حرب اليمن ..هل تأخذ السودان في أرجل إنحرافها ..!

لم يعد ماهو داخلي ببعيدٍ عما يجري في الخارج ..سواء كان في بعده الإقليمي أو الدولي ..فالنظام الحاكم في الخرطوم في ظل فقدانه للسند الجماهيري الحقيقي الذي يتخلق في مختبرات الديمقراطية الحقيقية يحاول كلما أحس بافتقاره الى دم الحياة في عروقه أن يسعى الى تمديد عمره برشفات من عرق الأزمات لاعباً ببيضة المداهنة لطرف ما.. بينما يمسك بحجر النفاق بيده الآخرى ظنا منه أن في ذلك التذاكي ما يخدع كل الأطراف ويقنعها بحياده المزعوم حيال أزماتها ..دون أن يفكر من يرسمون سياساته الخرقاء إن تلك الأطراف تدرك مرامي هذا النظام وتتعاطى معه كمغفل نافع لها في جانب ومضر لخصومها بما يصب أيضاًفي مصلحتها من جانب آخر !
وعلى صعيد عاصفة الحزم التي تحولت الى جحيم لا يدفع ثمنه الشعب اليمني فحسب بل حتى حكومات وشعوب الدول التي اتخذت منها أمريكا وبريطانيا مخلباً لينغرس في عين اليمن التعيس وجرت معهم إيران لينشغل الجميع عن إقتسام القوى العظمى للمنطقة باسرها في خارطة سايس بيكوالجديدة ..فإن نظام الإنقاذ هو الدرويش الآكبر في هذه اللعبة التي دفع الى محرقتها بأجساد شباب وضعتهم قيادة تلك الحرب ساتراً لآبنائها بعد أن بلغت درجة التذمر وسط شعوبهم المنعمة التي لم يعرف ابناؤها من الألتحاق بقواتهم المسلحةإلا حياة الدلال والدعة والرفاهية وقد أحالتها تلك الحرب الى سرادقات عزاء متواصل تولدت عنها موجات التململ الشعبي الذي تخشاه كثيراً أنظمة تلك الدول !
الان حرب اليمن لم تعد أهدافها خالصة لإستعادة الشرعية التي إختطفها الحوثيون و دولة علي عبد الله صالح العميقة .. وبدأت تتكشف ملامح جديدة أبانت تجاذب المصالح الذاتية لدول عاصفة الحزم التي تقاسمت اليمن بين جنوب تسيطر عليه قوات الإمارات بدعوى حماية باب المندب من التغلغل الإيراني الى اليمن ..وبين شمال تسعى السعودية الى تقليم أظافره ولو بالتقرب الى ذات إيران التي زعمت المملكة أنها اشعلت تلك الحرب حتى تقطع عليها الطريق الى الحرمين الشريفين ..وهي الذريعة التي التقط خيطها الرئيس السوداني كتقية لإقحام أرواح جنوده في أتونها !
وهاهي الأمور تتكشف بما يناقض كل ما أعلنته دول عاصفة الحزم في بداية إنطلاق طائراتها لنصرة الشرعية التي لم يعد لها وجود إلا في عاصمة السعودية بعيداً عن أرض اليمن ..وهاهو علي عبد الله صالح الذي كان لقمة سائغة يمكن للسعودية ودول الخليج ابتلاعه أوحتى الخلاص منه في لحظات ضعفه وهو محترق الجسد وبعد أن تقوى على عاصمة الحزم متقوياً بالحوثيين ..هاهو يختلف معهم حيث أدرك أنه الآن حانت له السانحة ليستثمر رهق السعودية و حلفائها من تلك الحرب التي تطاول نزفها من شرايين إقتصادها و قوتها العسكرية البشرية والعينية وليستفيد من تقارب السعودية وايران التي قدتبيع الحوثيين بصفقة تكون خصما على ما تبقى من كيان اليمن بشقيه المتنافرين .. لاسيما وإن ابن الرئيس المخلوع لا زال مقيما في ابوظبي التي جاءها سفيرا على إثر المبادرةالخليجية التي نسفها والده قبل تشكيل عاصفة الحزم !
فهل سيدفع نظام البشير ثمن طيش مواقفه غير المدروسة إذا ما وصل إنحراف حرب اليمن الى مداه بعودة نظام على ع الله صالح ولو في شخص ابنه أحمد ..ومن ثم حيدت السعودية موقف ايران تجاه الحوثيين إن لم تبعهم علناً ..فيكون البشير الذي خسر ايران في حيرة من أمره بين موالاته المشكوك في أمرها لموقف الرياض من الآزمة الخليجيةالحالية ..أم أنه سيعود لا وياً ذيله نادما الى دولة قطر خاصة إذا لم توفي السعودية بوعودها له أوفشلت مساعيها في رفع العقوبات الأمريكية قي أكتوبر القادم !
[email][email protected][/email]
أسفى على اليمن والحب الجارف الذى يكنه اليمنيون لأهل السودان.
أسفى على اليمن والحب الجارف الذى يكنه اليمنيون لأهل السودان.