ميانمار ( بورما ) … الإرهاب سلعة عالمية

ميانمار ( بورما ) … الإرهاب سلعة عالمية
أصبح الإرهاب الآن سلعة عالمية لا تخلو منها أسواق الدنيا كلها ..
كان الغرب يقول إن الإرهاب سلعة شرق أوسطية تأتي إلينا تحت ستار الدين وخاصة الدين الإسلامي لكن لقد أثبتت التجارب والأحداث الدائرة اليوم وما يحدث من تطهير عرقي في ميانمار على المسلمين الروهينغا عكس ما تصوروا ولأن من يقومون بقتل الأطفال وحرق الناس وهم أحياء هم ليسوا بمسلمين كان الصمت سيد الموقف من منظمات حقوق الإنسان والإستخبارات الدولية .. وصاحب هذه الجرائم البشعة أمام كاميرات التلفزيونات والصور والفيديوهات التي تعج بها وسائط التواصل صمت مريب وغريب !!! وهذا يدل على تعامل العالم بعشرات الوجوه والأقنعة المزيفة
كانت أوروبا الشرقية سابقا تصرح من المدّ الإسلامي الذي يجتاح الجمهوريات السوفيتية التي خرجت من النفوذ السوفيتي القديم خاصة في حقبة الجهاد المدعوم أمريكيا وعربيا ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان والذي فرّخ القاعدة ثم تنظيم الدولة ( داعش ) لاحقا والذي أطلق له العنان حتى أنتشر وتمدد وإفترش الأرض وفتحت له أبواب الدول والمدن لكي يحاربوه لاحقا شيء غريب وعجيب !!! .. والآن تصرخ كل أوروبا من إرهاب المسلمين في أراضيها ولم تتحدث عن حادثة الدعس في لندن خلال شهر رمضان الفائت لأن من قام بها إرهابي غير مسلم !!!
وكانت أمريكا تصرخ كلما حلت بها كارثة .. ها هم العرب والمسلمون ينشرون الرعب في بلادنا وزاد هذا الرعب بعد أحداث سبتمبر 2001 وتم تدمير برجي مركز التجارة الدولية بنيويورك ومازالت الشكوك حول هذه العملية تراوح مكانها في من هو المنفذ ومن هو الممول بهذه الدقة العجيبة وسط كل الإجراءات الأمنية الأمريكية البالغة الدقة !!! .. برغم من تبنى تنظيم القاعدة لهذه العملية الإرهابية وذلك التبني أرجعه بسبب متلازمة حب الظهور العربي واصطناع البطولات الزائفة حتى لو تجر الهلاك على نفسه فجعلت زعيم القاعدة بن لادن يتبنى هذا العمل لوحده بدون ذكر من هم الشركاء . ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحرب على ما يسمى بالإرهاب وتغيرت قواعد اللعبة نهائيا في العالم هذا ما جعل التساؤلات والشكوك والدهشة في الحدث أصلا
وأخيرا ظهرت الحقيقة وأتضح أمام الجميع أن العالم كله يعيش حقبة جديدة يمكن نسميها حقبة الإرهاب ولم تعد الأديان وحدها وخاصة الدين الإسلامي فقط هي الستار الوحيد للإرهاب
هناك جماعات كثيرة تتستر بالدين أحياناً وبالمافيا أحيانا أخرى .. وحتى اليابان الشعب الوادع الأمين نبتت فيه في حقبة التسعينات لعنة الإرهاب وكانت شبحا يطارد إستقرارها ونموها الحضاري والإقتصادي لو لا اجتثاثه بالفكر ونشر العدل وتجفيف مستنقعاته
وفي الفترة الأخيرة ظهرت عمليات إرهابية في أوروبا وأمريكا واليابان .. ومن خلالها بدأ العالم المتقدم يضع يده على حقيقة ما يجرئ على أرضه .. وإكتشف أن قضية الإرهاب ليست قضية شرق أوسطية فقط كما تصور البعض وهناك دراسات لا تظهر بالضرورة للرأي العام في كل الحالات وتظل سرية لدى المخابرات الدولية ولا يفصح عنها قريبا ولكن ستظهر الحقيقة يوما ما … كما إكتشفت التقارير إن الإرهاب ليس بسبب المتعصبين المسلمين فقط .. كما انه ليس بسبب الفقر والجهل في الدول النامية .. لكن الإرهاب شبح يطارد الجميع المتقدمين والمتأخرين والمؤمنين وغير المؤمنين .. تسربت الغازات السامة في اليابان وإتضح أن وراء الجريمة جماعة دينية جديدة كانت تضم ألاف اليابانيين .. وتهدمت واحدة من أكبر الأبنية في أمريكا في مدينة أوكلاهوما أمام عملية إرهابية غاية في الدقة والأحكام التي قام بها المتطرف تيموثي ماكفاي عام 1995 وقتل 168 أمريكيا وإنها لا تقلّ في خطورتها عن برجي التجارة العالمي في نيويورك واتضح إن وراءها جماعة سياسية متطرفة غير إسلامية ولكن الموضوع لم يأخذ حظه في الإعلام لأن القائمين على العمل الإرهابي غير مسلمين
وأمام هذا تحولت أنظار العالم الغربي إلى أرضه سراً حيث توجد كثير من أشجار الإرهاب التي نبتت بعيداً عن أجهزة الأمن وأصبح من الضروري البحث عن أسبابها وظواهرها ومحاولة مواجهة الحقيقة
وهذا يقودنا إلى طرح أسئلة سنجاوب عليها في مقالات لاحقة .. ماهي أسباب الإرهاب ؟ وعلى من تقع مسئوليته ؟
[email][email protected][/email]