مقالات سياسية

الفلسطينيون والعرب شيعوا قضيتهم منذ ( أوسلو 1991) فلماذا نحن

الفلسطينيون والعرب شيعوا قضيتهم منذ ( أوسلو 1991) فلماذا نحن ؟

منذ سنوات مضت كان من السهل أن نتهم مواطن عربي بالخيانة لمجرد أنه لا يتعاطف مع القضية الفلسطينية . وكانت الدول العربية بلا استثناء تعامل مواطنيها من هذا المنطلق إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى .. وإن إسرائيل هي العدو الأول للشعوب العربية ما دامت تحتل الأرض العربية وتستبيح حقوق الشعب الفلسطيني والعربي … والسودان من أكثر الدول تشددا وحساسية لهذه القضية العربية وعلى كل جواز سوداني هذه العبارة ( كل الدول إلا إسرائيل ) ولم يخرج من هذا الإجماع العربي إلا قلّة كانت ترى أحيانا إمكانية الحوار مع إسرائيل أو التقارب معها في ظل مفاهيم مستقبلية للسلام وكانت هذه القلة مرفوضة من العالم العربي
ومنذ سنوات كان الإجماع العربي إن إسرائيل دولة معتدية … وكانت مناهج التعليم تؤكد ذلك … ونشرات الأخبار تؤكد ذلك … والواقع العربي يؤكد ذلك … وعشنا سنوات عمرنا كلها على هذا الأساس إن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى

ودارت الأيام أصبحت هذه القلّة التي تؤيد التطبيع أو الحوار مع إسرائيل أو التقارب معها في ظل مفاهيم مستقبلية للسلام هي الأغلبية وهذه تسمى دول التطبيع ولكن من المفارقات كل من يحاول أن يناقش قضايا السلام من هذا المنطلق ومن وجهة نظر موضوعية من غير مواطنين دول التطبيع والتي علم إسرائيل يرفرف في عواصمهم بأنه خارج على الإجماع العربي كما حدث للوزير السوداني (الأفريقي) مبارك الفاضل رغم إختلافنا معه في طريقة الطرح إلا أنه شتم بأقذر العبارات العنصرية التي يعف اللسان عن ذكرها من بعض الجهلاء والسطحيين العرب والفلسطينيين .. وتعاطُف الشعب السوداني مع القضية الفلسطينية على مر الدهور والعصور لا يقبل المزايدة

ولكن منذ أن قبل الفلسطينيون المفاوضات والجلوس مع إسرائيل وتم عقد اتفاقية أوسلو في عام 1991 وسميت بذلك لأنها تمت بمباحثاتها السرية في اوسلو عاصمة النرويج في تقديري منذ ذلك التاريخ شُيعت القضية الفلسطينية

وكذلك بعد أن تم عقد معاهدة (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل في عام 1974 التي تبقى بنودها سرية حتى اليوم، كما أنّها لم تُعرض على البرلمان المصري. والتي بموجبها استعادة مصر جزيرة سيناء ومن ضمن هذه الاتفاقية أصبحت هناك مليارات الدولارات تدفع لمصر سنويا بموجب هذه الاتفاقية ولم تتوقف اللقاءات والإتفاقيات بينهما حتى اللحظة فهناك اتفاقيات زراعية وإستيراد الغاز وغيرهما

وكذلك بعد معاهدة السلام مع الأردن والتي تسمى ( وادي عربة ) في 1994 وذلك لظروف الأردن الإقتصادية الصعبة التي كان يمر بها وأنهت الاتفاقية الحرب بينهما وبموجبها يتحصل الأردن على إمتيازات ومنح سنوية من أمريكا وتبعتها اتفاقيات لا حصر لها اتفاقية قناة البحرين وإتفاقية ربط البحر الأحمر بالبحر الميت وإتفاقية خدمات جوية بين الأردن وإسرائيل وغيرهما من اتفاقيات .. هذا وغير التفاهمات السرية والشبه معلنة والعلاقات بين قطر والإمارات العربية وإسرائيل الغريب في الأمر لم يوجه الفلسطينيون سهامهم الغاضبة بكلمة بذيئة أو نابية واحدة تجاه شعوب دول التطبيع أو تلك الدول التي (تتغزل) مع إسرائيل هذه الأيام

علي كل حال كان مطلوب منا نحن كشعب سوداني ( أفريقي ) منذ ذلك الزمن الذي قبل به الفلسطينيون بإسرائيل وجلسوا معهم في موائدهم وتناولوا ( الأنخاب ) سويا في قصورهم أن نعيد برمجة عقولنا ووجداننا .. لأن هذه البرمجة كانت سهلة بالنسبة لمن طبعوا وإتفقوا مع إسرائيل وقد إستطاعت هذه الدول وشعوبها أن تعيد ترتيب أوضاعها ومصالحها بسرعة غريبة حسب إتجاه الرياح .. وفي فترة وجيزة جدا أخذت لغة المصالح مكانها وإستطاعت بالفعل أن تحقق نتائج مذهلة
ولكن من المؤسف حقا أن من استطاعوا إعادة برمجة مواقفهم منذ زمن بعيد بعد اتفاقياتهم وفتحت سفاراتهم في إسرائيل وجلس رؤسائهم في موائد العدو سابقا والصديق حاليا (إسرائيل) لا يريدوننا أن نتبنى نفس المواقف بل يتهمونا وأمثالنا من العاجزين والخائنين ونقف ضد حركة التاريخ والزمن

وعندما غنى العالم العربي يوما أنشودة واحدة في حب فلسطين غنينا معهم هذه الأنشودة وعندما طلب من نفس الشعب أن يغني أنشودة حب في إسرائيل غنوا وبسرعة شديدة بلا تردد .. بينما استعصى علينا الأمر نحن الشعب السوداني النبيل الذي لا يعرف الغدر والخيانة أن نغني الأنشودة الأخيرة .

وبعد أن إستعدنا برمجة عقولنا وإستدركنا مصالحنا للأسف متأخر جدا وأراد الشعب السوداني أن يواكب الأحداث كبقية الشعوب ويغني أنشودة الحب الجديدة كما سبقونا العرب بسنيين عددا إستكثروا علينا غناء هذه الأنشودة وكأنها هي حصريا لدول التطبيع فقط لا لغيرهم ولا أجد تفسير لهذا السبب.

ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم الاخ ياسر والله بجد مقالك جميل ونحن مع التطبيع مع اسرائيل ونشد من ازر مبارك الفاضل رغم اختلافنا مع النظام بس ارجو منكم كاعلام ان لا تسكتو لاهانة السودان من قبل الفلسطينين الاوغاد يصفونا بالعبيد والله هذه قمة المهزله من شعب مشرد وهم اصلا اولاد يهود يعني كلهم لقطا اما بالنسبة اننا عرب ونحن سمر لا ننتمي الي العرب نحن عرب
    سودانيون ولا يشرفنا الانتما الي اي دوله نحن سودانيون نحن اسياد العالم

  2. أصلا نحن في نظر العرب لسن منهم ودونكم التسجيل الصوتي للعريبي مع الطبيب السوداني وهو الذي أباح ما تجوش به خواطرهم جميعا. وليس الفلسطينيون باختلاف منهم يسخرون منكم بالسذاجة والعوارة والكسل وانتم ليس لديكم ما تقدمونه غير العناد والمكابرة الذائقة ويستغلون أبناءكم كوقود لحرب اليمن وشتان بين القتيل (ولا أقول الشهيد) العربي والسوداني. البشير مسرور بذلك طالما انهم يجهرون اليه بالمودة وابواب العمرة وقصور الأمراء مفتوحة له متي ما جاع ليقتات من موائدهم ويرسلون السيدة الفضلي للمجمعات التسوقية التي تعشقها وانتو موتو موتكم
    حسبي الله ونعم الوكيل. كانت الفرصة سانحة لنكون أفضل الافارقة ولكننا اختير لنا ان نكون ملطشة العرب

  3. السلام عليكم الاخ ياسر والله بجد مقالك جميل ونحن مع التطبيع مع اسرائيل ونشد من ازر مبارك الفاضل رغم اختلافنا مع النظام بس ارجو منكم كاعلام ان لا تسكتو لاهانة السودان من قبل الفلسطينين الاوغاد يصفونا بالعبيد والله هذه قمة المهزله من شعب مشرد وهم اصلا اولاد يهود يعني كلهم لقطا اما بالنسبة اننا عرب ونحن سمر لا ننتمي الي العرب نحن عرب
    سودانيون ولا يشرفنا الانتما الي اي دوله نحن سودانيون نحن اسياد العالم

  4. أصلا نحن في نظر العرب لسن منهم ودونكم التسجيل الصوتي للعريبي مع الطبيب السوداني وهو الذي أباح ما تجوش به خواطرهم جميعا. وليس الفلسطينيون باختلاف منهم يسخرون منكم بالسذاجة والعوارة والكسل وانتم ليس لديكم ما تقدمونه غير العناد والمكابرة الذائقة ويستغلون أبناءكم كوقود لحرب اليمن وشتان بين القتيل (ولا أقول الشهيد) العربي والسوداني. البشير مسرور بذلك طالما انهم يجهرون اليه بالمودة وابواب العمرة وقصور الأمراء مفتوحة له متي ما جاع ليقتات من موائدهم ويرسلون السيدة الفضلي للمجمعات التسوقية التي تعشقها وانتو موتو موتكم
    حسبي الله ونعم الوكيل. كانت الفرصة سانحة لنكون أفضل الافارقة ولكننا اختير لنا ان نكون ملطشة العرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..