مقالات سياسية

تاملات من براحات عرفات و يوم الفداء !

أماني من عذوبة الإيمان .

هنالك مقومات للتعايش لو أننا طبقناها في عالمنا المسلم بصفاء السراير الإيمانية الفطرية قبل أن تتلوث بدنايا الغرض الدنيوي الذي جعل من حياتنا غابة يستأسد فيها القوي على الضعيف ويكفر من يدعي القوامة الشرعية على الآخرين مجتمعاتهم دون أن يبث في زوايا عقولهم من نور الإيمان إن كان متقداً به عقله حقاً وذلك لإزاحة ظلمة يراها سائدة فيها ويكون قوله حسناً يستدعي الإصغاء ولا يدفع للتنفير أودون أن يجرد الحاكم سلاح سطوته بسواعد زبانية التملق للإستفادة منه تقرباً وتظاهرا زائفاً بالتمسك المبدئي أوبالولاء تدليساً لكسب ذاتي ..لآصبحت أوطاننا نموذجا يقود بقية العالم زرافات الى محجتنا التي تركنا عليها نبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.. بيضاء على نهج الكتاب الذي أنزل عليه بالحق المطلق و فنده لنا قولا وفعلاً في سنته المطهرة ..ومن ثم فتح لأولي الدراية والبصائر من العلماء والفقهاء بوابات الإجتهاد لتأخذنا الى التطبيق الذي يوائم تحول الأزمنة و تبدل الأمكنة دون تحجر في موضع أو تعثرٍ في حقبة.
فمن يقفون اليوم سواسية بلباس الإحرام الذي لا يختلف فيه الأسودعن الأبيض ولاالحاكم عن المحكوم ولا العجمي عن العربي ولا الغني عن الفقير ..هم في الحقيقة يجتمعون في مؤتمرهم هذا ليضربوا مثلاً حياً في الوحدة الحقيقية و ليأكدوا أنهم من خير أمة أخرجت للناس ..ثم ينفضوا بعدها الى كل فج جاءوا منه لا لجلب المنافع العينية من تجارة ذلك الموسم الرابحة بغسل النفوس من درن الخطايا قبل كل منفعة أخرى ..فمن يأتي بذلك المكسب ولو في حجة واحدة .. لهو الفائز على كل من يكرر العودة في كل مرةٍ ظناً منه أن الحج ماهوإلا ممحاة لكل ما يقترفه من ظلم في حق نفسه الأمارة بالسوء أويغترفه نهباً من حياض الآخرين أو يغض الطرف عمن يفسدون فيتركهم دون عقاب أوحساب لاسيما إن كان يتولى قياد أمرهم في شيْ !
وحتى العدالة حينما تكون في ميزانها المستقيم على قاعدة الحق والقانون وفي أي بلاد تعلي من شأن مواطنيها بالتساوي الدستوري الذي يحدد واجباتهم في مقابل ما يتلقونه من حقوق .. ستصبح هي ميثاق الإنسانية الذي يتعاهد المجتمعات على إعتماده حاكماً في خصوماتهم مهما صغرت أوكبرت ولايستثنى من ذلك بالمفاضلة أوالتمييز حتى الحاكم شخصيا أو أجهزته التي تحميه ..وهنا ستنضبط الأمور في الحد الذي يقودهذه المجتمعات للرقي و التطور والعمل في استرخاء دون توتر أوغبن .. ليصبح الشعور بالمواطنة في إطلاقها هوالحافر على البناء و التنمية والإخلاص !

عناق في صفاء المعايدة .
والعيد بالنسبة حتى لمن لم يكتب لهم السفر الى تلك المشاعر المقدسة وإن لم يحظوا بمقدرة الفداء أو بجديد الملبس ..هو فرصة لمواجهة الذات بالصدق الذي ينعكس تصافيا مع الآخرين إن نحن أخطأنا في حقهم أوهم تجاوزوا حدودهم بانتهاك قد جرح في خاطرنا أو تجاوزوه مساً بكرامتنا !
فما أدفأ الأحضان حينما ترتشف وترتوي من منابع الأنفاس الذكية وما أعمق الكلمات الصامتة وهي تربت بها الآكف على ظهور الماضي مودعة كل كراهية أوخصومة ورامية لسكاكين الضغائن بعيداً عن أكمام الحقد الدفين في أجندة الشيطان .. لتحل محلها المودة في بياض صفحةالأيام القادمة ..
وكل عام والجميع بخير.. أمة اسلامية متماسكة ووطنا سودانيا متجانسا ترابا و بشراً ..ونسال الله أن يعيدعلينا العيد وقد تبدلت الأحوال واستقام طريقنا صوب تحقيق الآمال .
نلتقي بعد العيد .. هذا إن أمد الله في الآجال .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..