الرش والقش

الساعة25
الرش والقش
(ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي) الخرطوم رغم تأخرها .. بل وغيابها المشهود عن حياة المواطن آخيرا تأتي بخطى خجولة وبلا ـ (زيطة أو زمبريطة) ـ الا من هدير طائرات الرش الخطوة في حد ذاتها كبيرة لولاية ظلت تنتج الأزمات وتعيد تدويرها ، عبر تصريحات مسؤوليها/ اللا مسؤولة يلوكونها عِلكة فاقدة النكهة يفرقعونها كما الفعل بفيه صبية ساهمة تتأمل وجهها بالمرآة وتجتر ذكرى لقيا الأمس، خطوة الولاية برش أحياء ومدنها المترامية جيدة توقيتا وتغطية شاملة للولاية للقضاء على الباعوض والذباب هذي الأسراب التي غزت الولاية وسهر جرائها الأنام يهشونها صحوا ومناما خيفة تعرض الزغب الصغار للملاريا والتايفويد والكوليرا/ الإسهالت المائية… خيرا فعلت الولاية بإنتباهتها للأمر بإجراء اللازم،ومع ذلك لاتخلو الخطوة رغم أهميتها الملحة من مآخذ، حيث إفتقرت لخطوات تسبق عملية الرش يمكن إجمالها أو لنقل تلخيصها في أزالة وجمع النفايات التي تمثل البيئة الحاضنة للحشرات والهوام المستهدفة بالإجراء العجول وهي مصدر إعاشة بل والرحم الذي تتخلق فيه وتنمو وتتكاثر لتتكالب على الإنسان وخذاً ونهشاً وإعياء، في واقع معيشي مزرٍ لا يملك معه المواطن المسكين لا حول ولا قوة، في ظل دواء بات عصيا قصيا وقبله مال شحيح تهزمه الإلتزامات المعيشية التي باتت هي أقرب الى ـ (لا يمكن الوصول اليها) ضف اليها عيد الفداء وقد بلغ الأبواب بينما المواطن في حيرة امام المعادلة الصعبة الخروف ـ (أبو الألوف) وتوابعه أم أقساط المدارس وال… الى آخر القائمة الحلزونية؟ ورب قائل يجب الإكتفاء برأفة الحبيب المصطفى (ص) بالامة بنحره كبشين اقرنين أملحين… واحد له وآخر لأمته، لكن رافة بأطفالنا وهل من أب يهزم فرحة صغاره وهم يتحلقون حول الخروف يداعبونه ويتبارون في سقياه وإطعامه أوليس في ذلك رابط متين لهم بدينهم الحنيف؟ ومع ذلك يستكثر علماء السودان على أصحاب الدخول الضعيفة نحر ضحاياهم بالأقساط اتفتي فيما لا تفهم أو تتخير الصدق والامانة بمطالبتها تحري الحلال والحرام في الأضحية وهم
الساكتون على القروض الربوية والفساد الذي عم البلاد .. هم من خرسوا ياعة فتوى ملحة ونطقوا كفرا حين التطبيع مع الخروف!!! فيا حيف على علماء السلطلان والكيف.. (على كيفك تقول … وعلى كيفك تعمل رائح!!؟؟) كل هذي المضاضات جرتنا اليها طائرات الرش بأزيزها فوق سماوات ولاية خضراء / غير سائلة في حزام نمر، الخطوة رغم أهميتها الا انها منقوصة وكان من الضرورة إستباقها برد الروح في جسد المحليات السبع علها ولعلها تحفر مجرى لتصريف مياه الأمطار حتى لا تركد فتنتج ماخرجت اليه الطائرات لتبيده فكأنك (يا أبو زيد ما غزيت) فأبشري يا خرطوم بجيوش من الذباب والهوام والباعوض والأوبئة تتخلق مع مطلع كل فجر جديد لتسرح وتمرح وتمتص ما تبقى من دماء المساكين، ونستعير لسان الشوام امام نهج ـ (العدي من وشك) ـ (تيتي.. تِيتي، مِتِل ما رُحتي جِيتي) وما لم يتم تفعيل المحليات للقيام بأوجب واجباتها بحفر المصارف فيجب عليها العودة الى قبورها فذاك ارحم لنا واها ولتتفرغ لتصريحاتها البكماء وإحتفالاتها خائبة الرجاء ، ولعل الشاعر قد لخص حالها ببيت شعره
(كأننا والماء حولنا / قومٌ جلوسٌ حولهم ماءُ).
وحسبنا الله ونعم الوكيل
كأبنا مزارعين نعرف أنه عندما يكون هنالك رش للمحاصيل تحبس الدواب لمدة يومين لكي لا تأكل من الحشائش المرشوشة أو من خشاش الأرض الذي تعرض للرش وهذه الحملة ربما تكون لها آثار سالبة على أصحاب أنعام الأضاحي فكيف المخرج من هذه الورطة؟
كأبنا مزارعين نعرف أنه عندما يكون هنالك رش للمحاصيل تحبس الدواب لمدة يومين لكي لا تأكل من الحشائش المرشوشة أو من خشاش الأرض الذي تعرض للرش وهذه الحملة ربما تكون لها آثار سالبة على أصحاب أنعام الأضاحي فكيف المخرج من هذه الورطة؟