أوراق من مفكرات المخابرات البريطانية 29-30 اغسطس 1898م

أوراق من مفكرات المخابرات البريطانية 29-30 اغسطس 1898م
يقول (الميجور ستيوارت ورتلي) في تقرير يتحدث عن نشاط قوات العرب الشرقية إبان التقدم نحو احتلال أم درمان إنه في يوم 29 أغسطس 1898م تم فصل قوة تقدر بعدد (170) من الهجانة تم اختيارها من كل القبائل المشاركة في الحملة بقيادة (الميجور أستيورات ورتلي) شخصياً وتقدمت سريعاً إلى الجيلي وذلك للحاق بقارب على متنه (6) من الجهادية وطوف واستكشاف من (6) من فرسان البقارة،
تم أسر الجهادية على متن القارب وفرسان البقارة تمكنوا من الهروب بعد مطاردة طويلة، الأسرى الجهادية افادوا (بعد استجوابهم) بان هناك نقطة مراقبة تتكون من (90) من فرسان البقارة في (الدبة أو الدبيبة) بعدها القوة الجوالة من الهجانة عادت إلى (جبل ميليكت) وفي حوالى الساعة الواحدة مساءً تم إرسال قارب ومعه توجيهات بإرسال المساجين إلى معسكر (السرادار) المقابل لقرية ميليكت بغرب النيل وأن يرسلوا تحت حراسة الجعليين .
الطريق مناسب جداً لمسيرة الإبل ولكن توجد منطقة شبه صحراوية غير طويلة ولا تصلح لسير الجمال وتقع بين (السبلوقة وميليكت) والمسافة بين (ميليكت والحلفايا) الطرق يحازي النيل وتقطعه الخيران الممتلئة بالمياه والأشجار العالية إضافة إلى أن الأرض طينية وتوجد بها أشجار كبيرة وكثيرة وفي بعض المناطق يصعب الوصول إلى النهر حتى ولو بالأرجل لأن المستنقعات كثيرة وتكون أراضي هذا الإقليم بهذه المواصفات في فترة الفيضان فقط . في 30 أغسطس تلقيت معلومات من النازحين بان قوة الدراويش الموجودة في (الدبيبة) (90) فارس من البقارة انسحبت إلى الحلفايا.
بعض العرب الموالين لنا من مختلف القبائل وأيضاً حوالى (90) من الشكرية بقيادة (عمارة أبو سن) و (محمود بك موسى) قائد الهدندوة و(أحمد بيك خليفة) شيخ العبابدة انضموا إلينا ونحن في الطريق وأصبحت قوتنا (2000) مقاتل و(1235) بندقية و (115) سيف و (350) جمل و (27) حصان و (52) حمار، وبهذه القوة تقدمنا في اتجاه (الحلفايا) والتي احتللناها في الساعة 9 صباحاً في الأول من سبتمبر 1898م ومنها إندفعنا إلى (شمبات) والتي تقود إلى طريق طوابي شمبات التي تقع على شاطئ النيل في الجزء المقابل للقرية (شمبات) وكان قد وضعها الدراويش وايضاً تقع (قرية الصبابي) جنوبي (قرية شمبات) بمسافة والتي أيضاً تبعد عن شاطئ النهر وتقع الطوابي على شاطئ النهر مقابل لهذه القرية أيضاً والطابيتين وضعهما الدراويش، وبعد الحصول على هذه المعلومات بواسطة (الميجور إستيورات ورتلي) كلف الشيخ (إبراهيم ود محمود فرح) زعيم الجعليين ليهاجم (طابية شمبات) والتقدم بعدها إلى طابية الصبابة (الصبابي) واثناء أدائه لهذه المهمة فإن على الشيخ (إبراهيم ود محمود فرح) أن ينظف الطوابي من العدو والتقدم نحو (قرية الصبابي) من اتجاه النهر، وفي نفس الوقت تم تكليف الجميعاب والمسلمية تحت قيادة (ميسرة الزبير) و(الطاهر العبيد) لمهاجة واحتلال نقطة تجمع الدراويش في جنوب القرية وقطع طريق الانسحاب امام الدراويش .
(الميجور استيورات ورتلي) و (الليونانت وود) و(حسن الأفندي شريف) وشخصي ترافقنا قوة من العبابدة تقدر بحوالى (50) فرداً تحت قيادة الشيخ (عبد العظيم بيك) تحركنا قاصدين القرية من الاتجاه الشمالي وتركنا كل جمال النقل ترافقها قوة من (شمبات) ، شيخ (إبراهيم ود محمود فرح) كان في رأس قوة الجعليين وبعد فترة مناوشات قصيرة اظهر شجاعة وشهامة في (طابية شمبات) والتي أنشأها الأمير (محمود ود فائد) الجعلي والذي له معرفة أو صلة قرابة بالشيخ (إبراهيم ود محمود فرح) وحوالى (20) من قوات وأعراب الجعليين وهذا الأمير استطاع أن يحاصر الشيخ (إبراهيم ود محمود فرح) وفي اول مرة ولكن الشيخ (إبراهيم) تغلب عليهم وارسل عددا منهم (الدراويش) كأسرى إلى (قرية الصبابي) ترافقهم مجموعة من قواته، والبقارة أظهروا مقاومة للحصار والشيخ (إبراهيم) والجعليين استطاعوا أن يسدوا المنافذ وأظهروا شهامة في هجومهم على الطابية واستطاع أن يستولى على الطابية، تمكن من أسر الأمير (غالي جودة) بعد أن فقد أغلب رجاله ودخل القلعة هو وابنه وابن أخته واثنين من أتباعه، وبعد ضغط الجعليين حاول (الأمير ود فايد) الهروب والانضمام إلى الأمير (عيسى ود زكريا) لكن الجعليين حاصروا الطابية وأغلقوا كل الطرق، وبعد لحظة قتلوه وذلك على بعد عدة ياردات من الطابية .
ضفة النهر تم تطهيرها من الأعداء الشيخ (إبراهيم) نظم رجاله وإندفع نحو (قرية الصبابي) وذلك لدحر آخر قوة للعدو في الضفة اليمنى للنيل والذين تجمعوا في هذه القرية، في هذا الوقت (الميجور إستويورات ورتلي) ومعه أركان قيادته وقواتهم تحركوا لمحاصرة الجهة الشمالية من هذه القرية في الوقت الذي كانت قوات (ميسرة الزبير) و(الطاهر العبيد) تحاصر الجزء الجنوبي من هذه القرية (الصبابي) تمكنا من مشاهدة الشيخ (إبراهيم فرح) شاهراً سيفه ويقاتل على رأس قواته من الجعليين وينظف القرية وكانت مواجهتنا في ذلك الوقت هادئة وذلك على عكس كل أجناب القرية الأخرى. لما أصبحنا على بعد (150) ياردة من قرية الصبابي ظهر لنا فجأة حوالى (25) من فرسان البقارة من وسط المنازل وتقدموا للهجوم علينا مسرعين ولسوء حظ العرب الذين كانوا معنا غير مسلحين ولا يحملوا سوء عدد محدود من السيوف وبعض العصي وكانوا من قبائل الحسانية والبطاحين والذين ظهروا أمامنا فجأة دون نظام وكان همهم جمع الغنائم وعندما شاهدوا فرسان البقارة يهجموا علينا اختل نظامهم وبدأوا يتراجعوا نحو قوة العبابدة التي ترافقنا وذلك نتيجة لهروبهم غير المنظم وتركوا (الميجور إستيورات ورتلي) و(ليونانت وود) و(حسن الأفندي شريف) وشخصي تحت رحمة فرسان البقارة المتوحشين وصحنا لمرافقينا بأن يقفوا ويطلقوا النيران على (فرسان البقارة) لكن للأسف لم يعيرونا اهتمام وذلك للفوضى التي حدثت فجأة .
فرسان الدراويش في لحظة أصبحوا بالقرب منا وطعنوا اثنين من مرافقينا العبابدة في الخلف وفي هذا أصبح الموقف خطير جداً وأضحى الوضع في تزاحم مع العدو والتحام اضطررنا إلى الهرب للخلف وسحب مسدساتنا والاستعداد لإطلاق النيران على أول عدو يواجهنا والجيد أن (الليونانت وود) سحب مسدسه وقتل أحد فرسان البقارة في سرعة واثنين من مرافقينا العبابدة أطلقوا النيران من بنادقهم وأردوا اثنين من فرسان البقارة وبعدها رجالنا الذين هربوا في الوهلة الأولى توقفوا وأطلقوا مجموعة كثيفة من النيران وقتلوا أيضاً عددا من فرسان البقارة وهجموا على البقية واضطرهم للهروب في اتجاه النيل الأزرق وعبروا وانضموا إلى قوة (الرشيد)، وفي طريق انسحاب فرسان البقارة وقعوا في قوة الشيخ (ميسرة الزبير) والشيخ (الطاهر العبيد) .
الشيخ (إبراهيم ود محمود فرح) واصل هجومه على قرية (الصبابي) ووجد الأمير (عيسى) أمير البقارة قد جمع قوته وبلغت قوتهم أكثر من (300) من البقارة والجهادية في منزل (زكريا) في القرية وبعد إطلاق نيران كثيفة من الطرفين تمكن (الشيخ إبراهيم) من تسلق سور المنزل واستغلوا الفتحات التي أعدها الأعداء وأطلقوا النيران على كل الأعداء والذين استطاعوا في السقف الهرب عبر السور من الأعداء ايضاً قتلوا بواسطة قوة الشيخ (ميسرة الزبير) والشيخ (الطاهر العبيد) ، الأمير (عيسى زكريا) كان في إحدى الغرف وعندما شاهد رجاله هزموا طلب من الجعليين أن يتركوه مقابل أن يأخذوا كل شيء عنده ولكن كان هذا الأمر متأخراً بالنسبة له، ولكن الجعليين اقتربوا منه أكثر وطعنوه بسكين كبيرة في صدره وكانت جراحة كبيرة وبذلك حقق الشيخ (إبراهيم) نصراً مؤزراً ونظفوا شاطئ النهر وأرسلوا الأمير (عيسى زكريا) الذي توفي متأثراً بجراحه في شاطي النهر .
د. بشير احمد محي الدين
[email][email protected][/email]
يعني المعني قبائل الجعليين والعبابدة والشكرية والحسانية كانوا جنودا في قوات كتشنر!!هنالك الكثير من المسكوت عنه في تاريخ هذا البلد التعيس.
الميجور ستيوارت ورتلي – Oertli تنطق بالانجليزي ايرتلاي وبخلاف ذلك في اللغات الأوروبية الأخرى
يعني المعني قبائل الجعليين والعبابدة والشكرية والحسانية كانوا جنودا في قوات كتشنر!!هنالك الكثير من المسكوت عنه في تاريخ هذا البلد التعيس.
الميجور ستيوارت ورتلي – Oertli تنطق بالانجليزي ايرتلاي وبخلاف ذلك في اللغات الأوروبية الأخرى