مبارك الفاضل … التفكير بصوت عال

الهجوم الذي قوبلت به تصريحات نائب رئيس مجلس الوزراء القومي ووزير الاستثمار مبارك المهدي والخاصة بدعم التطبيع مع اسرائيل غير مبرر لان المهدي طرح من خلال تصريحاته تسأولات عدة يجب الوقوف عندها في ظل ركوض عدد كبير من دول المنطقة العربية للتطبيع من تحت الطاولة مع اسرائيل وخاصة بعد انهيار معسكر دول الممانعة بعد سقوط طرابلس ودمشق ويغداد في وحل الصراع السياسي العسكري المفتعل حيث صار السودان البلد الاوحد الممسك بمبدا مؤتمر قمة الخرطوم الشهير في عام ١٩٦٧الذي كانت مخرجاته لا تفاوض لا تصالح لا اعتراف بأسرائيل .
وبلاشك ان دعوة المهدي تحتاج الي النظر اليها من كل الزوايا فعلي مدي عقود وقف السودان ومنذ الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وتشريد اهلها من وطنهم سدا منيعا في وجه الغطرسة اليهودية ودعم القضية الفلسطينية بالمال والنفس واحتضن علي ارضه الاف الاسر التي نزحت من فلسطين بسبب الاحتلال وتضيقه عليهم، وشاركت الخرطوم في كافة الحروب التي كانت ضد اليهود بقوة عسكرية ضخمة ،وجابت شوارع الخرطوم علي مدي سنين الاحتلال مسيرات تناهض كل فعل يهودي ضد اخوتنا في فلسطين ،بل جعل السودان قضية فلسطين محور اهتمام اكبر من بعض قضاياه الداخلية ،لم تقدم الخرطوم علي هذه الخطوات منه او انتظارا لشكر من الاخوة في غزة او الضفة او من هم بشتات الارض من ابناء فلسطين ولكن هو التزام اخلاقي تجاه القضية ذاتها حين خزلها العديد من العرب وفضلوا الارتماء في حضن اليهود وطبعوا علاقاتهم معهم وضيقوا علي اللاجئين الفلسطينين في داخل بلادهم تقربا لاسرائيل ونيلا لرضاه وبدعم من قياداتها وعلماء دينها وصار لليهود سفارات مستترة وظاهرة في تلك الدول التي كانت تنادي بأن لا تطبيع مع اسرائيل ،بل امتد التعاون بينها وبين الدولة العبرية(وهو مايطلقه العرب المطبعين علي اسرائيل بدلا من دولة العدو ) الي درجة ابعد من ذلك حيث فتحت الابواب للاستثمارات اليهودية وصارت طرق التجارة ممهدة بين النقيضين ،وانتشعت السياحة من خلال زيارات سياح يهود يعتمرون (كوفياتهم)المميزة بل انه في بعض الدول يوجد حارات وشوارع صارت تعرف بأسماء اليهود وبضائع تحمل شعارات (صنع في اسرائيل)غزت العديد من تلك الدول وبدم بارد باعوا قضية امة بحالها.
نعم من خلال تصريحاته فتح المهدي الباب علي مصراعيه للتعبير عن ما عجز عن التعبير عنه عدد من القيادات السياسية السودانية والنخب الثقافية والناشطين في المجتمع وهي خطوة لأدارة حوار شامل عن ماهية المقاطعة للعدو الاسرائيلي والفؤائد من التطبيع واعادة قراءة استراتيجية الدولة السودانية في ظل متغيرات جيو سياسية بمنطقة الشرق الاوسط بعيدا عن التشنجات الدينية التي تعاني منها كمرض عضال بعض مؤسسات الدولة كهيئة علماء السودان التي تترك جوانب كثيرة في الشان السياسي دون ان تعلق عليها وهي تعي ان (الساكت عن الحق شيطان اخرس)ولكنها تلتزم الصمت حيال عدد من القضايا الحساسة والتي تحتاج لرأي ديني وتنشغل بالموضوعات التي تعطيها وجودا سياسيا اكثر في ساحة الفعل السياسي السوداني ومشهده اليومي ، كما تحتاج رؤيتنا الي الابتعاد عن العواطف التي اوردت بلادنا المهالك وادخلتها في مستنقعات ضحلة الخروج منها ليس بيسير.
وبلاشك ان الحوار الذي انتظم المجتمع السوداني بكافة اطيافه عقب تصريحات المهدي هو خطوة نحو قراءة المشهد السياسي بوضوح ووضع استراتيجية مدروسة تجاه قضية فلسطين وفق معطيات انية وليس موروثات قمم تنصل معظم حاضريها من التزاماتهم بمخرجاتها،وللاخوة الفلسطينيين الحق في القاء اللوم علي من ناصرهم طوال فترة الاحتلال الاسرائيلي ولكن دون اساءة او تجريح فنحن لانقبل في بلادنا اي شئ من اي كائن كان، ويحمد لبلادنا انها مازالت تحفظ للفلسطينيين حقهم في الاقامة والعمل دون قيود او شروط اسوة بالمواطن السوداني وفي حالات كثيرة يحصلون علي امتيازات اكبر من تلك التي يحصل عليها المواطن السوداني نفسه وهو الشئ الذي لايجده المواطن الفلسطيني في معظم البلاد العربية .
ويظل السودان علي موقفه من القضية الفلسطينية دعما ونصرة وهذا لايعني اغلاق الباب امام الحوارات السياسية والفكرية والدينية مع اليهود من اجل ايجاد مخرج لقضية فلسطين،فالرسول صلي الله عليه وسلم فاوض يهود المدينة وخيبر وابرم معهم المعاهدات كما عقد معاهدات مع يهود بني قريظة وقينقاع والنضير بغية التعايش السلمي في مجتمع الدولة الاسلامية فلا حرج في التفاوض دينيا مع اليهود كما تدعي هيئة العلماء فحماس وصلت لحكم غزة بالتفاوض مع اليهود وكذلك فتح وصلت لحكم الضفة بالتفاوض ،والسودان الان مؤهل اكثر من غيره من الدول العربية لادارة مثل هذا الحوار ولعب دور سياسي كبير في أحداث اختراق في ملف القضية فهو يمتلك امكانيات بضرورة فكرية وتفاوضية كبيرة تؤهله علي ان يكون لاعبا اساسيا في حل القضية بدلا من اللاعبين الذين ينظرون الي مصالح بلادهم مقابل المتاجرة بالقضية الفلسطينية ويرفعون شعارات براقة تدعوا لاسقاط الدولة العبرية وهم من تحت الطاولة يتمددون في علاقاتهم معها.
ومضة اخيرة :
غياب الرقابة الادارية والمحاسبة وعدم تحفيز المجتهدين دليل علي انهيار الاخلاق في اي بلد .
د. صبوح بشير
[email][email protected][/email]
خلينا نحل مشاكلنا اول لما نشوف مشكلة اسرائيل وانتو حتبارو العرب ديل لمتين بالله يا دكتور اولى الشعب السودانى بي مصايبو وجراحو لى تعب كتابه المقال ولا القضيه الفلسطينه يحرقو فلسطينين على يهود ناس جعانه وميتينه طالع وانتو قاعدين فى مكاتب تنظرو شعب مشهوه
خلينا نحل مشاكلنا اول لما نشوف مشكلة اسرائيل وانتو حتبارو العرب ديل لمتين بالله يا دكتور اولى الشعب السودانى بي مصايبو وجراحو لى تعب كتابه المقال ولا القضيه الفلسطينه يحرقو فلسطينين على يهود ناس جعانه وميتينه طالع وانتو قاعدين فى مكاتب تنظرو شعب مشهوه