .
حتي اصبح اخبار ان فلان سرق او زني مثلها مثل النسيم.
يجب ان تفعل فورا قوانين الضبط والحسم وعلي المجتمع دور في حسم المجرمين فالمجرم الذي يحمي نفسه بالقانون ويفلت من العقوبة يجب ان يلاحق بشتي السبل.
والسعي لاقامة وطن فاضل يجب ان ينطلق الآن.
والمسئول الذي يقع التقصير في مؤسسته يجب ان يقال ان هو ابطأ في الاستقالة وان لايستقبل في اي مكان وان يزجر ويهان لطالما انه لا يرعي مسئولياته.
وعلي الجميع اخذ الحيطة والحذر فالواضح في الامر ان المحن تتعاظم وان سلاح الفرجة يجب ان يتوقف الان تجاه كل المساخر بالبلد .
وان لم ناخذ بزمام المبادرة للاصلاح فان الطامة الكبري ستقع لامحالة والدولة تفشل وفشلها يظهر جليا الان فعليها الاتكابر انها القادرة لوحدها للاصلاح .
ويجب ان لاتداهن في محاسبة كل من قصر من المسئولين دون محاباة او تردد .
وياوطن مادخلك شر…

عمر الطيب ابوروف
14فبراير2017

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..