الحكومة وفتاوى العُسرة..!

يوسف الجلال
إذا كان الوضع الاقتصادي في تمام عافيته، وفي كمال صحته، لما ظهرت إلينا المؤسسات المعنية بالفتوى، لتبيح للسودانيين شراء خروف الأضحية بالديْن. ولما خرجت إلينا لتجوِّز اقتناء الأضحية بالتقسيط..!
وظني؛ أن مثل هذه الفتاوى الحديثة ــ ولا أقول المستحدثة ــ تعتبر ابناً شرعياً للأزمة الاقتصادية والضائقة المالية التي يعيشها السودانيون. إذ لم نكن على عهدٍ بشراء الأضحية بالتقسيط، أو الاستدانة، حينما كانت الأمور على القدر الكافي من الرخاء.
عذراً، فأنا لستُ هنا من أجل تصويب أو مراجعة الفتاوى التي تبيح شراء الأضحية بالديْن وبالتقسيط، فذاك مضمار لا أملك الأرجل الراسخة والراكزة لتجري عليه، لكنني استطيع المشي بثقة مسنودة بالمنطق، في ميادين تشريح مثل تلك الفتاوى من منظور مجتمعي واقتصادي، وربما سياسي. ذلك أن أمر شراء خراف الأضحية لم يكن هماً، حينما كانت الخواطر والضمائر والأفئدة عاكفة على التقرب إلى الله بالطرق الصحيحة، المبرأة من الشبهات..!
نعم؛ لم يكن الحصول على الأضحية هماً، بل كان الهم ينصب في كيفية التعبد بها إلى الله، وكان الهم محصوراً في الاقتداء بمواصفات الأضحية، وتحقيق شروطها، وفقاً للمنظور الشرعي. كما كان محصوراً على تجنب شراء الأضحية غير المستوفية لتلك المطلوبات.
الآن، وقد تبدلت السعادة بؤساً وشقاءً، واستحالت القدرة المالية إلى عوز خيَّم على رؤوس أكثرية المواطنين، فإن واقع الحال يمضي في اتجاه ايجاد تخريجات فقهية، لتلافي الحالة الاقتصادية الماثلة حالياً. لكن بالمقابل هناك من يرى أن شراء الأضحية بالاستدانة يقدح في فكرة التقرب إلى الله من خلال الأضحية، لكونها سُنة، وبالتالى لا يجوز تحويلها ــ بمثل تلك الفتاوى ــ إلى فرض أو واجب على غير القادرين. وأصحاب هذا الرأي يستدلون بأن الحج يعتبر ركناً من أركان الإسلام، ومع ذلك لا يجوز أداؤه من خلال الاستدانة، كما أنه يسقط في حال عدم توفر القدرة المالية، فما بالك بالسُنة النبوية الهادفة إلى التقرب إلى الله تعالى.
وبالعودة إلى الواقع السوداني القريب، نجد أن الفقهاء أنفسهم قد أوصدوا باب الاستدانة لشراء الأضحية، وأغلقوا منافذ اقتنائها من خلال البيع بالتقسيط. وبالتالى ليس من دواعٍ لتكليف النفس فوق طاقتها.
الشاهد أن هناك من ينظر إلى الفتاوى التي تبيح شراء الأضحية بالديْن والتقسيط، على أساس أنها تُشرعِن وتؤسس لفوبيا “البوبار”، بعدما تحولت الأضحية من شعيرة، يُتقرّب بها إلى الله، إلى سلوك ومظهر مجتمعي، يتبارى فيه الناس، لشراء “الخروف الفخم”، بأثمان باهظة، بل إن هناك من يحرص على أن يكون الخروف يتمتع بصوت فخيم، بحيث يصم آذان الجيران.
اعتقد ــ والله أعلم ــ أن المنطق الفقهي والمجتمعي، يحتِّمان على هيئة علماء السودان، أن تنشط في التبشير بأن الأضحية سُنة مؤكدة على القادر المستطيع، وأنها تسقط عن الفقير، وعن من يحتاج إلى ثمنها في ضرورياته وحاجياته الأساسية. وقبل ذلك ينبغي على الهيئة أن تبشِّر غير المستطيعين بأن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) ضحى بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عنه وعن أهل بيته، والآخر عنه وعمن لم يضحِ من أمته.
الصيحة.
يقول الاستاذ/ يوسف كاتب المقال:
(… عذرا” ، فأنا لست هنا من اجل تصويب او مراجعة الفتاوى التي تبيح شراء الاضحية بالدين وبالتفسيط، فذلك مضمار لا املك الارجل الراسخة والراكزة لتجري عليه)، ا.هـ.
اما انا فأقول سيدي اننا لم نعد بتلك الجهالة التي تجعلنا نخشى تصويب او مراجعة الفتاوى الغبية التي لا تجد لها مكانا” في العقل الراشد.
عندما كنا صغارا” تم حشو عقولنا ياشياء خاطئة عن الدين وصوروا لنا ان الخروج عنها او مناقشتها يعتبر خروجا” عن الملة، وذلك في ارهاب ديني بشع جعلنا نكتم في انفسنا كلما لا تقبله عقولنا.
الآن الحمد لله انفتحت ابواب العلم على كل مصاريعها، وصرنا نحصل على المعلومة في اي ضرب من ضروب العمل ونحن مستلقين على ظهورنا نسأل (جوجل).
لقد صار (جوجل) يعطيك الفتوى على المذاهب الاربعة والحمد لله ، وبه انكشف الكثير من (المغتغت) فيما ما مضى.
من ذلك علمنا ان الاضحية ليست واجبة ولا سنة مؤكدة ولا حتى سنة (حاف)، وعلمنا ان النبي الكريم عندما ضحى بكبشين قال في الاولى : اللهم هذا عن محمد وآل بيت محمد، وفي الثانية قال: اللهم هذا عن أمة محمد، ويا له من قول عظيم، حيث كان عليه الصلاة والسلام كأنما يستشرف المستقبل ويعلم ان هنالك من لم يستطع الذبح ويأتيه بعض المتنطعين ويصوروا له جواز شراءها بالتقسيط.
عندما ضحى عليه الصلاة والسلام عن امته ازاح بذلك التكليف بها على المسلمين ، حتى الاغنياء، بدليل ان ابو بكر وعمر ما كانا يضحيان، بل ان ابن عباس الميسور الحال ماديا” والذي كان كثير الذبح في الايام العادية كان لا يذبح يوم العيد وامعانا” في موقفه ذلك كان يذهب ويشتري اللحم من السوق على رؤوس الاشهاد ليرى الناس فعله ، فهل نحن اولى بسنة الرسول من هؤلاء العظماء.
لقد ذبح بلال يوم عيد الاضحى ديكا” ولم يستنكر عليه أحد حتى جرت طرفة قد لا تكون صحيحة مفادها ان النبي داعبه قائلا” (مؤذن صحى بمؤذن).
هذا هو الدين السمح الذي لا يشق على الناس ويرحم ضعفاءهم ويرفع عنهم العنت وليس كما يفعل علماء اليوم القساة المتنطعين.
ان من العظبم جدا” ان نحتفي بالعيد وان نذبح فيه ونطعم من قد يكونوا لم يدخل بيوتهم اللحم لايام بل لشهور، وهو مسلك محمود لا يخرج عن كونه عادة حسنة يجب ان يقوم بها من استطاع ويوزعها على الفقراء.
انني مهما كنت جاهلا” فإني لن اقتنع بانه من الجايز شرعا” ان يستلف العامل او يشتري الذبيحة بالاقساط التي لن تنفك تثقل كاهله وتؤرق مضجعه حتى العيد القادم، فيقوم بنفس الامر فيخرج من نفق ويدخل آخر.
يا من تسمون (علماء) لم تعد لكم تلك الهيبة التي ارضعتمونا اياها صغارا” وسددتم بها علينا منافذ التفكير ، لقد شببنا عن الطوق وانفتح امامنا باب (جوجل) على مصاريعه حتى لاكاد اقول ان الحاجة لكم قد انتفت.
عزيزي يوسف الجلال،، اختلف معك بشدة في الاقتباس الذي اوردته بداية”.
ولك احترامي وتقديري.
يقول الاستاذ/ يوسف كاتب المقال:
(… عذرا” ، فأنا لست هنا من اجل تصويب او مراجعة الفتاوى التي تبيح شراء الاضحية بالدين وبالتفسيط، فذلك مضمار لا املك الارجل الراسخة والراكزة لتجري عليه)، ا.هـ.
اما انا فأقول سيدي اننا لم نعد بتلك الجهالة التي تجعلنا نخشى تصويب او مراجعة الفتاوى الغبية التي لا تجد لها مكانا” في العقل الراشد.
عندما كنا صغارا” تم حشو عقولنا ياشياء خاطئة عن الدين وصوروا لنا ان الخروج عنها او مناقشتها يعتبر خروجا” عن الملة، وذلك في ارهاب ديني بشع جعلنا نكتم في انفسنا كلما لا تقبله عقولنا.
الآن الحمد لله انفتحت ابواب العلم على كل مصاريعها، وصرنا نحصل على المعلومة في اي ضرب من ضروب العمل ونحن مستلقين على ظهورنا نسأل (جوجل).
لقد صار (جوجل) يعطيك الفتوى على المذاهب الاربعة والحمد لله ، وبه انكشف الكثير من (المغتغت) فيما ما مضى.
من ذلك علمنا ان الاضحية ليست واجبة ولا سنة مؤكدة ولا حتى سنة (حاف)، وعلمنا ان النبي الكريم عندما ضحى بكبشين قال في الاولى : اللهم هذا عن محمد وآل بيت محمد، وفي الثانية قال: اللهم هذا عن أمة محمد، ويا له من قول عظيم، حيث كان عليه الصلاة والسلام كأنما يستشرف المستقبل ويعلم ان هنالك من لم يستطع الذبح ويأتيه بعض المتنطعين ويصوروا له جواز شراءها بالتقسيط.
عندما ضحى عليه الصلاة والسلام عن امته ازاح بذلك التكليف بها على المسلمين ، حتى الاغنياء، بدليل ان ابو بكر وعمر ما كانا يضحيان، بل ان ابن عباس الميسور الحال ماديا” والذي كان كثير الذبح في الايام العادية كان لا يذبح يوم العيد وامعانا” في موقفه ذلك كان يذهب ويشتري اللحم من السوق على رؤوس الاشهاد ليرى الناس فعله ، فهل نحن اولى بسنة الرسول من هؤلاء العظماء.
لقد ذبح بلال يوم عيد الاضحى ديكا” ولم يستنكر عليه أحد حتى جرت طرفة قد لا تكون صحيحة مفادها ان النبي داعبه قائلا” (مؤذن صحى بمؤذن).
هذا هو الدين السمح الذي لا يشق على الناس ويرحم ضعفاءهم ويرفع عنهم العنت وليس كما يفعل علماء اليوم القساة المتنطعين.
ان من العظبم جدا” ان نحتفي بالعيد وان نذبح فيه ونطعم من قد يكونوا لم يدخل بيوتهم اللحم لايام بل لشهور، وهو مسلك محمود لا يخرج عن كونه عادة حسنة يجب ان يقوم بها من استطاع ويوزعها على الفقراء.
انني مهما كنت جاهلا” فإني لن اقتنع بانه من الجايز شرعا” ان يستلف العامل او يشتري الذبيحة بالاقساط التي لن تنفك تثقل كاهله وتؤرق مضجعه حتى العيد القادم، فيقوم بنفس الامر فيخرج من نفق ويدخل آخر.
يا من تسمون (علماء) لم تعد لكم تلك الهيبة التي ارضعتمونا اياها صغارا” وسددتم بها علينا منافذ التفكير ، لقد شببنا عن الطوق وانفتح امامنا باب (جوجل) على مصاريعه حتى لاكاد اقول ان الحاجة لكم قد انتفت.
عزيزي يوسف الجلال،، اختلف معك بشدة في الاقتباس الذي اوردته بداية”.
ولك احترامي وتقديري.