(إرهاب) مشتبه به..!

أخبار أمس تقول إن الشرطة الأسبانية قتلت المدعو يونس أبو يعقوب، المشتبه في أنه منفذ هجوم برشلونة (الإرهابي) الذي وقع الخميس الماضي.. ووفقاً لـ (بي بي سي) أبو يعقوب كان يضع حزاما يوحي بأنه ناسف، وتمت محاصرته في منطقة سوبيراتس، على بعد 40 كيلومترا غرب برشلونة، بعد أن أخبرتهم سيدة بوجود شخص مشبوه.. وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أنها قتلت رجلا في منطقة غرب مدينة برشلونة أثناء عملية البحث عن المشتبه به الرئيس في هجوم الخميس الماضي.
هذه ليست حادثة الإرهاب الأولى التي ينتهي بها الحال إلى (قتل المشتبه به).. فقد كانت حادثة مجلة شارلي ليبدو الفرنسية الساخرة، وهي الحادثة الأشهر منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، هذه الحادثة التي رسمت ملامح مرحلة فاصلة في علاقة الغرب، وفرنسا على وجه خاص، مع العالم الإسلامي، انتهت إلى أن الشرطة قتلت المشتبه بهما، وحادثة شارلي ليبدو طُرحت فيها أسئلة جوهرية لكنها لم تجد الإجابة الكافية.. وغيرها كثير من الحوادث انتهت إلى حالة (لا دليل).
السؤال.. لماذا تنتهي حوادث الإرهاب في أوروبا إلى قتل المشتبه به الرئيس أو الثانوي، لماذا لا يُلقى القبض على المشتبه به، حتى يكتمل التحقيق، وتُقدم الإجابات الكاملة، التي لا تترك استفهاما مفتوحاً.. وكأن الأمر يُراد به قتل الأدلة قبل قتل المشتبه به.
لم تصل حادثة (إرهاب) وقعت في أوروبا إلى نهاياتها.. لم تصل أي منها إلى تحقيق مكتمل الأركان، يجعل الصورة واضحة أمام الرأي العام، ينتهي الأمر أن حادث إرهاب وقع في مكان ما، وأن المشتبه به (الذي قُتل) كان يردد عبارات مثل (الله أكبر) أو وُجد بجانبه علم الدولة الإسلامية?الخ.
هو ذات الأمر الذي يجعل تساؤلات كثيرة حيرى في شأن الإرهاب وما يتصل به.
وإذا ما ربطنا هذا بما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن صناعة أمريكا أو الغرب للقاعدة، ومن ثم داعش لأهداف محددة، تبقى الصورة واضحة.
لكن هذا، هل ينفي وجود (إرهاب).. الأمر يبدو كأن أهدافا مشتركة لدول تريد تقسيم المنطقة، مثلاً، هذه الأهداف تلتقي تماماً مع جماعات وتيارات تريد بناء دولة إسلامية وفقاً لرؤيتها.
في النهاية، تبقى (الحدوتة) مستمرة.. إرهاب، إرهاب، إرهاب.. ثم على ضوء ذلك تتبدل سياسات وتتغيّر أنظمة، والجميع يحارب (الإرهاب)، ويتفق على القضاء عليه، واموال تُصرف، ودول تصرف مليارات الدولارات في صفقات السلاح لحماية أمنها.. ودول أخرى توقع الاتفاقيات الأمنية، وتدفع- أيضاً- مقدماً المليارات، ولا تسلم.
التيار