تبسيط مفهوم الاستراتيجية … الحلم بالمستقبل

تبسيط مفهوم الاستراتيجية… الحلم بمستقبل افضل

يطلق كثيرون منا كلمة الاستراتيجية علي كل شي ابتداء من مشروع شخصي الي مباراة كرة قدم الي حلم بناء الدولة والمجتمع وغيرها مثل مشوار استراتيجي وقعدة استراتيجية وووو….
ولا أريد الخوض في أكاديميات بقدر ما يكون حوار اتخيل انه في الحله وونسة… لكن حرام نقول مباراة استراتيجية ويكون طرفاها (ريال ام بده و برشلونة ام صفقا عراض) … واقل تعريف خفيف وسادة مظبوط السكر للاستراتيجية هي الحلم للوضع الذي اريده بعد فترة زمنية…
واوعا تخلط بين التخطيط التنموي ودا مفهوم بس بيرفعك من حالة لي حالة يعني لو ناس الحلة عندهم مشكلة موية وطريق وكهرباء ومدرسة او اي مشروع خلاص نعمل تخطيط للتنمية ولكن لمن نقول تخطيط استراتيجي معناه عايزين نعمل خطة كبيرة تشمل سبعة محاور ( طبعا بتكلم عن حق الدول) مش التخطيط للشركات والاعمال.. اعود نعمل في سبعة محاور وديل (كرعين) الاستراتيجية اقتصاد وسياسة واعلام واجتماع وتقانه وعسكرية وأمن
مفهومي (العسكرة والامن) ليسو متطابقين بل مختلفين تماما لان مفهوم الامن لا يعني قيام مؤسسات حراسة الامن فقط كما تبادر لذهنك الان بل مفهوم الامن الشامل يعني (التنمية) اي ان الفرد اذا وجد نفسة في لوحة الدولة الكبيرة ووجد انه فاعل ومشارك و(مياكل وشارب) ومتعلم وشغال لا يتمرد بل يتفرغ لهمومه وهواياتة ولا يشغله او يفزعة خبرا من (الصعيد او السافل) او ان هناك ما يزيد من هواجسة فينسي الهم العام ويتفرغ لشأنه الخاص. لذلك يرفع عقيرتة شاعر مخبول او مواطن مقهور (ملعون ابوكي يا بلد).
ولاننا كلنا نفكر في بكرة اولادنا يقروا ويشتغلوا ونزيد ونعيش في امان وهدوء ونلقي لقمة عيشنا الحلال بالساهل وبدون (مجابدة) وبالتالي اقول اي سلعة (بتملأ البطون) دي سلعة استراتيجية زي القمح في الوسط والذرة والدخن في الاطراف. واي حاجه بتحلم بيها للبلد اكان في محور من المحاور السبعة دي استراتيجية لانو الصورة المتوقعة في المستقبل لازم تكون صورة تعبر عن الجميع ويصلوا الي مرحلة اقرب الي الرضا الجماعي.
لذلك لابد من وجوب (عقل استراتيجي) عشان (يهندس القوانيين) ويحدد المسار ويضع منظومة القيم المتفق عليها يعني يحسم قضايا الهوية (نحنا عرب ولا افارقة ولا سودانيون) ويحسم مسالة الدولة (اسلامية ولا علمانية) ويحسم طريقة الحكم ومصالح البلد و(دا كلو يكتبوا) في ورقة جامعة نسميها (وثيقة المصالح القومية) وتحدد الوثيقة في في ورقتين تلاتة ما اتفقنا علية وتبقي اكبر من ميثاق شرف.
بعد كل هذا نشوف (الوضع الراهن) نحنا وين وعندنا شنو ونعمل شنو ودي مهمة وفي هذي المرحلة تدرس الامكانيات والموارد والخدمات والنقص والتقصير وكل شي دراسة شاملة عشان نفهم مثلا في قطاع الصحة في كم مليون مواطن في كم مستشفي ومركز صحي وفي كم معمل وطبيب والادوية وغيرها من الخدمات و(عايزين نعمل شنو) والمستوي المطلوب الوصول اليه في المستقبل .
بعد هذا ( نشوف منو معانا من الاصدقاء) محور العلاقات والتحالفات والشراكات الدولية وكيف يمكن ان نحقق من خلالهم مردود عالي اقتصاديا وعلميا وتقنيا وسياسيا واجتماعيا وخلافها من ما يمكن ان نستفيد منه.
ثم نصل لمرحلة التحليل الاستراتيجي وفي نظريات كتيرة ابرزها مثلا زي SOWT (نشوف الفرص والمهددات ونقاط القوة والضعف) بتدينا نتائج كتيرة ابرزها انك بتعرف عنندك شنو وعايز تعمل شنو وكيف والبساعدك منو وبعدها تحدد مسارك او الشارع (اللي بوديك) لكي تصل الي اهدافك ببط لكن بطريقة منظمة للغاية
اعداء الاستراتيجية (كتار) اهمهم عدم التخطيط يعني تعمل مشروع كببر بدون دراسة ولا (الناس البيمرقوا من الخط المتفق علية) والذين يحملوا السلاح (التمرد) والفساد ( التماسيح) والولاء للقبيلة والحزب والجهوية دون الدولة ( الرواعية الجدد) والانحراف عن اهداف الخطة المتفق عليها ( اللي جوا يكحلوها عموها) وكذلك تبني مشاريع لا يمكن تحقيقها او تجد معارضة دولية زي المشاريع النوويه لبلد لم يصل لحالة الثبات فيمكن ان نسمي هذا (تشبح سااي) .ومعوقات الاستراتيجية كتيرة.
والاستراتيجية للدول مراحل في استراتيجية كونية وهذه تنفذها دول عظمي مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية (الصاعدة في دوري النظام العالمي الممتاز) وتوجد استراتيجية اقليمية لدول كبري مثال بريطانيا وفرنسا وتركيا واسرائيل وايران و(هلمجرا) من الدول. واستراتيجية محلية او ( سنتر ليق) وهي تخص بالدولة نفسها وفي الاغلب تعجز عن تنفيذها او انها تواجه عقبات كبري مثل الفقر والتمرد وعدم التوافق السياسي والفساد وغيرة من الامراض وشايف حمي التمرد باسم القبيلة واياك اعني فاسمعي يا جاره…….. هذا والله اعلم

د. بشير احمد محي الدين
[email][email protected][/email]