موقفنا من الابداع الفكري والأدبي

موقفنا من الابداع الفكري والأدبي

إن عملية الخلق الابداعي الفكري اوالادبي هي عملية لنمط تفكير ذهني معين يقوم على استنباط واستخلاص وإعادة رسم وتصوير الواقع من خلال التصاوير الخيالية والمرتبطة بواقع الموضوع الابداعي بشكل مكثف مع استخدام ادوات وقوالب لغوية ذات خصائص بلاغية محددة. وتتأثر عملية الخلق الادبي والفكري الابداعية بمدى قوة الانفعال الوجداني للمبدع بالظاهرة او الموضوع او التجربة التي يتناولها او يخوضها ودرجة وعيه وإحاطته المعرفية بتفاصيلها ومدى تمكنه من أدواته اللغوية في التعبير عنها ودرجة تفاعله مع بيئة الظاهرة او الموضوع وكذلك مدى اتطلاعه الثقافي والمعرفي بهذه البيئة الذاتية او الخارجية حتى يستطيع ان يصل بإستنتاجاته واستنباطاته الخاصة الى مرحلة من الواقعية او درجة من الإبداع في مصداقية التعامل معها والقدرة على نظم كل ذلك وإعادة تشكيله بصورة مبدعة ومعبرة عن مكنوناته الجوهرية اتجاه حقائق الظاهرة الجوهرية.
والموهبة الفكرية والأدبية خاصة الشعرية هي عنوان لتاريخنا نحن الناطقين باللغة العربية فهي ما يميز جزورنا الثقافية. فالشعراء والادباء والمفكرين العرب من قديم الزمان عكسوا لنا تجاربهم وحياتهم و أحاسيسهم اتجاه انتماءاتهم من خلال الشعر العربي الجميل فظهرت لنا المعلقات السبعة وغيرها من دواويين الشعر العربي الرائع وجاءت الحضارة الاسلامة وكان لها شعراء يذكرون مفاهيمها وافكارها و يردون على الآخرين من خلاله, ففي عصور الامويين والعباسيين كان الشعراء والادباء العرب يستخدمون الشعر والنثر والادب عموماً ليعلموا الناس الحكمة والمبادئ السمحة وبشكل دائم ظل الشعراء الفطاحلة العرب أمثال المتنبئ والبحتري وأبى العلاء المعري وابن رشد واخوان الصفا وغيرهم كثيرون مكان فخر واعتزاز للأمة العربية بأكملها على مر الزمان, وذلك لما قاموا به من أدوار هامة جداً في نشر الوعي والرقي بالذوق العربي وعكس واقع زمانهم و طبيعته وظروفه بشكل عبقري أصيل. وفي عصر النهضة العربية الاولى أيضاً احتل الأدب مكان الصدارة بين المثقفين والمفكرين أمثال العقاد وطه حسين وأبو القاسم الشابي و بدر شاكر السياب ومحمد حسنين هيكل ورفاعى طه التهطاوي ومحمد عبدو وغيرهم من الأدباء والمفكرين الذين ساهموا في نشر الوعي ومحاربة الغزو الأجنبي لبلادهم. وكذلك الادب الابداعي الرفيع المستوى والذي صاحب حركة التجديد الشعري والكتابة الشعرية الحرة ومن ممثليها سميح القاسمي وأمل دنقل ومحمود درويش والفيتوري ونزار قباني ونازك الملائكة وغيرهم كثيرا, كل واحد من هؤلاء كان ينظم الشعر لمواجهة قضايا انسانة جوهرية ولمعالجة مواضيع واتجاهات ذات درجة من الاهمية بالنسبة للعالم العربي والافريقي وقد برعوا جميع في رفد الثقافة العربية والادب العربي بروائع الشعر فكانوا من الابداع بمكان القمة ونجحوا في تحريك الوعي لعامة الناس بقضاياهم الملحة. فالمسألة أذن في الهدف من التعبير الأدبي; هل الهدف منه الرقي بالإحساس والوجدان الإنساني بشكل أبداعي رفيع؟ هل الهدف منه التعبير عن مبادئ الحياة الإنسانية الكريمة؟ هل الهدف منه محاربة الجهل والخرافة؟ هل الهدف منه مكافحة الاستبداد والظلم؟ اذن القبول والرفض على حسب الهدف من الكتابة والاتجاه الخاص بها وطبيعة المحتوى وليس الكتابة في حد ذاتها. فهل تذوق الأدب والابداع الرفيع وكتابته شيء مرفوض؟ بالتأكيد لا. لأنه الوعاء الذي يعبر عن حالنا كأمة وكبشر. أخيرا أتمنى لكل المبدعين الرقي والتقدم ولأدبنا العربي الرفعة والسمو.

معاذ عمر حمور
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..