?الحمل?. الكاذب

ألجمتني الدهشة وأنا اطالع في ? الفيسبوك? احتفاء شركة الخطوط الجوية السودانية ? سودانير? بحدث سعيد.. أشبه بسيدة سبعينية تطير من الفرح لما أخبرها الطبيب انها (حامل)!!
?سودانير? ؛ التي تأسست في العام ١٩٤٦ وبلغت من العمر الآن اكثر من (٧١) عاما.. توقد الشموع وتدق الدفوف لانها (نجحت)!! في إعادة تشغيل طائرة ?إيرباص? ظلت جاثمة في مطار الخرطوم سنوات طويلة غير قادرة على الطيران بسبب الصيانة.. وللدقة بسبب (الفساد)!!
جارتنا اثيوبيا طيرانها احتفل بدخول الطائرة رقم مائة في أسطولها الحديث ، واحتفت بأول رحلة يقودها طاقم نسائي كامل، وتطير مثل الفراشة من أمريكا الى الصين وهي تتبختر بأجمل سمعة وهيبة.. رغم أنها ولدت في نفس العام ? تقريبا- مع ?سودانير?، لكنه تطورت مع الزمن بما يلائم عمرها.. ورغم أنف الأنظمة السياسية المتعاقبة في اثيوبيا إلا أن الخطوط الأثيوبية حافظت على السيرة والسمعة .. لتظل واحدة من أفضل شركات الطيران العالمية..
و ?سودانير? لم يكن ينقصها التميز، منذ أوائل الخمسينات عبرت إلى أوروبا ووصلت مطار ?هيثرو? وكانت خيار السودانيين الأول في كل رحلاتهم بل وشعوب دول أخرى كانت تفضلها ، خاصة غرب أفريقيا.. وبدلا من أن تطير مع الزمن طاف عليها طائف من فشلنا السياسي المزمن فأصبحت شاهدا على عصر الانحطاط السوداني ..
قبل سنوات قليلة فرحت ?سودانير? بالمثال نفسه ودقت الدفوف وأسرجت الشموع لحدث سعيد من نوع اخر.. هل تصدقون ماهو هذا الحدث.. وصول رحلاتها إلى مطارمدينة ?الأبيض? عاصمة شمال كردفان!! الخطوط التي حطت في لندن بداية الخمسينات تفرح الآن لأنها نجحت في الوصول الى مدينة الأبيض، على مرمى حجر من الخرطوم.. أبشع من الفشل ان يصبح بلوغه مدعاة للاحتفاء به.
الخطوة الاولى لإصلاح ?سودانير? أن تتعلم كيف تحلم.. فَلَو ظلت أحلامها السعيدة في مستوى إرجاع طائرة معطلة الى الخدمة فسيأتي يوم نحتفل به بتحويل إخر طائرة في أسطولها (المكون من طائرة واحدة) إلى ?صينية? المقرن .. الحلم الكبير ينجب رؤية كبيرة وأهدافا كبيرة ..
و لكنه يحتاج الى إرادة كبيرة.. وهذا ما تفتقده ?سودانير?..
التيار
البركة في جماعتكم !!!
البركة في جماعتكم !!!