بنك… الموووية

بنك… المووووووووية..
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
رشح من دلو الأخبار في الأيام القليلة الماضية أن دول حوض النيل التي وقعت أخيرا علي وثيقة الاتفاق علي أعادة تقسيم الحصص من مياه النيل التي ترد من ناحيتها كدول منبع ..أن تلك الدول باستثناء السودان ومصر طبعا فانها فضلا عن تبرمها من عدم عدالة اتفاقية قسمة الحصص التي تري أن الدهر قد شرب عليها مثلما اكلت حقها في الانتفاع من منابعها سنين طويلة ..فهي ايضا تفكر في انشاء ما اسمته.. ( بنك المياه ) وهي فكرة لم تتبعها تفاصيل حتي نعلم ماهي الكيفية التي سيؤسس عليها ذلك البنك ..هل سيكون في شكل خزانات أو سدود ضخمة تحتجز الماء بلونيه الأزرق والأبيض لليوم الأسود..فتؤهل مسألة فتح جداول حساب في مخزوناته الدول الأعضاء للسحب من رصيدها وفقا لحصتها.. فالبعض يسحب بالكورة والآخر يسحب بالصفيحة ؟! أم ماذا وكيف..؟!
فلابد من الانتظار حتي تتضح صورة التعاطي مع ذلك البنك وماهي نوعية دفاتر الشيكات التي سيعتمدها في التعامل..هل ستكون من الأواني المعدنية أم في شكل مواسير..أم سيعتمد النظام الالكتروني الحديث للسحب…. ( الووتر كارد ) ؟
طبعا انزلاق السودان في موقفه التابع علي الطمي المتجه الي مصر مع الموجات العابرة اليها قد جعله دولة مصب مائة بالمائة رغم انه كان من الممكن ان يتوسط الطريق باتخاذ موقف محايد بين دول المنبع في تحركاتها الأخيرة ودول المصب التي ستصبح ثلاث بعد أن تنقضي شهور عدة دولة جنوب السودان.. لتدخل بدورها خائضة في الحوض فيتقلص بالتالي دور السودان الشمالي كأطول مجرى ترانزيت مائي علي الرغم من أن نسبة ما يرد من النيل الأبيض القادم من اوغندا عبر الجنوب لايشكل نسبة مؤثرة في تغذية نهر النيل الذي ينتهي عند مصر كخراج سحابة الرشيد في النهاية مهما تلكأ وتغندر وتعّرج وتقّطع في دروبه..
ولكن فكرة بنك المياة التي لم تتضح ملامحها بعد من حيث المقر ورأس المال بالتأكيد ستؤثر في خُرج المياه الواصل الي مصر..مثلما قد تثقب قربة حصتنا التي ستحلب الشقيقة في الجنوب شطرا منها ..رغم ما أبداه الرئيس سلفا كير من وعد لوفد الأحزاب المصرية في لقائه به الأسبوع الماضي بانه سيقتسم كل بقة ماء في فمه مع دولتي الشمال ومصر..
ولو فرضنا ان ذلك البنك قد تم انشاؤه من دول كلها بالطبع أفريقية غير مسلمة بما فيها دولة الجنوب لاحقا..فما موقف دولة خلافة الانقاذ التي تحلم بوصول كيزان مصر الي زير الحكم..فتشكلا ن وحدهما الكيان المسلم المشاتر في عضوية ذلك البنك ان هما قُبتلا عضوين فيه ..فهل ستتعاملان معه اذا كان بنكا ربويا مثلا..في تعاملاته باعتبار كل دول الحوض الأخري علمانية..قد تقرض علي الدول المستفيدة .. الجردل ..بجردل ونصف عند رد القرض ..أو من حيث كيفية رد الودائع المائية فيدفع البنك للدولة المودعة فائدة عبارة عن..بسلة ماء.. بكسر الباء.. زيادة علي كل صفيحة اودعها العميل ..؟!
فكيف الشورة مع علماء الأفتاء السلطاني عندنا الذين تمددت سطوتهم حتي بلغت مرحلة اصدار فتاوي في جوائز زين وتحريم الأبراج في الجرايد وليس الأبراج في شوارع الخرطوم التي شيدت بفقه ا لنهب المصلح..!؟
وهل سيصبح ماء نيلنا اذا اختلط مع مياه ذلك البنك الربوي وتغير لونه ورائحته صالحا للضوء ..وغسل الجنابة.. فيتم تعكيمنا بفتوي خيار حمام البخار و التيمم مثلما نحن عطشانين الآن والبحر جنبنا علي رأي حمد الريح ..!
وساعتها سنري مدي التنسيق الذي سيحدث بين كيزان السودان مع كيزان مصر ان قٌدر لهم اتيان السلطة الي بيت الطاعة.. لتحديد شرعية الغــرف من خزانة ذلك البنك ..ان كان نظامه ربويا..من عدمها …. أم انهم سيمتثلون لرأي الأغلبية في منظومة دول الحوض؟.. ويقولون ..المووووووووية علي وزن الروووووب..!
والي ذلك الحين..أعاننا الله علي حكاية العطش الذي نشف ريق العاصمة القومية ..رغم أن ثغرها اقرب الي النيلين ..من قرب الحنفيات و الأزيارالفارغة الي شفاه العطشى في بيوت أحيائها التي شققها الجفاف..
انه المستعان وهو من وراء القصد..
استاذي العزيز برقاوي .. نريد ان نعرف .. هل ستكون لدى هذا البنك .. بطاقات للصراف الآلي.. واين هي رئاستة .. الري المصري .. ام في سوق المواسير ..