الحكمة تقول..!

الحكمة تقول..!
كاذب من يقول:أن نظام الإنقاذ، جاء للسلطة برغبة وطنية صادقة، لإصلاح أحوال البلاد، وتحسين حياة الناس، ناهيك عن تغييرها نحو الأفضل، وصولاً للتغيير الشامل الذي يحررالإنسان من سطوة الجوع والفقر والخوف. وهنا يلزم أن نوضح مبدأ هاماً، هو علاقة الدولة بالفرد، فأن أية نظرية سياسية، تبنى على أحد الأساسين التاليين: أما أن الدولة خلقت من أجل الفرد، وهذا ما تقول به “النظرية الديمقراطية الحديثة” المعمول بها في أغلب دول العالم، وحققت الإستقرار وحافظت عليه. وإما أن الفرد، لم يخلق إلا من أجل الدولة. وهذا ما قالته النظرية القديمة.التي طبقها النظام بكل حذافيرها. بعد أن أزال عنه، كل أقنعته القديمة، وأعطى لنفسه حق العبث بكل ما هو نظامي ومنظم، ظهرعلى حقيقته البشعة، كونه نظام فوضوي عبثي، تقوده وتحميه وتحرسه، مجموعة من الحرامية وقطاع الطرق، لا أكثر ولا أقل..
تجربته هزمت شعاراته وأكاذيبه، التي كان يروج لها، أنصاره قبل مجئيه، أيام الديمقراطية الثالثة، إذ كانوا يقولون: إن دانت لهم السلطة، فالبلاد موعودة بالخيرات والبركات والشعب سيعيش في بحبوبه ورفاهية، ما بعدها من رفاهية..! للأسف 25 عاماً إنطوت مُرة كالحنظل، لم يذق فيهاالشعب، سوى الضنك،وبؤس العيش ومرارته، تحت رحمةالإنتهازيين والطفيليين والإحتكاريين، الذين إستاثروا بالسلطة والمكاسب المادية، دون أدنى مراعاة للإحتياجات الفعلية للشعب، لاسيما الطبقات الفقيرة المعوزة، في وقت بلغ فيه سعر أسطوانة الغاز أكثر من مئة جنيه، وكيلو “اللحم” وليس “اللحمة” بالطبع، لأنها مفردة خاطئة، اللحم أصبح حلماً بعيد المنال، وليس فقط مطلباً للفقراء، ذلك الحلم، الذي تضخم على موائد قيادات النظام والمرتبطين به من الإنتهازيين والطفيليين، وإمتلأت من فضلاته حاويات نفاياتهم..!التي وجد فيها المتسولين وأطفال الشوارع مصادرغذائهم. إذن كاذب من يقول: أن النظام وبطانته الفاسدة، نفذوا إنقلابهم المشؤوم، من أجل خدمة الشعب، وحماية مصالحه، وتحقيق تطلعاته. لأن سياساتهم لم تتماشى مع تطلعات الشعب، المتمثلة في وقف الحرب، وتحقيق السلام، والإستقرار، والقضاء على الظلم الإجتماعي، وكل اشكال الإستغلال، ومحاربة الفقر، وإقامة مجتمع الرحمة والتكافل، مجتمع التعاون، وليس مجتمع إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، في وقت يرفعون فيه شعارات الدين، ويتظاهرون بمظاهره…!
الحكمة تقول: أن إي تغيير سياسي، سيكون بلا معنى وقيمة، أن لم ينجح في حماية الأغلبية من الشعب، من الإستغلال بكل أشكاله، السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، فما بالك، إذ بالنظام يمارس الإستغلال بأبشع صوره بتطبيقه سياسة السوق الحرة، دون رحمة أو شفقة، التي سحقت الفقراء والمساكين، بينما رعت الفساد ورموزه، والسرقة أضحت مشروعة ومحروسة ومباركة ومغفورة ذنوبها، ومعفيه من العقوبات، بفقه علماء الشيطان.. وكرس السلطة والثروة في في يد فئات بعينها، على حساب الأغلبية من الشعب..! بدلاً من تطبيق العدالة الإجتماعية، التي تذلل الصعوبات وتزيل الفوارق، بين طبقات المجتمع الواحد، وتحقق العدالة، وتضمن المشاركة العادلة في خيرات البلاد، والتوزيع عادل للدخل القومي، وكفالة تكافؤ الفرص أمام الجميع. لتدورعجلة الحياة والإقتصادعلى النحوالسليم، لتنطلق التنمية التي تستثني احد، من شرائح المجتمع، من عمال ومزراعين، وموظفين، ومهنيين وغيرهم، من سطوة الفقر والبؤس.
وهنا نورد قصة علها تفيد، لنعرف كيف تعمل دورة المال، تقول القصة: في بلدة صغيرة تبدو مهجورة تماماً، مثل غيرها من المدن التي تمر بظروف اقتصادية صعبة، الجميع غارق في الديون، ويعيش على الإقتراض، فجأة يأتي سائح غني إلى تلك البلدة، ويدخل الفندق ويضع مئة دولار على كاونتر الإستقبال، ويذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل إختيار غرفة مناسبة، وفي هذه الأثناء يستغل موظف الإستقبال الفرصة، ويأخذ المئة دولار، ويذهب مسرعاً إلى الجزار، ليدفع دينه. والجزار يفرح بهذه الدلاورات، ويسرع إلى تاجر الماشية، ليدفع باقي مستحقات عليه، وتاجر الماشية، بدوره يأخذ المئة دولار، ويذهب بها إلى تاجر العلف، لتسديد دينه، وتاجر العلف يذهب مسرعاً لصاحب الشاحنة الذي ينقل له العلف، لتسديد ما عليه، من مستحقات متأخرة، ثم يأخذ صاحب الشاحنة المبلغ، ويذهب مسرعاً إلى الفندق ليسدد ما عليه من متأخرات، ويعطي موظف إستقبال الفندق المئة دولار، وموظف الإستقبال يضع المئة دولار على طاولة الإستقبال قبل نزول السائح من جولته التفقدية للفندق، وينزل السائح الذي لم يعجبه مستوى الفندق، ويأخذ المئة دولار، ويرحل ولا أحد من سكان المدينة كسب شيئاً. لكن الجميع سدد دينه..!
الحكمة تقول: إذا أردت النظر إلى طريقة المال ودورته، فسيكفي أن ترسم هذه الصورة في ذهنك.
فهل للنظام ذهن يعي الحكم، وما أكثرها.. وينظر إلى حل المشكلة، ولا ينظر إلى المشكلة نفسها، لذا دعونا نفكر دوماً في الحل البسيط والإيسر، ونطرح على أنفسنا السؤال، فأين المشكلة..؟ المشكلة أنه لا توجد هناك مشكلة بلا حل، وبقدر ما هناك أناس بارعون في حل المشكلات بطرق سحرية وسهلة، هناك أخرون، بارعون، في تضخيم المشاكل الصغيرة، بل وخلق المشكلات من لا مشكلة. والنظام خير مثال..!
الطيب الزين
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..