رسالة الى مناضلة رائعة

اتذكر جيدا تساؤلاتك في ما مضى عن خروج الناس والشباب بالاخص عن الشبكة او التخلف عن واقع النضال في البلاد من اجل حياة كريمة .في ذلك الوقت كتبت لك تعليق باني سارسل لك وجهة نظري في هذه المشكلة ,هناك اسباب كثيرة اخرت هذه الرسالة ولكني اعتقد ان اهم هذه الاسباب عدم تبلور الفكرة بشكلها النهائي في ذهني.اما الان فاليك رسالتي ,ابدأ اولاً بمدخل اتذكره من مشاركة لك كتبتيها وكانت تتحدث عن النظر الى الجانب الايجابي للامور و ليس الجانب السلبي وقد كتبت لك تعليق وهو النظر الى الجانب المملوء من الكأس اهم من النظر الى الجانب الفارغ, وكتبت لك ايضا انا في الليل يظهر القمر والنجوم لتضئ للناس الطريق وتوصلهم الى نور الفجر الساطع, هناك علاقة بين التعليقين اللذين كتبتهما وهو الاتي(ان دور القمر والنجوم وهم المناضلون وقائدهم في الواقع هو توصيل النظرة الايجابية والمبدعة الى الاخرين فنور النظرة الايجابية المبدعة الى الحياة هو الذى سيجعل الاخرون يلتفون حول هؤلاء النجوم وقمرهم اي هؤلاء المناضلين وقائدهم).الان ساتحدث عن النظرة الايجابية ماذا تعني؟ نحن في واقع يصرخ فيه تناقض اساسي ما بين عصرنا الحديث بكل معنى الحداثة من معطيات و متطلبات و ظروف نفسية و فكرية ومادية وبين محاولة النظام السوداني الحالي التعامل مع هذا العصر الحديث بروح الماضي والرجعية والمؤسف انا النظام هياء البيئة المناسبة لنمو الانشاطات الفكرية عند مجموعة من الجهات للتعامل مع مشاكل العصر الحديث في تكوينه بشكل رجعي بمعنى محاولة إلباس القيم والافكار الماضية على معطيات و متطلبات هذا العصر وهنا يكمن التناقض الصارخ جدا. اذا ما هو العمل ؟ في راي المناضلون وانت واحدة منهم وبالاخص الشباب ياتي دوره في التنوير بالقيم والمفاهيم الجديدة والافكار التي تناسب عصرنا و التنوير بالشكل الجديد في التفكير وفي التعامل مع المواضيع الفكرية والنفسية والمادية, نحن كشعب وكشباب يجب علينا إزاحة البالي والقديم المتعفن من القييم والمفاهيم مهم كانت قداستها و مهم كان تجزرها لنحل بدلا عنها معاني وقييم ومفاهيم جديدة و رؤى فكرية تنسجم مع ظروف عصرنا المعقد والمتطور في كل جوانبه الحياتية ,هنا اذا نجحنا في ذلك نكون قد خلقنا جمال وروعة الوصول بشعبنا الى حقيقة الاشياء و البديات تاتي من النقد البناء للفكر السلفي وبشكل جاد وشامل لايوجد فيه خوف من قداسة او محرمات حتى نستطيع معرفة جدواه من عدمها و بالتالي الانتقال الى مرحلة التصور لما هو مناسب من مفاهيم وقييم ومعاني تعبر بصدق عن واقعنا وعن عصرنا.النتائج المتحصلة من هذا النقد و التطوير المبدع للمفاهيم القديمة باخرى تناسب واقعنا الحالي وعصرنا الحديث وابداع قييم و مفاهيم جديدة تلبي الاحتياجات المتشعبة لهذا العصر, سوف تخلق سلاح فكري رائع في ايدي المناضلين و بالتالي سوف تخلق الجمال في عيون الاخرين ومن سما سوف يلتف حولهم الشعب والشباب المستنير وهذه هي نقطة التحول والجمال في شكل الكفاح للوصول الى الانسجام الصحيح مع الواقع في هذه المرحلة ياتي من اسلوب الكفاح ومصداقيته للوصول للانسجام الصحيح بين القييم والمعاني والمفاهيم الجديدة والواقع واذالة ما يوجد بينهم من تخلف واقعي.فجمال ومصداقية القيم والمفاهيم تاتي من تناسبها الحقيقي مع الواقع الانساني والا اصبحت قييم ومفاهيم بالية عفى عنها الزمن, فالواقع واحتياجاته الفكرية والنفسية والمادية تفرض نوع جديد من القبيم والمفاهيم التي تناسبه فاذا انسجمت هذه القيم والمفاهيم بشكل منطقي مع الواقع ظهر جمالها ومصداقيتها لانها استطاعت ان تخلق انسجام بين الانسان و واقعه الحالي ,وهناك الكثير من القييم والمعتقدات التي خلفتها الشعوب وراءها لانها ما عادت تلبي متطالبات عصرها و مفردات واقعها. وهناك قييم و مفاهيم اخذت شكل من التطور حتى تتماشى وتعبر عن العصر الذي هي فيه.لقد كان الناس في الماضي يسكنون تحت الخيام فهل تناسبنا الان كبيوت , لا اعتقد, فالحوجة لا تتغير وهي المسكن ولكن شكل التعامل مع تلبيتها يتغير بتطور الزمن فنحن الان نتطلع الى السكن الحديث الفاخر او المباني ذات المواصفات العالية الجودة بالنسبة لعصر الخيم ,تلك المباني الفخمة مناسبة لعصرنا الحالي اكثر على ما اظن وهي ذات امكانات تناسب طبيعة الحياة و العصر الحالي بكل تعقده وتنوعه و هناك امثلة كثيرة أخرى ففي الجانب السياسي هناك مفهوم الشورى بشكله البسط السابق وتطوره ليأخذ معنى الديمقراطية في العصر الحالي بعد ان تم تحديث معناه وطريقة التعامل معه حتى يتناسب مع حجم السكان الهائل الان وتوسع البلدان وتشعب متطلباتها. فالجوانب الفكرية والنفسية والمادية والحاجات الانسانية الاخرى تحتاج الى شكل جديد وفهم جديد لتلبيتها, فهم يتناسب مع معطيات العصر الحالي الذي يحمل في داخله الكثير من التطور عن ما مضى من سالف العصور. اخيرا ارجو ان اكون قد اسهمت ولو بالقليل في توضح دور المناضل او القمر في هذا الليل الحالك لشعبنا واتمنى لك ولكل النجوم الرائعين او الشباب المكافح النصر والتوفيق.
بقلم الكاتب: معاذ عمر حمور
معاذ عمر حمور
[email][email protected][/email]