نعم لجمع السلاح ولكن؟؟!!

أشواق وأشواك.
نعم لجمع السلاح ولكن؟؟!!
الخطوة التي إتخذتها الحكومة في عملية جمع السلاح مؤخراً ،فتحت الباب على مصرعية واسعا امام نجاح التجربة او فشلها خاصة بعد الموقف المعارض الذي تبنته بعض الجهات (المتحفظة) على عملية الدمج وجمع السلاح (كحرس الحدود)، إضافة الى تسجيلات الزعيم (القبلي) موسى هلال التي صب فيها جام غضبه على ما اسماه بوادر فتنة يراد لها ان تقع بين بطون قبائل بعينها في دار فور؟!!
مهمة التبشير بجمع السلاح في دار فور او كردفان من وجهة نظري لم يكن حسبو هو الشخص المناسب لها، لكثير من الاسباب التي لا يغفلها حسبو نفسه؟؟!
لكن المصيبة عندنا تكمن في معرفة (قدر النفس) وثقافة (الاعتزار)، والتي لو كان لنا منها (نصيب) لجنبتنا كثير من المصائب والمحن،حسبو وهو يتولى هذا الملف لم يكلف نفسه ليضع أدنى احتمالات الفشل او النجاح لهكذا مهمة؟؟
ولا يعني بالضرور ان الفشل مرده للحكومة لا قدر الله، فالفشل يرجع له بصفته الشخصية وهذا ما اتضح جليا بعد زيارته لدار فور.
اما الزيارة لولاية غرب كردفان فمن الواضح انها جاءت لا تخلو من سياسة (الانتقام) او(الانتصار) للنفس من جراء ما اصاب الزيارة الاولى من (خدوش) لذا جاءت تحمل رواسب من دار فور حيث ابتدر نائب الرئيس لقاءاته (بنية) مبيتة ظهرت معها (علامات) التوتر والهزيمة في الميدان الدار فوري. واراد سعادته ان يرد الاعتبار وينتصر خارج(الملعب) في غرب كردفان؟!!
دون المراعاة لخصوصية الولاية من حيث الموقع والحدود والطبيعة ، فهي الولاية الوحيدة التي يحدها (تمرد داخلي) يتمثل في تهديد الحركة الشعبية لمناطق الجنوب الشرقي لقاوة وكيلك وما حولها ،و(تمرد خارجي) تمثله دوله جنوب السودان،في القضايا العالقة او المؤجلة بين الدولتين(السودان وجنوب السودان) بعد الانفصال الذي تم بإستحقاق اتفاقية السلام الشامل(نيفاشا)،منها النزاع حول منطقة ابيي والحدود بين الدولتين فضلا عن ان المنطقة تعتبر (مرتعا) للحركات المسلحة الدارفورية والحركة الشعبية شمال، وتنشط فيها بصورة كبيرة عمليات النهب والسلب وقطع الطريق وهذه ليست بالضرورة تقوم بها الحركات لكن البيئة تعتبر (حاضنة) جيدة وخصبة لهذه التفلتات التي لا تستثنى النفس ولا المال!!؟
ولحماية الارض والعرض في ظل هذه المهددات ما لم تتوفر الحماية الكافية وبسط سلطة الدولة وانتشار قواتها النظامية بالقدر الكافي، تصبح المهمة مستحيلة،لان الحماية تقع على مسؤولية المواطن والشواهد كثيرة؟؟
فلابد من ان يتم التفكير جيدا في نشر قوات نظامية كافية تحفظ للمواطن امنه وسلمه وأن لا يحتاج للسلاح للاغراض الشخصية سالفة الذكر، بعدها يمكن ان يتم الحديث عن جمع السلاح وفرض هيبة الدولة، اما انتهاج (طريقة الترهيب) التي يمارسها نائب الرئيس هذه لا تجدي ويجب ان تفرق الدولة بين( الدية) المستحقة لبعض الاطراف في النزاع داخل بطون المسيرية، وبين عملية جمع السلاح التي (يتحفظ) عليها بعض القيادات،ما جعل نائب الرئيس يلجأ لاستغلال السلطة واعتقالهم او التحظ عليهم، وهذا من شأنه ان يزيد الامور تعقيدا على تعقيد ?!
نكرر لابد للدولة من ان تفرز (الكيمان) في هذه الولاية تحديدا لتجعل تسوية النزاع القبلي داخل بطون المسيرية وما تمخض عنه من ديات وصلح في مسار ، وامر جمع السلاح في مسار اخر وان تأخذ في الاعتبار الخصوصية التي تتطلبها المنطقة، إذا كانت الدولة لا تحتاج بالفعل الى من يخرج عليها او يتحداها، وتحتاج الى استتباب الامن وفرض هيبتها بما يحفظ ماء وجهها امام الاخرين.
عوض فلسطيني
[email][email protected][/email] الوان.