من ينصف المغتربين..!

شعرت بصدمة كبيرة، وتملكّتني حالة من الأسى، وأنا اقرأ خبراً يتحدث عن توقيف (43) سودانياً بالمملكة العربية السعودية، في قضايا تتعلق بالمخدرات والدجل والشعوذة، وبعض المشكلات المالية والادارية.
ومبعث حزني أنني كنت أظن أن مثل هذه الأخبار ربما تطعن الوطن في خاصرته. ولكن حينما تأملت الخبر جيداً، وصلت إلى قناعة راسخة، بأن هذا الرقم ضئيل، جدًا ولا يساوي شيئاً إذا تمت مقارنته مع أكثر من مليوني سوداني يقيمون في السعودية. بل إنه لا يساوي شيئاً حتى اذا كانت المقارنة محصورة على مدينة سعودية واحدة، دعك من كامل تراب المملكة.
وبناءً على ذلك هدأت نفسي وزالت حسرتي. فقد تيقنت أن عدد الموقفين لا يمكن أن يكون مؤشراً بأي حال من الأحوال لقياس مكانة السودانيين في المهاجر. خاصة أن هناك إشراقات سودانية كثيرة يتقاصر معها هذا الرقم ويتقازم أمامها، ذلك أن العدادين أحصوا قبل ذلك، مئات المواقف النضيرة والمشرِّفة للسودانيين في المهاجر المختلفة، حتى أضحى السوداني في كثير من البلدان مضرباً للمثل في الوفاء والإخلاص والأمانة وحسن المعشر، على الرغم من المحاولات المستمرة من بعض مهاجري الدول الأخرى، لخلق صورة نمطية عن السوداني تضعه في خانة الكسول الذي لا يحترم الزمن، وذلك بسبب التنافس في سوق العمل الخارجي، والذي لا يخلو من استدعاء الأساليب القذرة من بعض الجاليات، بغية تحطيم الصورة الزاهية للسودانيين في عقول وعاطفة كثير من أبناء دول الخليج.
المهم أنني بارحت مربع الأسى والحسرة بعد تلك القناعة التي وصلت إليها، ولكنني سرعان ما وجدت نفسي في مربع الحنق على الحكومة، ذلك أنها لم تقدِّم العون القانوني للموقوفين بالمملكة العربية السعودية، كما يجب وكما ينبغي. فقد كشف رئيس الجالية السودانية بالمدينة المنوّرة محمد الأمين التني عن أن كثيراً من السودانيين بالسجون السعودية يحتاجون إلى للعون القانوني. وظني أن ذلك يدين القنصليات السودانية في المملكة العربية السعودية، ويبرهن على أنها لم تقم بدورها كما يجب، في خدمة المغتربين.
وما حزّ في نفسي أن رئيس الجالية بالمدينة المنورّة، أزاح النقاب عن حقيقة مؤلمة، حينما طالب بضرورة تثقيف المغتربين في بادئة التحاقهم بدول المهجر، وخاصة تعريفهم بقوانين وطبائع تلك البلدان، لأن هناك خلافات جوهرية بينها وبين السودان في الإطار القانوني والموروث المجتمعي. ولعل كثيراً من الإجراءات القانونية التي يتم تحريكها ضد كثير من المغتربين السودانيين، سببها عدم إلمامهم بالقوانين وبطباع أهل البلد الذي يقيمون فيه. ولذلك من باب أولى أن يسعى جهاز المغتربين للإدلاء بسهمه في هذا المضمار، حتى يسهم في حماية المغتربين من الوقوع بحسن نية، في الفخاخ المنصوبة لهم عمداً. ولست في حاجة لكي أشير الى أن كثيراً من المعتقدات التي يؤمن به السودانيون، ولا سيما الصوفية، مصنّفة في بعض دول الخليج في دائرة الدجل والشعوذة. وقناعتي أن هذا وحده كفيل بتوعية المغتربين وتبصيرهم بتلك المزالق المذهبية.
ولكن ماذا نفعل مع سلطة أصبح كل همها أن تجمع المال من المواطنين كيفما اتفق، وأن تستحلبه منهم استحلاباً، وخاصة المغتربين، وذلك من خلال الرسوم الكثيرة المفروضة عليهم، حتى تحوّلت الدولة لدولة جباية وليس دولة رعاية او وقاية. ولذلك لن يكون من الغريب أو المُفارق أن تتصاعد أعداد السودانيين الموقوفين بسبب سوء إداركهم لكثير من تفاصيل المهجر.
الصيحة
من قال ان المغتربين في السعودية 2 مليون ليس هناك احصائية دقيقة بالرغم من انه يمكن التأكد من الرغم بجهد بسيط وذلك بان تقوم السفارة بتكوين لجنة من المغتربين انفسهم وتكليفها بعمل ذلك بصورة دقيقة حتى ولو اقتضى الطواف على مناطق المملكة والأتصال بالجمعيات اذا تعذر الوصول الى ذلك عن طريق جوازاتهم
اما انا فلا اعتقد ان العدد يصل الى مليون واحد
شكرا استاذنا لانك دائما مع الانسان السوداني
وشكرا لانك نموذج للكاتب والانسان والمحترم
مع كل التقدير
من قال ان المغتربين في السعودية 2 مليون ليس هناك احصائية دقيقة بالرغم من انه يمكن التأكد من الرغم بجهد بسيط وذلك بان تقوم السفارة بتكوين لجنة من المغتربين انفسهم وتكليفها بعمل ذلك بصورة دقيقة حتى ولو اقتضى الطواف على مناطق المملكة والأتصال بالجمعيات اذا تعذر الوصول الى ذلك عن طريق جوازاتهم
اما انا فلا اعتقد ان العدد يصل الى مليون واحد
شكرا استاذنا لانك دائما مع الانسان السوداني
وشكرا لانك نموذج للكاتب والانسان والمحترم
مع كل التقدير