مدير جامعة كسلاو بحث علمي: وعي الطلاب والطالبات بمرض الايدز

مدير جامعة كسلا, بحث علمي: وعي طلاب وطالبات الجامعة بمرض الايدز
بحث آخر عن الايدز قام بإجرائه مدير جامعة كسلا وهذه المرة ليس معه عميدة كلية الطب, وإنما معه مديرة مركز الدرن بالجامعة, التي خصها بإدارة هذا المركز الحيوي الهام من دون باقي الأساتذة الأطباء, وهي ليست بطبيبة وليست بمختصة في الدرن وحالاته علما أن الدرن من الأمراض المهددة لولاية كسلا, ومن الملفات التي تحتاج أولوية قصوى من أجل تفعيلها والاهتمام بها, ويكفي دليلا على فشل هذا المركز وهو تحت إدارة غير مختصة نهائيا هو انعدام المخرجات التنموية بولاية كسلا لهذا المركز, ومشاركاته ومساهماته في برامج مكافحة الدرن بالولاية فقيرة للغاية, كما أن هنالك غموض حول الدعم للمركز من قبل المنظمات الطوعية العاملة في مجال الصحة والداعمة لبرامج مكافحة الدرن.
قامت مديرة مركز الدرن كباحثة أولى وجاء ترتيب مدير الجامعة كباحث ثاني بإجراء بحثا عن نسبة الوعي عن الايدز وسط طلاب وطالبات جامعة كسلا من مختلف كلياتها (عدد 395 طالبا وطالبة). ويفتقر هذا البحث لأهم مواصفات ومقومات البحث العلمي, ويؤكد ما ظللنا نكتب عنه ونكرره عن إدارة جامعة كسلا المثيرة للجدل, وتمويلها لبحوث فقيرة المحتوى والمضمون, هزيلة المردود الاجتماعي وتنعدم فيها المخرجات التنموية في الولاية, وما هي إلا بحوث من أجل فقط (أنا كتبت بحث ونشرتو في مجلة علمية), وللأسف يتم تمويل هذه البحوث البسيطة بمبالغ وأموال كان من الممكن صرفها لبحوث أجدى وأنفع وذات مردود تنموي ومخرجات واقعية مفيدة لإنسان الولاية.
ومن أهم مواصفات البحث العلمي أو كافة البحوث بصفة عامة, هو وجود المشكلة التي يتناولها البحث, ومن ثم يتم تحديد الهدف من البحث بحل هذه المشكلة ووضع توصيات لحلولها, في هذا البحث لا توجد إطلاقا مشكلة وسط الجهات المستهدفة بالبحث وهم طلاب وطالبات جامعة كسلا, فهل هنالك حالات ايدز وسط الطلاب؟ وهم الفئة المتعلمة والمستنيرة والتي يبني عليها المجتمع آماله في مستقبل جيد لهذه الأمة, لماذا لم يستهدف البحث شرائح المجتمع الأخرى من الباعة متجولين وعمالة حرة في أي شريحة من مجالات العمل العامة والخاصة؟ وهؤلاء فهم مرض الإيدز وثقافته لديهم أقل بكثير جدا من طلاب وطالبات الجامعة.
وخير دليل على أن الجهات المستهدفة بهذا البحث (الطلاب والطالبات), ليست هي العينات المناسبة للدراسة والبحث, هو المرجع الذي استند عليه الباحثون, بحث عن نسبة الوعي عن الايدز ونسبة حدوث المرض وسط بائعات الشاي بولاية الخرطوم:
Sidig A, Alsadig M, Hussein A (2009) A study of knowledge, attitude, practice towards HIV/AIDS and prevalence of HIV/AIDS among tea sellers women in Khartoum State (April 2004 – May 2005), Sudanese J Public Health 214- 224.
هذا المرجع استند على دراسة حقيقة, وبحث من أجل البحث وليس من أجل الترقي العلمي فقط, لأنه تناول موضوعا حيويا واستهدف عينات وشرائح من المجتمع ليس لها صلة بثقافة الايدز ومخاطره, ولهذا بحث كهذا يمكن أن ينتج حلول شافية لمخاطر الإيدز وسط الجهات المستهدفة ومنع انتشار المرض.
ربما يكون سبب اختيار مدير الجامعة ومديرة مركز الدرن للطلاب هو قراءتهم لبعض البحوث المشابهة التي أجريت على طلاب جامعات من دول أخرى, ولكن ثقافة تلك الدول تختلف عن ثقافتنا ومنهجنا الإسلامي, مثال لذلك (داخيات) السكن في جامعاتنا السودانية منفصلة تماما, للطلاب مواقع سكنهم الخاصة التي هي بعيدة كل البعد عن مناطق سكن الطالبات, ولكن سكن الطلاب بالجامعات الخارجية يكون مشتركا دائما لهذا درجت الجامعات الأوروبية والآسيوية بتوعية طلابها بإجراء بحوث عن نسبة الوعي وسط طلابها.
تم أخذ الموافقات الأخلاقية لهذا البحث من عميد الطلاب بجامعة كسلا.
Ethical clearance of the present study was taken from students? deanship, University of Kassala, Eastern Sudan, Sudan.
فمتى صارت عمادة شئون الطلاب بالجامعة متخصصة في معرفة البحوث العلمية وأساسياتها ومخرجاتها وطرق إجرائها؟ وهل هي الجهة المسؤولة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاستخراج الموافقات الأخلاقية للبحوث العلمية التي تتعلق بطلاب وطالبات الجامعات؟.
وقد ذكر الباحثون أنهم قد أخذوا موافقات شفهية (مكتوب هذا في البحث), فلماذا لم يكتب مدير الجامعة في البحث الذي قام فيه بإجراء فحص الايدز للنساء الحوامل (430) إمرأة حامل, أنه قد أخذ منهن موافقات شفهية (غير مكتوب في بحث الايدز للنساء الحوامل أنه قد أخذ موافقة شفهية), فأيهما أولي لتوضيح وكتابة أخذ الموافقة الشفهية (دماء النساء أم معلومات عن وعي الطلاب)؟.
إن الدراسة التي تم بها إجراء هذا البحث عن نسبة وعي الطلاب عن مرض الإيدز, دراسة وصفية Descriptive Studyوهي من أبسط أنواع الدراسات في البحوث, وهي دراسة بسيطة يقوم بها الطلاب المبتدئون, من طلاب المرحلة الثانوية, وذلك عبر توزيع ورقة استبيان (Questionnaire) يتم الإجابة عليها من قبل الطلاب, ولا تحتاج لبرنامج تحليل إحصائي كما ذكر الباحثون.
حقيقة هذه الدراسة ليست من أنواع الدراسات البحثية التي يقوم بها حملة الدكتوراة مثل مديرة مركز الدرن بجامعة كسلا, ومدير جامعة كسلا, وتكاليفها المادية بسيطة للغاية لا تتعدى تكلفة طباعة ورق الاستبيان فقط, فأين ذهبت أموال هذا البحث؟
جاءت نتائج هذا البحث كما هو متوقع, الطلاب والطالبات على دراية تامة بمرض الايدز وعلى فهم عالي بكل معلوماته ومخاطره وطرق علاجه. إن مدير جامعة كسلا كان هدفه فقط نشر عدد من البحوث العلمية تساعده على الترقي ونيل درجة البروفيسور, ولكن هذه البحوث التي قام بنشرها هو ومديرة مركز الدرن ومن قبلها عميدة كلية الطب, مخالفة تماما لأبجديات أساسيات البحوث العلمية.

علي بابا
26-8-2017م.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..