أدمنت عشق الثوابت

الساعة25
مجدي عبد اللطيف
أدمنت عشق الثوابت
في كل عام نجتر ذات الموال، وتوغل الأقلام في ذات سطور العام الماضي … لعمري انها حجوة أم ضبيبينة، و(كأننا والماء حولنا قومُ جلوسٌ حولهم ماءُ) .. صحافة الخرطوم مضطرة تعمل على إعادة تدوير مواضيعها واقلامها مرغمة درجت على إستمرارها في مضغ عِلكة (بايته) بزواياها الراتبة، انه عشق الثوابت .. دنيا تتغير ودنيا/ أدمنت عشق الثوابت، وشطر البيت يحكي حالنا في بلاد شليلة بلا حراك في ظل القوم وما أدراك ما سماسرة السياسة وجوكية ذا الزمان… ظللنا في دوامة الفوضى وتردي الحال البئيس منذ مقدم التتار الجدد .. متحصلي الاتاوات والجبايات مقابل لا شيء يذكر ولنبدأ من عيد الاضحى المبارك الذي نحن فيه وقد يبات يشكل هاجسا للامة تمثل في أسعار الخراف الخرافية ولعل الخروف في بلادنا هو ما أنتج مصطلح الخرافة ومنها الخرافي والخرف المبكر ولعل لولا الصغار لاكتفينا بأحد الأقرنين الأملحين ونحن على نهج حبيبنا المصطفى (ص) في كل تفاصيل حياتنا التي لولا نوره لكنا في ضلال قديم بينما هو باقٍ في ساسة أسهموا في رفع الاسعار بما فيها سعر الخروف الخرافي، وكلنا يعلم مبررات هذا الخرافي بدءا برسوم العبور المتعددة إنطلاقا من مناطق الانتاج وصولا الى بقاع الإستهلاك تتبعها جبايات المحليات اليومية محل الخراف بتنوم وتصبح على المواطن خرافية، ضف اليها كلفة العلف والنفايات والاخيرة فزورة لحالها حيث درجت المحليات على إستقطاع رسوم النفايات دون ان تكلف نفسها بإزالة آثار الخراف بعد العيد وتاتركها نهبا للريح التي تتولى أمرها فتنقلها الى عقر دار المواطن فتدخل (رواكيبنا وأوضنا) توووش ولا تسلم رئة المواطن من غبارها وريحها المنتنة كما نافخ الكير (سِيك ..سِيك معلَّق فِيك)… ما الذي يحدث تغييرا ملامويا على صفحات صحافة الخرطوم بينما الحركة متوقفة حتى بخطوط المواصلات وشوارعها الخانقة والمتردية النطيحة ولا حراك سوى جولات ورحلات الساسة بين العواصم الاوربية للسياحة والتسوق والتكسب بإسم المواطن المحاصر ـ حصارين، فكيف يطرأ التغيير في خطوط وعناوين صحافة الخرطوم التي تنوم وتصحى على مخدات الخدر
فما نبيت عليه نصحو على أردأ منه، لذلك أدمنت البلاد عشق الثوابت، … ففي الخريف نظل كل عام مع الاسطوانة ذاتا ـ إنهيار البيوت والمدارس ـ فضلا عن متلازمة الإنهيار في كل حيواتنا على رأسها الصحة و التعليم(أزمة الكتب غير المطابقة للمواصفات، الكوليرا والإسهالات المائية نموزجا) لذلك تظل عناويننا هي ذاتا في كل عام .. الخرطوم تغرق في شبر موية / مية ، مسؤول/ أبو تصريح غير مسؤول: معدلات الأمطار فاقت توقعاتنا، (خلينا من معدلات الامطار إنتو توقعاتكم كانت قدر شنو؟).. وهكذا دلاليك، لن يتغير الحال ما لم يتغير القوم بمنهاجهم العثماني الدفترداري في جمع الجبيات والاتاوات بلا مقابل حمرة عين والزارعنا غير الله… عليه أقترح الانفصال وتكوين منظومة السودان الشعبية بعد فك الارتباط بمن يتاجرون بنا وكورتهم حايمة بالخارج بإسمنا وما دايرين كهربتكم المتذبة دي وما دايرين مويتكم الماسورة وما دايرين رشكم البهيِّج الباعوض والذباب ويمنحوا قوة ثلاثية …وما دايرين مخرجات حوار بس إتخارجوا إنتو، وما دايرين دقيق فينا بناكل جاتوه وهوت دوق، ان شاء الله نهو هيو،مالكم بينا؟ مش تقرير مصيرنا! والمعانا معانا والما معانا الله يعينوا. ونترككم مع عقد الجلاد بصوت الإستحالة
المناظر هي ذاتا/الصور نفس الصور
الشوارع والبيوت/الأماكن والمقاعد/
والزمان ثابت مكانو/والرقم اللسة واحد/ وحشة الليل البهيم/ ولمة الناس الحزانى/ وغصة الشوق القديم / بدموعا وبحنانا/وقصة الولد اليتيم/ ونفس صوت الإستحالة/ دنيا تتغير ودنيا/ أدمنت عشق الثوابت
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]