دارفور و عمق الأزمة 2

رغم عدالة قضية دارفور و وضوح رؤيتها فشلت النخبة السياسية في الإقليم في ان تلتف حول قضيتها برؤية موحدة ، ذلك ان احزاب المركز الكبرى قد ابتلعت هذه النخبة و وظفتها وفقاً لتطلعاتها وأطماعها . توزعت هذه النخبة بين حزب الأمة و الجبهة الاسلامية وهي كائنات عقائدية و طائفية لا تقوم على اي نظام ديمقراطي فلسفي الا في الممارسة الشكلية بقدر ما تقوم على سياده الفرد و قدسيته . ظل دورهم هامشياً في صناعة القرار داخل هذه الكيانات بل كان دورهم في حزب الأمة تهيئة المناخ الانتخابي للحزب في الإقليم وكذلك في الحركة الاسلامية ،بالاضافة الى تجنيد الشباب للجهاد. ظلوا هكذا يتنافسون داخل هذه الكتل السياسيةالرجعية على أمل ان تتغير قواعد اللعبة السياسية و تأتي بأحدهم على راس هذه التنظيمات ولكن انتظروا كثيراً و قد خاب ظنهم وأدركوا ان هذا أمراً مستحيلاً فخرج على حزب الأمة الكثير من قياداتها التاريخية من أبناء دافور بدواعي التغير و تصحيح المسار ولكن من المؤسف لم يتوافقوا على اجندة في حدها الأدنى قضايا الإقليم و في حدها الأقصى قضايا كل الوطن بل ذهب بعضهم الى تكوين احزاب خاصة بهم بغرض المشاركة في السلطة التى تعمل ليل نهار على تفكيك مجتمعاتهم و ضرب استقرارها . وبَقى الاخر يتفرج عاجزاً على اي فعل سياسي يجنب الإقليم والوطن ويلات الحروب .

اما في الحركة الاسلامية الامر ليس ببعيد عن حزب الأمة قد اتضح جلياً في عملية المفاصلة الشهيرة زيف الفكر الاسلامي و هشاشته وطفح على السطح الانقسام العنصري الجهوي فذهب مجموعة البشير الى السلطة ومجموعة أبناء دارفور خلف شيخهم الى المنشية و يعتصرهم الغبن على خيانة اخوان الامس واعداء اليوم فاقبلوا على بعض المغامرات الفاشلة لانتزاع السلطة اودت ببعضهم في السجون و فرة بعضهم الى الخارج فبدا شعور الظلم الذي وقع عليهم وعلى الإقليم يتنامى بداخلهم ففكروا في كيفية مواجهة هذا الواقع فاختاروا الخيار المسلح الذي سبقهم عليه حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد ومني مناوي آنذاك قبل ان تتفكك الي مجموعة من الحركات لاحقاً . الى هذه اللحظة نقر لهؤلاء عدالة القضية وصدق النوايا و عظيم التضحية ، ولكن نختلف معهم في رؤيتهم القاصرة لمواجهة هذا الظلم خصوصاً حينما يرفع السلاح في دارفور يجب التفكير عميقاً في الامر حتى تتبلور الفكرة على نطاق واسع بين قادة الفكر والسياسة في الإقليم من كل اطيافها الاثنية والسياسية نزولاً الى قواعدها في مراحل مختلفة اعتقد ان الظرف كان ملائماً لجعل ذلك ممكناً بناء على الوقائع المذكورة أعلاه لان الظلم بلغ جميع أبناء دارفور داخل احزاب المركز.
على عكس ذلك بدأت هذه الحركات نشاطها العسكري والسياسي باندفاع شديد مع اغفال تام للظروف المحيطة بها علاوة على ذلك الصفة القبلية في جوهرها. في تقديري ان هذا الاستعجال ناجم عن الشعور القوي لدي أعضاء حركة العدل والمساواة بالظلم من النظام القائم الذي كان شريكاً لهم قبل اليوم كانت الرؤية الانتقامية تعلو على الهدف العام، بالعودة الى المحاولات الانقلابية المستعجلة و الغير مدروسة بقيادة أبناء دارفور المحسوبين على تنظيم المؤتمر الشعبي ولاحقاً بعضهم أعضاء في الحركة يأكد ذلك. و قد وجدت هذه الحركات تعاطفاً و تايداً واسعاً في دوائر نفوذهاو حققت انتصارات عسكرية هائلة ضد النظام .

ولكن لضعف الرؤية السياسية وعمقها و التفافها حول محيطها الاثني مع انفتاح نسبي على المكونات الاثنية الاخرى اصبحت تنظر لها بعض القبائل خاصةً العربية بشي من القلق على كافة المستويات القيادية و القواعد. ذلك لضعف الثقة بين قيادات هذه القبائل و قادة الحركات .و ما عمق ذلك هو شعور القيادات العربية بالتهميش في بداية الفكرة للعمل المسلح .
فوجد النظام الارضيّة ممهدة لاستقطاب الطرف العربي وتابئته ضد الثورة و هو الذي غرز بزور الفتنة بين هذه المكونات منذ الاستقلال وحشرها في بيئة فقيرة بين الزرع والرعي للاقتتال كيف تفوت عليه مثل هذه الفجوة الاستراتجية . فوقع بعض القيادات العربية في الفخ لتجنيد ابنائها لصالح النظام و وقف الاخرى يراقب و ظلت الحركات تدفع ضريبة اخطائها في قصور رؤيتها ليس مع النظام و الجنجويد فحسب بل لاحقتها حتى في وحدتها.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا يا أستاذ لم تقع القبائل العربيه في فخ وهي التي عانت قبل الحكومه من حركات التمرد التي بدأت بقتل القبائل العربيه في دارفور قبل الحكومه وموقف قبائل دارفور مع الحكومه موقف لابد منه حتي تدافع القبائل من نفسها وصد غدر الحركات المتمرده فمالكم تخفون الحقائق

  2. لا يا أستاذ لم تقع القبائل العربيه في فخ وهي التي عانت قبل الحكومه من حركات التمرد التي بدأت بقتل القبائل العربيه في دارفور قبل الحكومه وموقف قبائل دارفور مع الحكومه موقف لابد منه حتي تدافع القبائل من نفسها وصد غدر الحركات المتمرده فمالكم تخفون الحقائق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..