الثورة المصرية وسياسة التمكين?!! (3 من 4)

د. الشفيع خضر سعيد
نظام الأخوان لا يخطط لوراثة البنية الإقتصادية لنظام مبارك وحسب، بل يسير في خطى حثيثة لتبني إقتصاد السوق في نسخته النيوليبرالية
نواصل حديثنا حول تاكتيكات التمكين والإستحواز عند حركة الاخوان المسلمين في مصر بعد ثورة يناير، وهي تسعى لتنفيذ هذه التاكتيكات بكل الوسائل، غض النظر عن مشروعية هذه الوسائل، من أجل قطف كل ثمار الثورة لصالح ?الجماعة?. العناوين الرئيسية لتاكتيكات التمكين هذه تشمل: إختراق مؤسسات السيطرة من جيش وأمن وقضاء وإعلام، السيطرة على الاقتصاد، التحالف مع الفلول (السدنة) من رجال المال وقيادات النقابات، إطلاق شعار ?من ليس معنا فهو ليس مع الله?، وشعار إعادة صياغة المجتمع?ألا تذكرك هذه العناوين بتاكتيكات شبيهة نفذت بدقة في جنوب الوادي؟!. لنتناول بعضا من تفاصيل مظاهر وتجليات هذه العناوين:
* لم يكن خافيا على أحد تحالف الأخوان مع المجلس العسكري الحاكم بعد الإطاحة بمبارك، تمهيدا للإمساك بزمام المبادرة بعد إنتهاء أمد ومهمة المجلس. وبصورة مباشرة، تجلى ذلك في دعمهم للإعلان الدستوري الصادر من المجلس والمستفتى عليه آنذاك، وفي تمرير خطة الانتخابات قبل الدستور، وفي الاحتفاظ بالمشير طنطاوي ونائبه في حكومة مرسي وفي قيادة الجيش بعد الانتخابات، قبل التخلص منهما لاحقا، وفي تضمين مشروع الدستور الجديد الذي يجري الاستفتاء عليه حاليا، دستور الفتنة وربما الحرب الأهلية، تضمينه حصانات وإمتيازات للقوات المسلحة أضخم من تلك التي كان يوفرها نظام مبارك، والتي كان من ضمن شعارات الثورة إعادة النظر فيها.
* الهجوم الكاسح على القضاء لدرجة محاصرة المحكمة الدستورية بواسطة انصار النظام ومنع قضاتها من دخول المحكمة لمزاولة أعمالهم، ومن ضمنها النظر في القضايا المتعلقة بشرعية مجلس الشورى والجمعية التأسيسية التي أعدت مسودة الدستور الجديد، ثم تدخل السلطة التنفيذية في أعمال السلطة القضائية، أولا بإقالة النائب العام وبتعيين نائب عام جديد يطيع أوامر الرئاسة، علما بأن الإقالة والتعيين في هذا الموقع هما من إختصاص السلطة القضائية وحدها، وثانيا بتدخل النائب العام الجديد في سير التحقيقات حول أحداث قصر الاتحادية لتوجيهها لصالح الرئاسة، التشكيك في حكم القضاء ببطلان انتخابات مجلس الشعب واتهامه بالتحيز سياسيا، وتصوير القضاة وكأنهم فلول ضد الثورة، تقليص عدد قضاة المحكمة الدستورية، وفق مسودة الدستور الجديد، وكل ذلك تمهيدا لتوجيه الضربة القاضية للسلطة القضائية والسيطرة عليها تحت شعار تطهير القضاء.
* الهجوم الكاسح على الاعلام، أولا عبر إستخدام مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الأخوان لفرض قيادات موالية لهم على مؤسسات الإعلام الرسمية التابعة للدولة، ثم المحاصرة شبه العسكرية بواسطة أنصار النظام لمدينة الانتاج الاعلامي وللإعلام الخاص واسع الانتشار، ورفع شعار تطهير الاعلام، بل وشن حملة إرهاب عنيفة ضد الاعلاميين، والهدف في النهاية تسييد إعلام يسبح بحمد النظام ويخفي سواءاته.
* الشعب المصري بطبعه متدين، إسلاما أو مسيحية، ويخشى عذاب الآخرة، لدرجة الرعب الشديد عند الكثير من المصريين من مجرد أن تدعي عليهم. بعض الدراسات تقول أن 28% من الشعب المصري يعاني من الأمية، بينما دراسات أخرى تتحدث عن 40%. وهنالك التجهيل المركز والممنهج إثر عقود من حكم الطغيان والاستبداد. وإذا أضفنا إلى ذلك حالة الفقر المدقع الذي تعيشه أغلبية ساحقة من الشعب، لك أن تتخيل كيف سيكون رد فعل أي من هولاء عندما يخيره نشطاء ووعاظ الاسلام السياسي بين التصويت بنعم لما تقوله السلطة أو دخول نار جهنم يوم القيامة. وبالطبع يتم تمرير هذا الوعيد ببعض من السكر والزيت والأرز والمكرونة، وقليل من الجنيهات المصرية. لكن، وعلى الرغم من ذلك التدين الشديد وسط الشعب المصري، وعلى الرغم من وجود نسبة معتبرة تدين بالمسيحية، فإن حركة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر تتبنى خطابا مجتمعيا يقوم على فكرة ?النهضة?، ويفترض ان الشارع المصرى يحتاج لاعادة صياغة كاملة وفق تعاليم الإسلام كما يراها ويفسرها ?الجماعة?. ولعلك ترى معي في هذا الطرح ملامحا من خطاب المشروع الحضاري في جنوب الوادي! لكن، وبالنظر إلى تاريخ الحضارة المصرية الضاربة جذورها في عمق التاريخ الإنساني، وبالنظر كذلك إلى النسيج الإجتماعي والنسيج الثقافي اللذان يصبغا ويشكلا الواقع المصري الراهن، أعتقد أن في هذا الخطاب تكمن الفتنة التى هى أشد من القتل.
* التحالف مع ?الفلول? فى قطاع الاقتصاد ودنيا رجال الاعمال الذين نهبوا خيرات مصر في عهد مبارك، بل والتمهيد لتقنين هذا التحالف وحمايته. ففي مشروع الدستور الجديد جاء بند العزل السياسي للنظام السابق مركزا على لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل، والتي كان يرأسها جمال مبارك، في حين لمم تتم الإشارة إلى المجموعات التي كانت تختص بإدارة المال والاقتصاد والفساد في النظام البائد، بل أن أحدهم شارك ضمن وفد الرئيس مرسي في إحدى زياراته الخارجية. وإذا أضفنا إلى ذلك، تحالف الأخوان مع القيادات النقابية الفلول، والذين شكلوا خطا مدافعا عن نظام مبارك ضد إحتجاجات العاملين، ستتكشف لنا حقيقة أن نظام الأخوان لا يخطط لوراثة البنية الإقتصادية لنظام مبارك وحسب، بل يسير في خطى حثيثة لتبني إقتصاد السوق في نسخته النيوليبرالية. مباشرة بعد زيارة الرئيس مرسي للصين، دقت الغرفة التجارية المصرية أجراس الانذار. فقد جاءت ?الجماعة الحاكمة? بصفقة وحدات اطفائية، اقل سعرا وجودة من الناتج المصري، مما هدد المصنع المحلى بالتوقف وتشريد مئات العمال. لكن هذا لا يهم ?الجماعة? في شيئ ماداموا سيقبضون ثمن تشريد العمال مالا (غير حلال) فوق ما سيرزق الله من مال حلال!.
* أشاد العالم، وخاصة امريكا وإسرائبل، بدور الرئيس مرسي في تهدئة الأوضاع بعد المعارك الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة والتي هددت فيها صواريخ الحركة العمق الاسرائيلي حتى تل أبيب وجوار مناطق المفاعلات النووية الإسرائيلية. وتدور إشاعات كثيرة في القاهرة عن تفاصيل وصفقات سرية، في هذا الصد، مع القيادة المصرية الجديدة تحت حكم الأخوان، مقابل مساهمة أمريكا في حماية وإستقرار النظام الجديد في مصر. ولكنا هنا لسنا بصدد مناقشة هذا الموضوع، وإنما سنتناول فقط تداعيات التحالف بين أمريكا والأخوان. في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في أمريكا، استبدلت الإدارة الأمريكية خطاب ?نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان? الذي به عنونت مساعيها تجاه الشعوب الأخرى خلال الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي، بخطاب ?تعزيز الاستقرار? و?تجفيف منابع الإرهاب?. وعلى هذا الأساس انخرطت الولايات المتحدة الأميركية، في تمتين تحالفاتها السياسية والإستخبارية والعسكرية مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية، والتي أصبحت تلعب دور المقاول الثانوي في ?الحرب على الإرهاب?. وما أن عصفت رياح الربيع العربي بأبرز هؤلاء الحلفاء، إنتقلت مساعي الغرب إلى الخطة B لتحجيم التحولات الديمقراطية التي دشنتها انتفاضات الجماهير. لذلك، وغض النظر عن هدف حماية الشعوب من بطش الآلة العسكرية لحكامهم، سارعت الناتو لإستثمار التدخل العسكري، تحت مظلة الشرعية الدولية، في ليبيا لفرض ?البديل المناسب? لنظام القذافي على غرار تجربة تحطيم الجيش العراقي وإعادة بناء الدولة العراقية على يد الاحتلال الأميركي؛ واستعاضت الولايات المتحدة عن نظام مبارك، وقد اتضح تهالكه، بقطف ثمار الاستثمار في التحالف مع جماعة الأخوان المسلمين، والذي بدأت المناقشات السرية حوله بين الطرفين منذ فترة بعيدة، ورغما عن عدم رضا نظام مبارك. أمريكا تنظر لجماعة الأخوان المسلمين باعتبارها الأكثر تأهيلا، بحكم الأيديولوجيا الدينية والقدرات الجماهيرية، لمناهضة الإرهاب من الداخل واسباغ شرعية إسلامية على الحكم تقلل من فعالية القوى الإرهابية المتطرفة وتستعيد الاستقرار دون تهديد للمصالح الرأسمالية في المنطقة، بل في خدمتها وفي اتساق تام مع روشتات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. قبل عدة أيام عاد من أمريكا وفد أخواني حزبي كان في زيارة رسمية لواشنطن متحدثا بإسم الحكومة المصرية، ولم يكن من ضمن الوفد أي ممثل لوزارة الخارجية المصرية..! هذه الزيارة، مقرونة بزيارات رجل الأعمال خيرت الشاطر، القيادي في حركة الأخوان، لإستجلاب الدعم والاستثمارات من الخارج، دون ان تكون له صفة رسمية في الحكومة، دفعت الشارع المصري إلى الحديث عن وجود حكومتين في مصر: الحكومة الرسمية المعلنة و حكومة المرشد، الامر الذى أظهر الرئيس وكأنه يدار بالريموت كنترول مما اضعف من شخصيتة وافقده مصداقيته وشعبيته التي نالها أثناء معركة الإنتخابات.
يحدثني أحد الأصدقاء المصريين متسائلا: ماذا سيتوقع الشباب والخريجون والفقراء من صفقة مع صندوق النقد الدولى؟ و ماذا يتوقع ملايين الثوار من القوة الاولى فى العالم وهى تبارك اجراءات مرسى واعلاناته؟ أو ليس هو نفس طريق مبارك وامريكا، الاول مذعن ومنصاع والثانية تراعى مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية فى المنطقة اكثر مما تراعى قيم الديمقراطية وحقوق الانسان! .. لا جديد، امريكا هى امريكا، ومرسى هو مبارك، وعلى حد قول الشارع المصرى نفسه في مظاهرات ميدان التحرير مخاطبا الرئيس مرسي? احلق دقنك و بين عارك تلقى وشك وش مبارك ? (نواصل)
الميدان
السؤال هو كيف ومتى يمكننا التخلص من هذه المجموعة نهائيا
هؤلاء مثل الفيروس لا يمكن القضاء عليهم – الفيروسات تنخر الجسم من الداخل لا ينفع معها المضادات وفي حالة مكافحتها ببعض الادوية تقوم الفيروسات بتغيير تركيبتها والاختفاء ومن ثم الانقضاض مرة اخرى – ادعو الله ان لا يكون اخوان مصر كاخوان السودان لكن اظن انهم مثلهم ويتلقون النصائح من اخوان السودان – يجب ان يعرف الشعب المصرى ان الحكومة السودانية هي اكبر شركة بلطجية في العالم تعيش على فرض الضرائب والاتاوات على شعبها والصرف على اجهزتها لذلك بطل اكثر الشعب العمل في الزراعة والتجارة المقننة الخ بسبب الضرائب ومعظم الشعب تحول الى سماسرة يبيعون ويشترون خارج القنوات الرسمية بسبب الضرائب الباهظة – ونختم اللهم اني استغفرك واتوب اليك وابرء اليك مما يفعله حكام السودان ونسألك ان تهدي الاخوان الى سراطك المستقيم وان سبق في حلمك انهم لا يهتدوا – اللهم اجعل كيدهم في بحرهم وتدميرهم في تدبيرهم
الضمان الوحيد هو كشفهم وفضحهم وثم نزع القناع الديني والذي يفرضوه على الفقراء والبسطاء ومهاجمتهم كأي حزب سياسي علماني .. هذا هو الحل الكشف والاعلام المركز والتوعية للجماهير هو استنهاض الهمة ضدهم هو المعجل برحيلهم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للاسف الشديد معظم المعلومات الموجوده بهذا المقال خاطئة كليا وهناك خلط واضح لكثير من الامور.
رغم اختلافي مع جماعة الاخوان المسلمين في كثير من الامور ولكن الشىء الوحيد الذي يتفق علية معظم المصريين ان هذة الفئة وطنية ولن يستطيع احد الخلاص منها لانها تجتمع علي فكرة.
كان يجب علي الكاتب ان يكتب بعض ميزات هذه الفئة التي قاومت الظلم والاستبداد لمدة 80 عام.
الرئيس جاء بنتخابات حرة نزيهة عكس البشير. جاء مجلس الشعب والشوري بانتخابات حرة نزيهة فكان التيار الاسلاميا. ستفتاءالدستور نزيهه وسوف النتيجة تكون تعم ؟ ماذا يعني ذلك ؟ اظن ان لهذا الفئة شعبية بين الناس وان كانت قليلة يجب الا نتجاهلها. في النهاية ادعو الله ان يختار لمصر وجميع الدول العربية الخير والصلاح
مقال مسبك ومجهود زهنى ليته تم توظيفه لصالح قضايانا قضايا السودان ابتداء” بقضايا الحزب والابداع بافق جديد….فمصر لها اهلها ولايحدثنا احد عن العلاقات الازلية والبعد الاستراتيجى فلم ياتينا من مصر الا كل شر ابتداء من الاستعمار عدة مرات وامتصاصنا كدمل خبيث امد التاريخ
اتفق معك فى الاتفاقات مع العسكر ومباركة الاميريالية لحراس مصالحها..كل النظم الشمولية والظلامية تتبنى امتيازات وتضخم جهاز الامن والجيش وبقية ما يسمى بالجندرمة بحساب انهم حزب السلطة الاول..حتى ولوعلى جثت اقتصاد ونمو البلاد..وسئ الذكر النميرى نقل لنا العسكرة من المصريين وتبعه الانقاذ الذى انتقلت الينا جرثومتهم –اخوان الشيطان – من المصريين كذلك ..غريبة الاخوة المصريين لايذكرون إسم رئيسهم كاملا فهم يذكرون محمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك ولا يذكرون مجمد مرسى العياط (ودالعياط بالبلدى )واقولها لكم أن أحدهم حيخلى الاخر يعيط =أخوان الشيطان كما أسماهم طيب الذكر عبد الناصر أو يعيط الشعب المصرى الصبور دائما.. وحاليا ود العياط خلى العالم كله يعيط وهذالانه لا عدالة تاتى من حزب بنى على أساس دينى =طائفى أو عرقى-هؤلاء يصعدون بإسم الديمقراطية وبعدها يقصون غيرهم .. رحم الله عبد الناصر عندما نصب لهم المشانق ..فهم آثمون ..الهم أرحم شعوبنا وأجعل لها مبادى ودساتير تجرم السياسة المتسترة بالدين والطائفية والعنصرية وأبعد عنا شر العسكر وجنون السلطة… آمين
اود المشاركة الحكم المدنى دائما فاشل فى الوطن العربي لاتوجد مقارنة بين مبارك ومرسى ومشكلة المصرببن نسو اي عمل جميل لمبارك ذى حرب اكتوبر ولاعاناتالكثيرةوهم ناسين انهم اكبر نسبةسكانية فى العالم مساوى مبارك ظهور الفساد بعد ان تقدم بة العمر ودخول ابناءةفى السياسة بالاضافةاصبح الساسةيسرحون ويجولون بدون رقيب ومن هنا بدا الفساد امامرسى ماعاوز كلام كثير فتجربة السودان تكفي يامصر