(خط احمر ) بالبرلمان

علي نحو درامي تصاعدت حدة التصريحات والتصريحات المضادة بين الاستاذ كمال عمر المتحدث باسم كتلة المؤتمر الشعبي وبين قيادة المجلس الوطني ممثلة في البروف ابراهيم احمد عمر فالاستاذ كمال حاول التعبير عن قضية انفاذ مخرجات الحوار الوطني بخطاب اعلامي حاد وربما فيه بعض العبارات الجارحة لرئيس البرلمان وقد عرف كمال بهذا المنهج التصعيدي منذ الايام الاولي للمفاصلة بين الوطني والشعبي .
كمال عمر برر خلافاته مع رئيس البرلمان بان الطريقة التي يدير بها البروف ابراهيم احمد عمر فيها قدر من التعسف والسؤ كما ذكر ذلك في بعض تصريحاته الصحفية الايام الفائتة فهذه التصريحات خلقت اجواء متوترة داخل قبة البرلمان وربما انتقلت الي داخل المواعين الحزبية بين (الوطني والشعبي) وهو ما المح اليه نائب رئيس لجنة الاعلام بالبرلمان الطاهر حسن عبود والذي حاول ان يتصدي لتصريحات كمال عمر بما هو اكثر حدة وسخرية ضد كمال عمر بل حذره بان المساس برئيس البرلمان (خط احمر) مما يعني ان قبة البرلمان علي وعد باجواء ساخنة لن تطفي حرارتها انظمة (التكييف المركزي) داخل القبة خصوصا ان كمال عمر كان قد هدد وتوعد ابراهيم احمد عمر في حديثه (للانتباهة) الاسبوع الماضي قائلا : (لن نسكت ..ولن نترك البروف ينام ) وان لم تتم الاستجابة لما نطرحه من قضايا فلا خيار لنا سوي العودة للمربع الاول في اشارة واضحة لمربع ما قبل الحوار الوطني , تلك هي حسب افادات كمال عمر الخيارات الارجح لدي مجموعة نواب الحوار الوطني وهي المجموعة التي يعلو عبرها الان صوت كمال عمر ,ولكن يبقي السؤال ..ما الذي حدث في مواقف كمال عمر حتي ينتقل فجاة الي نقطة البداية بلا ادني مقدمات معلنة , ومعلوم ان العلاقة بين الشعبي والوطني كانت عسلا علي لبن ولكنها فجأة انتقلت الي حافة الهاوية بتصريحات كمال عمر الاخيرة ضد رئيس البرمان ,فقط نحتاج الي تفسير منطقي لحقيقة هذا الانتقال وهذا التوتر داخل قبة البرلمان .
تشاد علي الخط ..!
ما الذي ستقدمه الجارة تشاد لخدمة مشروع جمع السلاح في السودان ؟ وهل لازالت تشاد تعتبر البوابة الامينة للسوان من الناحية الغربية ؟ ثم ما هي الرسالة المباشرة التي يريد رئيس الوزراء التشادي (باهيمي باداكي) ابلاغها للحكومة السودانية في زيارته للخرطوم التي ستبدأ صباح اليوم وتمتد الي ثلاثة ايام ثم ما هي دلالات هذه الزيارة من حيث التوقيت ..وهل يمكن ان تكون لها علاقة مباشرة بكل ما تقوده الحكومة السودانية الان من حراك وجهود في محاولة لنزع ادوات الحرب ومكوناتها بدارفور وتحقيق التسوية الشاملة علي ظهر الارض التي احترقت كثيرا منذ ان اصبح السلاح هناك بدارفور سلعة للاستهلاك اليومي , ربما تشعر الحكومة الان انها في حاجة الي من يعينها علي تحقيق مقاصدها في مشروع جمع السلاح في وقت تحدثت فيه الحكومة عن اغلاق 63 منفذا رئيسيا كان يتدفق عبرها السلاح من دول الجوار ولهذا فان تشاد تعتبر الجارة الاكثر قدرة واهلية لتقديم خدماتها ودعمها للخرطوم في هذا المشروع بحكم علاقتها بالعديد من مجموعات وحركات وقبائل دارفور التي بيدها الان السلاح .
ولو اننا حاولنا التمعن في خلفيات وابعاد زيارة هذا المسوؤل التشادي الرفيع المستوي الي الخرطوم اليوم فيمكننا وصف هذه الزيارة بانها محاولة لتهيئة الاوضاع وتامين الحدود والترتيب لاي ردة فعل عكسية من قبل الممانعين لتسليم اسلحتهم خصوصا اذا وجدت الحكومة نفسها مجبرة للدخول في (مخاشنة) مع كل من يرفض تسليم سلاحه , واذا تاكد ان الحكومة السودانية فعلا تبحث عن دور مساند لها في هذا المشروع من الحكومة التشادية ولا يعني هذا ان ما تقدمه تشاد من خدمة سيكون (ببلاش) ,صحيح ان الجارة تشاد قدمت ادوارا كبيرة للحكومة السودانية في سبيل الوصول الي ماهو معاش من تحسن مضطرد في القضايا الانسانية والامنية بدارفور.
فضائية في (وجه الريح) ..!

لفت نظري الاسابيع الماضية ان ارتال من نجوم الفضائيات السودانية هاجروا في في مرحلة الاستقطاب والبحث عن جديد الي القناة الوليدة السودانية 24 التي ضمتهم الي حضنها بعروض (مغرية) واوضاع افضل ولكنهم الان يمارسون عودة قسرية من حيث اتوا او ربما اصبحوا تائهين يبحثون عن (شاشات) بديلة حينما ضاقت عليهم مواعين حلمهم الاعلامي الجديد وتفاجا بعضهم بان الوعد لم يكن سوي سرابا ووهما كبيرا ففكروا كثيرا في (الخروج) فتناثرت استقالاتهم علي منضدة المسوؤل الاول الواحدة تلو الاخري مما يرجح ان هذه القناة مقبلة علي انتكاسة كبيرة .
وكثيرون من الذين قفذوا خارج اسوار القناة وعجلوا بالرحيل يتحدثون الان عن اوضاع ادارية لا يحتملها من لازال يقبض علي جمر (الوظيفة) والمهنية وقالوا ان الاعلامي (البلدوزر) او صاحب الظهور (الطاغي) في هذه القناة ظل هو الذي يمارس فضيلة التبديل والتغيير وتوقيع عقودات العمل وهو ايضا من يمزق نصوص هذه العقودات لزملاء اعلاميين كان نصيبهم في الظهور انهم جملوا كثيرا هذه الشاشة السودانية اما (البلدوزر) ربما لوحده بقي ممسكنا بكل المفاتيح وبكل القرارات داخل القناة وبقيت البرنامج نفسها تتبدل وتتشكل من اقصي اليمين الي اقصي اليسار ولم يتبدل البلدوزر , لسنا ضد ان يكون هناك (نجم اعلامي) متعدد المواهب والمهارات والقدرات او منتجا للافكار مما يجعله صاحب الحظ الاوفر في تقديم وانتاج واخراج البرامج ولكننا ضد الخداع وتسويف قضايا وحقوق الزملاء الاعلاميين في مثل هذه الفضائيات الوليدة .. فمن يحمي هؤلاء الزملاء من ظلم الراسمالية وتجار الاعلام ؟ صحيح ان القناة 24 جزبت انظار السودانيين واستهوتهم ببرامجها وباطلالاتها التي نبعت من حقيقة (حال )البلد فصنعت بذلك لنفسها مجدا وكسبا اعلاميا في زمن وجيز بفضل وقدرة هؤلاء النجوم ولكنها الان تعاني من امراض (تضخم الذات) فتنكرت لاؤليك الذين صنعوا مجدها وانتشارها فكان اخر الراحلين عنها الوجه الاعلامي (محمد عثمان) ومن قبله الزميل الصحفي ماهر ابوالجوخ منتج برنامج حال البلد وربما غدا او بعد غد تتناثر استقالات اخري علي منضدة السيد “المدير” .
وكانت ادارة فضائية السودانية 24 قد دخلت في مخاشنات “ومغالطات” من الاستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بوزارة الاعلام حول هوية هذه القناة الوليدة من حيث توجهاتها وسياساتها وتخصصها ما بين الاقتصاد والسياسة وكادت ان تحدث ازمة قبل تدخل جهات “نافذة” اوصلت الطرفين الي تفاهمات كفلت لهذه القناة بالاستمرارية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..