عودة وعى الأرباب/ هروب المريخ من ملعبه / وروشتة الفوز عليه

عودة وعى صلاح إدريس/ هروب المريخ من ملعبه / وروشتة الفوز عليه
? هذا المقال يأتى ضمن سلسة المقالات التى أكتبها تحت عنوان “سياسة فى الكورة” أو “كورة فى السياسة”.
? قاصدا منها لفت نظر الشباب النضر، الذين يهتمون بهذا المجال محليا ودوليا، وهم قادة المستقبل.
? شاءوا أم ابوا ولذلك لابد من أن يهتموا إضافة الى إهتمامهم “بالكفر” و”بمسى” و”برولاندو”.
? بما يدور فى وطنهم فى جميع الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية.
? حتى إذا رحل هذا “النظام” البائس، لا يخدعوا كما خدع الجيل الذى سبقهم.
? دخل عليهم شياطين الإنس بإسم الدين متاجرين به، فجعلوا “الوطن” بلا دين أو دنيا.
? على الشباب النضر أن يهتموا بما يدور فى وطنهم حتى يتحقق “التغيير” المنشود الذى يضع ذلك الوطن فى المكانة السامية التى يستحقها سياسيا وإقتصاديا ورياضيا.
? عليهم الا يكتفوا بالجلوس على مقاعد المتفرجين فى أى مجال.
? فها هى الجارة مصر، لديها أكثر من 20 لاعبا محترفا فى الأندية الأوربية.
? ونحن الذين اسسنا معها الإتحاد الأفريقى الى جانب إثيوبيا وجنوب أفريقيا لفترة محدودة.
? ابعدت بعدها الأخيرة لمدة طويلة من الزمن بسبب تبنى نظام الأبارتيد العنصرية “النتنة” التى إنتهت “بالمصارحة” ثم “المصالحة”. ووصول المناضل الأفريقى الجسور “نلسون مانديلا” الذى قضى فى السجن 27 عاما الى رئاسة الدولة وبذلك عادت الى منظومة الدول الأفريقية المنضوية تحت لواء الإتحاد الأفريقى سياسيا وكرويا وحقق منتخبها وأنديتها العديد من النجاحات رغم فترة الغياب الطويلة.
? ونحن .. نكاد نطير من الفرح لمجرد تأهلنا لنهائى بطولة أمم أفريقيا للمحليين لا “البطولة” الكبرى.
? ونكاد كذلك أن نطير من الفرح لطلب مدافع “الهلال” العاجى “أوتارا” لإجراء إنتخابات مع نادى “برشلونة”.
? ومع أن ذلك الأمر سوف يفتح “للهلال” فرص تزائد رغبة اللاعبين الأفارقة للإنضمام الي صفوفه، لكن تبقى الحسرة فى القلوب، لأننا لم نحقق إنجازا يذكر قريبا ولم يصل لاعب واحد من أنديتنا الى الملاعب الأوربية المعتبرة.
? على شباب الهلال والسودان عامة، الا تحبطهم طولة بقاء هذا النظام الفاسد السئ.
? فها هى التجارب تثبت فى كل يوم أن البقاء للأصلح فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
? فقبل عدة سنوات رحل نظام “حسنى مبارك” بعد 30 سنة فى السلطة وبعد يأس كثير من المصريين فى مجرد التفكير فى إمكانية رحيله بسبب شدة وقوة أجهزته الأمنية.
? ورحل من قبله نظام “القذافى” فى ليبيا بعد أكثر من 40 سنة .. ونظام بن على فى تونس الذى هو إمتداد لنظام بورقيبة .
? وأول الأمس فى توجو رحل نظام طاغية واسرته حكموا لمدة 50 سنة.
(1)
عودة وعى صلاح إدريس
? بالأمس وفى مفاجئة غير متوقعة، نشر السيد/ صلاح إدريس ? رئيس نادى الهلال الأسبق – مقالا حزينا ومؤثرا.
? يختلف عن مقالاته التى داوم عليها خلال الشهر الماضية بصورة مملة ويومية.
? كان يزعم فيها أنه يمارس نقدا وهجوما مشروعا على خصمه “الكاردينال”.
? فى حقيقة الأمر كان يشعر أو لا يشعر، يستهدف الهلال.
? ويعمل على خسارته فى شتى المحافل.
? حتى حينما وقع ظلم كبير على نادى “الأمل” العطبراوى بصورة مباشرة وعلى “الهلال” بصورة غير مباشرة فى الموسم قبل الماضى.
? ما أدى إلى إنسحاب “الهلال” من البطولتين المحليتين، رغم أنه كان متقدما على منافسه “المريخ” ب 9 نقاط ودون هزيمة.
? وهذا أكده مجلس إدارة نادى المريخ فى رفضه الإستجابة لمنح مديره الفنى الذى خلع “غارزيتو” حوافز الفوز ببطولة “كاس السودان”.
? وقالوا له لقد حصلنا على تلك البطولة من خارج الملعب ومن خلال عمل إدارى لا من داخل الملعب.
? طيلة تلك الفترة ظن “صلاح إدريس” أنه يواجه خصمه “الكاردينال” لا الهلال.
? مما اثار غضبة الكثيرين من عشاق الهلال وشخصى الضعيف من بينهم.
? أتمنى أن تكون عودة الوعى صادقة وحقيقية حيث كان صلاح إدريس واضحا وشفافا فى المعلومات التى ذكرها بنفسه.
? والتى أكدت أن الإنسان مؤمنا كان أو غير مؤمن فهو مصاب وممتحن.
? الذى يهمنى ليست التفاصيل غير الهامة بل شعوره بذلك الحزن العميق لعدم تمكنه من مشاركة إبنه فرحته فى زواجه، بعد أن بذل جهدا خارقا كما ذكر لحضور تلك المناسبة.
? ليت صلاح إدريس مدد نظره ابعد قليلا متأملا المشهد السودانى بعمق والذى يدور فى الوطن من مآىسى منذ عام 1989.
? بدون شك سوف يخفف عنه ذلك المشهد الكثير من حزنه.
? فهو يحمد ربه أن المسألة إقتصرت فقط فى عدم تمكنه من المشاركة فى تلك المناسبة.
? لكن صلاح إدريس لم يفكر أو يعيش للحظات بأحاسيسه من قبل.
? وهو يشيد برموز النظام “نافعهم” و”ضارهم” وكلما سنحت مناسبة.
? وكأن النظام الحاكم لم يمزق الوطن ولم يقسمه ولم يبيد جزءا كبيرا من شعبه ولم يضطر الكثيرين للهجرة.
? ولو مدد بصره وخياله قليلا لأدرك وفى نفس الوقت الذى يشعر فيه بالحزن لعدم حضوره فرح إبنه.
? هناك شباب سودانيون لهم أباء وأمهات يموتون يوميا غرقا فى البحار والمحيطات.
? فى بحثهم عن ملاذ آمن وبلاد يحترم فيها الأنسان وتتوفر فيها لقمة عيش بصورة كريمة.
? وفى ذلك الوقت هناك من يتذكر أمه أو زوجته أو شقيقته التى أغتصبت أو قتلت.
? وهناك أطفال تم رميهم فى النيران.
? لو ساهم من هو مثل صلاح إدريس بما لديهم من قدرات فى قضية التغيير ولو بتأسيس قناة “فضائية” حرة ومستقلة.
? لتحقق ذلك التغيير ولأصبح السودان فى المكانة التى يستحقها ولحفروا إسمهم فى ذاكرة الوطن وتاريخه
“2”
هروب المريخ من ملعبه
? تحائل المريخاب بقصة الخوف على ملعبهم من الدمار ومن غضبة الهلالاب إذا خسروا مباراة الغد فى بطولة الدورى العام السودانى فى دورته الأولى.
? والحقيقة التى يجب أن تقال أن المريخاب ظلوا يتشاءمون من ملعبهم بسبب الخسائر العديدة التى لحقت بهم من الهلال داخل ذلك الملعب وفى عدد من المباريات الهامة أمام الهلال أو أمام غيره من أندية آخرها مباراتهم مع “النجم الساحلى” التونسى.
? وبالطبع يخشون من سماع النغمة التى يرددها الهلالاب بعد كل إنتصار على ملعب المريخ والتى يقولون فيها “جوه استادكم ونحنا أسيادكم”.
? بالطبع أحبتى الهلالاب يقصدون أنهم اسياد الكرة السودانية وزعمائها ولا يغالط فى ذلك غير مكابر.
? فالزعامة تاريخا وإنجازات فى أقوى بطولة محلية وأفريقية وعربية حسمت للهلال وحده وبالإدلة الدامغة.
? أما بخصوص شغب الملاعب والتعدى عليها، فمعروف تاريخيا وبحسب شهادة المؤرخ الكروى المعروف ” عبد الغفار عبد الرزاق المبارك” الذى يحترمه حتى المريخاب.
? فإن اول مباراة حدث فيها شغب و”فرتقة” فى تاريخ كرة القدم السودانية، كانت من جماهير المريخ بدار الرياضة بأم درمان وكانت “بالكنب” لا الحجارة.
? فقليل من الوعى يا هؤلاء.
? وخلال العصر الحديث لم تكتمل مباريتين بين الغريمين بسبب تقدم الهلال فى المرتين بهدفين صحيحين على المريخ.
? المرة الأولى بطلها كابتن المريخ “سليمان عبد القادر” الذى جلس على الكرة ورفض إستمرار المباراة، حتى أعلن الحكم نهايتها.
? كررها فى المرة الثانية كابتن المريخ “زيكو” بعد الهدفين وإحتساب حكم المباراة لركلة جزاء صحيحة لصالح الهلال لم تنفذ.
? يومها مازح “زيكو” لاعبى الهلال وهو يحمل الكرة فى طريقه الى خارج الملعب قائلا.
? “نخليكم تغلبونا 6 نحنا عوره”؟
? الشاهد فى الأمر، تنازلت إدارة الهلال فى العديد من المرات فى مواقف دعم فيها اتحاد معتصم جعفر ناديه المريخ.
? مثلا حينما رفض المريخ مشاركة لاعب الهلال المحترف “اوتارا” فى مباراة ? وديه ? مهما كانت مناسبتها.
? تحت مسمى كأس الطلاب قبل أن تكتمل إجراءات تسجيله.
? وهدد المريخ بالإنسحاب إذا أشترك فى المباراة ذلك اللاعب.
? فأخطأت إدارة الهلال بالإستجابة وأداء المباراة دون مشاركته وبضغط من النظام.
? الحقيقة التى يخجل المريخاب عن ذكرها بتغييرهم لملعب المباراة قبل 4 ايام فقط.
? تقول .. إذا خسر المريخ وهذا متوقع، فإن الإدارة تخشى على ملعبها من جماهيرها لا من جماهير الهلال كما تم الترويج لذلك.
? وتحطيم الاستادات فى السنوات الأخيره بدأته جماهير (المريخ) يوم أن طرد “الشغيل” بالبطاقة الحمراء وهو يلعب وقتها للوصيف.
? على الهلال أن ينذر الاتحاد العام بقوة وأن يحصل منه على التزام مكتوب، اذا لعبت المباراة فى استاد الخرطوم.
? أن يكن من حق الهلال تحديد مكان المباراة فى الدورة الثانية خلال نفس الفترة التى غير فيها “المريخ” ملعبه والتى لم تزد عن 4 ايام.
? وطالما أن الإتحاد العام هو الذى يشرف على المباراة فمن حق الهلال أن يختار أى ملعب داخل السودان يراه مناسبا.
? حيث يمكن أن يختار “الهلال” لأسباب نفسية ملعب المريخ نفسه أو يختار دار الرياضة بأم درمان أو ملعب الأمل العطبراوى أو هلال الأبيض.
? حتى يرد الصاع صاعين لهذا الإتحاد المنحاز والمدعوم كما أتضح من “النظام” الذى يعمل على إستمراريته.
? وحتى يؤكد “الهلال” أنه هلال السودان كله وله جماهير اينما حل.
? إدارة المريخ تخشى أن تسمع جماهيرها تلك النغمة المعروفة.
? وتخشى أكثر من ذلك خاصة بعد التعرض “لغارزيتو” من قبل بعض الجماهير والإعتداء عليه بعد مباراة “فيرفيارو” الموزبيقى.
? ثم بعد أن رفعت لافتة مشينة من الجماهير خلال مباراة هلال الأبيض دعما “لغارزيتو” الذى تم الإعتداء عليه نفسه وتحميل مسئولية رحيله للإدارة “التسييرية”.
? مرة أخرى من حق الهلال أن يلعب مباراة الرد فى ملعبه أو فى ملعب ألمريخ نفسه .. أو فى عطبره أو الأبيض، وعلى الإدارة أن ترجع للقانونيين فى هذا.
? فالذى أقدمت عليه إدارة نادى المريخ ظاهرة خطيرة.
? فحماية الملاعب وعدم تعرضها للخسائر بواسطة الجماهير الغاضبة أو المنفلتة تقع ضمن واجبات أجهزة الأمن.
? واذا قال الأمن انه عاجز من توفير تلك الحماية للملعب وللجمهور فمن حق اى ناد افريقى يواجه المريخ مستقبلا فى أى بطولة أفريقية.
? أن يرفض اللعب في ملعبه بناء على الذى أقدمت عليه ادارته المدعومة من الإتحاد و النظام.
“3”
روشتة لتحقيق الإنتصار
? توجيهات مختصرة ومحدودة نرسلها للإدارة الفنية “للهلال” وهى أدرى بظروف فريقها وحالة لاعبيها.
? لكن من ملاحظاتنا لأخطاء “الكوكى” الذى اشرف فنيا على الهلال خلال الفترة الماضية ولا زالت اثاره باقية.
? أن الهلال تعود من جمهوره الا يرضى الا بالأداء الممتع الراقى، قبل تحقيق الإنتصار.
? وتعود جمهور “الهلال” من فريقه أن يكون دائما فى حالة هجوم أكثر من الميل للدفاع.
? والأندية السودانية عامة بسبب عدم وجود مراحل سنية على نحو علمى تعلم اللاعب اساسيات كرة القدم منذ وقت ىمبكر.
? يفتقد لاعبوها ميزة مهمة وهى “الثبات الإنفعالى”.
? لذلك لا تستطيع أن تضمن فريقا سودانيا يخرج لك بنتيجة مباراة تقدم فى بدايتها مثلا بهدف.
? هذا يمكن أن يحدث عند الأندية المصرية أو التونسية.
? لذلك إذا توفق الهلال فى تحقيق هدف السبق فعلى لاعبيه أن يواصلوا الضغط وأن يعملوا لمضاعفة ذلك الهدف وكأن المباراة بدأت لتوها.
? الأمر الثانى كرة القدم الحديثة اصبحت تعتمد على عناصر القوة والمخزون البدنى أكثر من الإهتمام بالعناصر المهارية فاقدة اللياقة البدنية.
? لذلك أرى أن يعتمد الهلال على اكبر عدد من اللاعبين اصحاب اللياقة البدنية العاليه القادرين على الضغط على خصمهم طيلة زمن المباراة.
? ولهذا يكفى جدا وجود لاعبين خبرة، أحدهم “نزار” منذ بداية المباراة وأن يكمل الباقى باللاعبين الشباب.
? على أن يحتفظ باللاعبين الكبار اصحاب الخبرة واللياقة البدنية المتدنية.
? ومنهم “بشة” للشوط الثانى للإستفادة منهم حسب ظروف المباراة.
? وفى العالم كله يوجد نوعية من اللاعبين يطلق عليهم أفضل من يلعب فى الشوط الثانى.
? بشه من بينهم وفى إحدى بطولات أمم أفريقيا حصل اللاعب “جدو” على لقب هداف البطولة ومعها كاسها لمصر، بعد أن لعب جميع المباريات التى شارك فيها فى الشوط الثانى.
? ختاما .. أعتقد أى هلالابى يعلم أن الهلال خسر مباراته الأخيره أمام المريخ فى البطولة الأفريقية التى لم تكن فى الحسبان.
? اولا: بفعل الحكم الكميرونى وثانيا: بدخول لاعبي “الهلال” المباراة فى ثقة عاليه وكأن النتيجة مضمونة تحت أقدامهم.
? ثالثا: بعد تقدم المريخ بالهدف الأول وعدم إحتساب ركلة الجزاء الصحيحة من قبله بعد إعاقة نزار.
? ثم نقض هدف صحيح مليون % لبشة، حدثت الربكة وعدم التركيز حيث لم يفق لاعبوا الهلال من تلك الربكة الا قرب نهاية المباراة.
? عليه وبعد تحقيق التقدم إن شاء الله هناك طرق فنية وتكتيكات وجمل عديدة.
? يتدرب عليها اللاعبون للإحتفاظ بالكرة بين أقدامهم ومنع المنافس من الحصول عليها.
? ومن ثم إدخال الإحباط فى نفوس لاعبيه وجعلهم يشعرون بأنهم منهزمون لا محالة.
? يا رفاق .. قليل من الوعى.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]