تبا” لكم! وانتم تبيعون شهدائنا ببعض المناصب

تبا” لكم !…

استعصت علينا الكتابة، وكثرت علينا الخطب، وإنزوينا في ركن قصى نشاهد حكومة (البشير) بقيادة مجموعة من الطراطير، تبطش وتفسد وتغتصب مواطنيها وهي فرحة مستبشرة!! ومعارضة متناحرة متصارعة فيما بينها عامرة بالإنقسامات فرحة بالإقصاءات شحيحة العطاءات كاذبة في الإطروحات، تتقزم وتتقسم الي مئات الكيانات، ولا ترn في معاركها فخرا” وإنتصارا” إلا فيما بينها! ولسان حالها يقول من خالفني الراي وحاججني بالحجة اسكنته الثرى!! وتولي ظهرها لحكومة الطغيان لتمارس هوايتها في إغتصاب الوطن وتعذيب المواطن، أما المواطن المغلوب علي أمره، فقد بهت ولم يكفر، وصمت ولم يذكر، وحارت به السبل، وتاهت عليه المسارات! .
احقاقا” للحق ان الشعب الذي يثور في وجه قمة الدموية ومنبع الإستبدادية؛ المتمثلة في جهابزة النظام الباطش (بكري حسن صالح واحمد هارون ، وعبدالرحيم محمد حسين) واتهامهم عيانا بيانا بالحرامية واللصوص في وفاة القامة الباسقة (فاطمة احمد ابراهيم) التي ينضب حبري في كتابة مأثرها، لهو خير دليل علي ما كتبناه سابقا” بأن الشعب السوداني لو اراد ان يقتلع هذا النظام بإظافره لفعل، ولن ترهبه حشودهم المصنوعة في خيال بعض المنافقين، وتضليل بعض الكاذبين، وخوف بعض المرجفين.
ولو عدنا بالتاريخ الي الوراء، فسنجد ان هنالك ثورات عظام تبلورت لتزيل الطغيان واعظمها كانت (سبتمبر) الخالدة فينا ، فما أحبطها (البشير) ومنسوبيه ، ولا اطفأ وقودها زبانيته الأنجاس ، رغم الإغتيالات والبطش والتنكيل الذي مارسه النظام المرتجف ، ولكنها أحبطت بفعل فاعل ! بعد أن توهجت وإشتعل فتيلها يوما” بعد يوم ، وتواتر سقوط شهداءها ارتالا ، ليطهروا الأرض ، ولاتزال ذكراهم تؤرق عيون الجبناء الفاسدين ، ويحتفل بها زمرة من الصناديد ، وذوي الشهداء المفجوعين ، هؤلاء الشباب الذين هبوا موشحين بلباس الحرية والسمو ، لم يثنيهم سقوط اخوانهم الذين تخضبوا بالدماء – ولكن اثناهم تقوقع بعض القيادات ! التي توانت ، وتغطرست فمزقت عزيمتهم ، وثبطت هممهم فاتحة فاهها تنتظر سقوط (البشير) دون الزج بأسمائها في المحفل العظيم ، لتتعامل بإلازدواجية ، والمعايير الرخيصة مع (ثورة سبتمبر) في فشلها او نجاحها وتحتفظ بمقاعدها ، للتفرج علي مذبحة فلذات اكباد الوطن وهم يتساقطون ، لقد أبخسوا دماء إبناء الوطن الغالية ، في سبيل مصالحهم الشخصية .
تبا” لكم ! على كل نقطة من دم شهيد روت الأرض ، وإحتفلت بها السماء .
تبا” لكم !
وانتم تغلقون ابواب منازلكم لتحافظوا علي ابناءكم واسركم خوفا” من النداء .
تبا” لكم ! وأنتم تنشدون النصر في العلن وفي الخفاء .
تبا” لكم! وشعبكم مخدوع بأنكم أنبياء.
تبا” لكم ! وانتم تبيعون شهدائنا ببعض المناصب، وشيئاً من الرخاء ..
لقد اهدروا القيادات السودانية (ثورة سبتمبر) ، كما اهدروا ثورات سابقات ، فكانوا منذ الاذل خنجرا” مسموما” في خاصرة الوطن ! لقد هبت (سبتمبر الفتية) ومن علي شاكلاتها من ثورات تبحث عن الخلاص الأبدي للشعب ، الذي اضمحل وتشرد ، وانكسر هائما” في بقاع الأرض ، ولن يخبئ التاريخ مواقفكم الدنيئة وسيبرزها للعالمين ، لتشيحوا يا هؤلاء الجبناء بوجوهكم خوفا” من الإستماع اليها ، ولكنها تبقي حقيقة لن تخبؤ.
أن الإهرامات التي تشبثت بالكراسي ، متزعمة كياناتها وهي تهادن ، وتصالح ، وتبيع دماء المناضلين مقيمة عظمة الموقف بعظمة العائد ، لا يزال الشعب يشاهدهم ، وهم أمام أعينه ، وبرغم ذلك ينتظروا لحظة جديدة لثورة وموعد بعيد ، ناسف !! فقد اصبح الشعب لا تخفى عليه خافية ، ولا يزال الشعب يساءلكم أين كنتم في (سبتمبر) العصية ؟ واين اختفيتم والدماء تتقاطر من ابناء الوطن الأبرار ؟ .
وأين اندثر صوتكم حين الوقيعة والوغى ؟ .
بين كل مدفع وطلقة إختفيتم ،، بين كل مسغبة وضربة إنطفيتم .
اؤمن ايمانا” قاطعا” بان الثورة القادمة ثورة شبابية خالصة تندثر في داخلها الأهرامات التي شاخت ، تحاسبكم ، وتعاقبكم ، مثلكم مثل الطاغية ، وثلته الزناديق …

غالب طيفور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..