السودانيون في (إسرائيل): متاهة العروبة أم الإسلام؟

السودانيون في (إسرائيل): متاهة العروبة أم الإسلام؟

💢العروبة المتحللة والقمعية هي السبب غير المباشر للجوء السودانيين (لإسرائيل)..
💢عبد الواحد محمد نور افتقد البعد الإنساني في قضية التحرير..
💢التطبيع يعبر عن الإدراك الواهي لبعض السياسيين السودانيين..

الصراع العربي (الإسرائيلي) يتجاوز البعد الإقليمي إلى البعد الدولي، وكذلك يتجاوز الصراع بين العرب (والإسرائيليين) نحو الموقف الإنساني من طبيعة هذا الصراع.
هذا الصراع لم يبدأ في القرن العشرين، بل تمتد جذوره إلى آلاف السنين، منذ قال اليهود بنظرية الأرض التي تمتد من الفرات إلى النيل، والتي من المفترض أن يهيمن عليها اليهود وفق البشارة الإلهية. هذا الصراع ذو أساس ديني أكتسب بعداً سياسياً من خلال تدخل الغرب في تمكين (الإسرائيليين) من الأراضي الفلسطينية (الإشارة هنا إلى بريطانيا منذ مؤتمر بازل 1897 مروراً بوعد بلفور وتقسيم المنطقة العربية، وحتى تمكين اليهود من فلسطين في عام 1948).
الغرب وبشكل تاريخي هو غرب منتقم من ذاته ومن الآخرين. فبعد أن خاض حروبه البينية والتي أسماها حروباً عالمية، ابتكر فكرة إنشاء دولة لليهود من أجل استعادة الاستعمار، وبروح انتقامية، نتيجة لتاريخ الهزيمة بالنسبة للغرب في المنطقة العربية من خلال الحقبة الاستعمارية، والتي تكبد فيها الغرب خسائر فادحة في العتاد و في الأرواح، عبر ثورات كبرى قادها العرب في القرن العشرين، سواء في العراق أو مصر أو سوريا أو السودان، أو في المغرب العربي الكبير، وبلاد الشام عموما. كانت (دولة إسرائيل) تعويضاً لهذه الخسارات، وهي البوابة التي سيعود منها الغرب وبشكل غير مباشر للسيطرة على المنطقة العربية، وهي أي (دولة إسرائيل) تمثل النموذج الاعتذاري لليهود بعد أن قام الغرب وبشكل تاريخي في قتل اليهود وتشريدهم منذ سقوط الأندلس وحتي المحرقة الألمانية ضد اليهود.
إذن وجود (دولة إسرائيل) يمثل هذا البعد في الصراع، وليس هو مجرد كيان قُصد به انصاف اليهود، وحتى لو سلمنا جدلاً بهذا المفهوم الأخير، فماذا عن الفلسطينيين، ألا يستحقون هذا الانصاف؟ إذن عندما نتحدث عن الصراع العربي (الإسرائيلي)، فأننا نتحدث عن الموقف من الكولونيالية الجديدة، وكذلك نتحدث عن حقوق الإنسان وعن صاحب الأرض، والذي أُنتزعت منه من خلال الآلية الغربية الكولونيالية، إذن (إسرائيل) ليست هي دولة الميعاد بل هي كيان غربي يحمل آلية الغرب التدميرية.
بهذا التوصيف يندرج سؤال، لماذا هاجر السودانيون إلى اللامكان؟
واللامكان أقصد به الفراغ الفيزيائي والإنساني الذي تمثله (إسرائيل)، ولماذا تؤسس بعض القيادات السودانية علاقات مع (إسرائيل)؟ هل هذه الحالة تعبر عن ردة فعل ضد العروبة والإسلام معاً، أم ضاعت معالم الصراع العربي (الإسرائيلي) في ظل التوازنات التي تقودها بعض الأنظمة العربية، و كذلك بعض الفصائل الفلسطينية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه على مستوى الواقع العربي والسوداني معا؟
متاهة العروبة و الإسلام سودانيا-عربيا:

ليس خافياً على أحد بأن العروبة والإسلام قد تحولتا إلى خطاب سياسي، بعد صعود الإسلاميين إلى الحكم في السودان. ذلك الخطاب يعتبر خطاباً رجعياً يتأسس على مفهوم قهري ضد جميع الذين لا يعتقدون في ماهية ذلك الخطاب، وضمن هذا المنظور فقد تحولت العروبة إلى تقسيمات قبلية، وأصبح الإسلام ثنائياً، أي إسلامهم وإسلامنا.
وبمعاينة دقيقة لعينة السودانيين الذين هاجروا إلى إسرائيل نجد أن غالبيتهم من إقليم دارفور، وهو الإقليم الذي جرب فيه ذلك الخطاب بشكل تقسيمي إذ ظهرت مقولة (عرب) و(زرقة) ضمن هذا الصراع، ودعم النظام بعض القبائل العربية، وقام بتسليحها بما عُرف بمجموعة (الجنجويد) لتقوم وبالتوافق مع القوات النظامية بمجاذر غير مسبوقة في ذلك الإقليم، يترادف ذلك مع خطاب إسلامي تحريضي ضد أبناء دارفور، والذين حملوا السلاح ضد النظام، وتوصيفهم بكونهم عملاء للخارج يسعون لتقويض (دولة الإسلام).
هذا الخطاب يؤدي أحياناً إلى واقع دفاعي ليس ضد النظام الحاكم فحسب، بل ضد العروبة والإسلام معاً، وقد ترجم ذلك لدى البعض في السودان عبر الاتجاه نحو ظاهرة الالحاد، وللبعض الآخر في الوقوف ضد العروبة، ومن ثم بروز خطاب مقابل هو خطاب الهامش الذي يمركز الصراع ضد مركز (ثقافي عروبي)، ليتحول الصراع إلى صراع إثني تتحمل فيه العروبة مثالب كافة الأنظمة التي حكمت السودان ومنذ الاستقلال، ويتشكل بالتالي الرفض المعياري ليس للأنظمة السياسية بل للعروبة نفسها، وضمن هذا الإطار يمكن أن نقرأ واقع لجوء بعض السودانيين إلى (إسرائيل). وكواقع موضوعي فإن (إسرائيل) كيان مغلق على ذاته، ولا يقبل بالآخر المختلف، كما هي (دولة) عنصرية بامتياز وعلى أساس الدين والعرق. ولهذا وضمن واقع مسكوت عنه عند الذين هاجروا إلى (إسرائيل)، فإن الفعل المُمارس من قبل الإسلاميين واستخدامهم للعروبة كسيف ضد أبناء دارفور تجسد كموقف سلبي تجاهها، ولهذا هاجروا إلى أكثر بقعة تتصادم مع العروبة دونما تساؤل عن واقع ذلك الكيان والظروف الممكن مواجهتها داخله.
يترافق ذلك مع تحلل الأنظمة العربية التي مر عبر أراضيها أولئك الذين هاجروا إلى (إسرئيل)، وطبيعة الظروف التي واجهوها داخل هذه الدول ومنها مصر.
فهؤلاء عبروا مصر التي تدهورت عبر حكم مبارك، وتحللت معاني العروبة فيها منذ اتفاقية كامب ديفيد، إذ واجه ابناء دارفور ظروفاً قاسية، تجسدت في مجزرة ميدان مصطفى محمود والذي تجمع فيه عدد كبير من السودانيين وأقاموا فيه احتجاجاً على أوضاعهم وظروفهم من خلال علاقتهم بمكتب الأمم المتحدة في مصر. فقامت قوات الأمن المصرية بمحاصرتهم، وبتوجيه من نظام مبارك أُرتكبت ضدهم أبشع الجرائم.
هذه الوقائع، يُضاف إليها واقع السودانيين في مصر، والذي عكسته العلاقات المتوترة بين الخرطوم والقاهرة منذ محاولة اغتيال مبارك، كلها أصبحت عوامل طرد بامتياز للسودانيين من مصر، والتي تعتبر الدائرة الأهم من حيث أبعاد العروبة.
إذن قد أصبحت العروبة سودانياً وعربياً، عروبة متحللة عن بعدها الإنساني، وهذا عامل جوهري في أن يتجه بعض السودانيين إلى (إسرائيل) لإحراج هذه العروبة المتحللة والقمعية، لأنه وحسب تقديري، لو كانت مصر هي مصر جمال عبد الناصر لما فكر سوداني واحد للهجرة نحو (إسرائيل)، أو بشكل آخر لو كانت العروبة منفتحة على إنسانيتها وفتحت الدول العربية أبوابها للسودانيين كما فعل العراق طوال الحقبة التي حكم فيها صدام، لما هاجر سوداني واحد لإسرائيل، أو بشكل جوهري، لو كانت منظمة التحرير الفلسطينية تمسك بمقبض النار في هذه القضية لاحترم حتى هؤلاء البسطاء هذا الدور، وأثر ذلك في السيكلوجية الداخلية لهم، فأبناء دارفور ينتمون إلى إقليم أسهم عميقا في الحضارة العربية الإسلامية إذ يكفي دارفور أن كسوة الكعبة كانت تخرج منها، وإنه الإقليم الذي يُعتبر جميع سكانه من المسلمين.
إذن لجوء السودانيون إلى (إسرائيل) يعبر عن المتاهة التي دخلت فيها العروبة ومعها الإسلام، إذ أصبحت العروبة تحمل سيفاً تحارب به داخل السودان مدعومة بخطاب إسلامي استقصائي، وهذا يتم عكساً لطبيعتها الأولى، أي العروبة التي دخلت السودان ومعها الإسلام.
وبنفس الأتجاه يمكن أن نقرأ دعوات التطبيع من قبل بعض الشخصيات السودانية تحت مبرر بأن العرب قد طبعوا علاقاتهم مع (إسرائيل)، إذن لماذا يتمسك السودان بالموقف الضدي تجاه (إسرائيل)، ونحن الذين أقلها عروبة، حسب منطق هؤلاء!! بعض السياسيين في السودان هم الكارثة وبشكل أساسي، لأنه في تقديري لو لم يبادر عبد الواحد محمد نور بفتح مكتب لحركته في (إسرائيل)، لما تشجع أبناء دار فور للهجرة (لإسرائيل)، وهذا لا يلغي دور العوامل السابقة لكن يعضدها، إذ يرى نور إنه يحارب نظام يستخدم العروبة والإسلام ضد أبناء شعبه، ولكن دون إدراك أنه يذهب إلى الجهة الأكثر عنفاً، (فإسرائيل) هي الدولة الدينية الأعمق وتتشابه مع نظام الخرطوم في إستخدام الدين ضد الآخر المختلف، فاللجوء يجب أن يكون إلى دولة عصرية، وليس إلى دولة دينية، وهذا ينسحب علي محمد نور، فالدولة التي يقاتل ضدها تفوقها (إسرائيل)، في منهجها الديني التقتيلي، فالذي يسعي للتحرر من قيود الدولة الدينية لا يذهب إلى دولة دينية أخرى، وهنا يتهاوى منطق التحرير، فالذي لا يشتغل على قضية التحرير إنسانياً لا يشتغل عليها وطنياً.
في نفس السياق فإن الدعوة للتطبيع مع (إسرائيل) لدى بعض القيادات السودانية تعبر عن حالة احباط معروفة، أو في الحد الأقصى ضياع الاتجاه الصحيح في فهم قضايا الصراع و طنياً وعالمياً، لأن السؤال الذي يصدر نفسه هنا، ماذا أستفادت بعض الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع (إسرائيل) من حيث العائد السياسي أو الاقتصادي؟
أعتقد أن هذه الأنظمة خسرت شعبيتها أولاً، ولم يكن هنالك عائد يذكر على مستوى المصالح العامة، لأن الحقيقة الذهبية تقول إن من يسلب الآخرين حقوقهم لا يمتلك القابلية الأخلاقية لكي يمنح حتي المتقاربين معه شيئاً، وفق الشروط الإنسانية الصحيحة.
ولهذا فإن الدعوة للتطبيع مع (إسرائيل) تفتقد أساسها الموضوعي، إذ يعني التطبيع وفي الظروف الراهنة نوعاً من الإدراك الواهي، ولن يتضرر من ذلك إلا أصحاب الأجندة الخاسرة.
خاتمة:
هذا المقال لا يلقي اللوم على البسطاء الذين هاجروا إلى (إسرائيل) لأنهم ضحايا الإختلال المعياري في جدلية العروبة والإسلام وطنياً وقومياً.
وهذا هو نتاج تحول العروبة والإسلام إلى خطاب صدامي يقاتل أبناء الوطن وليس الأعداء، معطوفاً على ذلك تحلل العروبة من خلال أنظمتها الحاكمة، وتراجع دور الفلسطينيين الثوري والذي عُرفت به منظمة التحرير الفلسطينية سابقا.
الذين ذهبوا إلى (إسرائيل) يعلمون أنهم لن يعودوا ثانية بالرغم من عنصرية (دولة إسرائيل)، ولكن تصبح هذه الحالة درساً لنا جميعاً من حيث الوعي بمعني الإنتماء، إذ ينتمي الإنسان إلى معاني كبيرة، وعندما تنتفي هذه المعاني تنتفي معها قيمة الأوطان.

أحمد محمود أحمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لفهم علاقة إسرائيل (و المعني بالتحديد اليهود) بالعروبة و بالإسلام (خاصة باشكال الاسلام التركماني) و بالسودان أورد هنا شرح لعلاقة الترك باليهود و بالعرب في الغرب و الشرق الادني و افريقيا و اسيا. فما سيرد يوضح انه لا يمكن الفصل بين اليهود و مجموعات الترك و كذلك بين اسرائيل و تركيا (و كذلك العثمانيين).
    فكافة مجموعات اليهود في العالم ترجع في اصلها الي الترك بينما الترك يتكونوا من مجموعات عديدة و واحدة منها فقط هم اليهود. و مجموعات اليهود هي الاشكيناز (شرق اوروبا) و السفرديم (غرب اوروبا) و المزراحي (الجزيرة العربية و مصر) و المغاربة (شمال افريقيا و جبل طارق) و الهندي (الهند).
    مجموعات الترك الاوائل التي كان موطنها الاصلي منغوليا تتكون من مجموعات رعاة و غزاة هم الآذر و القيرغيز و الكازاخ و التتار والقرقيز والأويغور والأوزبك و الكبتشاك و الهون والبلغار والكومان (القبجاق) والآفار والخزر و الفرس و غيرهم. كما أن المجموعات الحديثة كثيرة و منهم السلاجقة والعثمانيون والمماليك والتيموريون و غيرهم
    بني اسرائيل هم قبيلة يمنية عربية لجأت اولا الي الحبشة و عاشوا بها 430 عام (1870 ق م -1440 ق م) و بعض منهم تسلل للسودان و باقي افريقيا و مارسوا النهب و الرق و قاموا باسقاط حضارة كرمة (2500 ق م ? 1500 ق م). و قام احد ملوك الحبشة بطردهم و رجعوا لليمن فارين. و في اليمن تلقي موسي (س) التوراة و كانت بلغة الجعز الحبشية و لكنهم كفروا و زوروا التوراة هاجروا شمالا لغزو و احتلال كنعان التي لم يكن بها فلسطينين. و بني اسرائيل و قبلهم أبراهيم (س) لم تطأ اقدامهم دولة كمت (مصر) علي الاطلاق.
    خلال مئتي عام من التخريب في منطقة الشام التقي بني اسرائيل (ابيرو Abiru) الذين اصبحوا عبريين بمجموعات من الترك المغوليين (الشاسو Shasu) قدمت عبر ايران و القوقاز و الاناضول و تم التحالف معهم لنهب دول الاشور و الايران و كمت (مصر) و ان يكون المقابل هو معاونة بني اسرائيل لهزيمة الكنعانيين و الاستيلاء علي كنعان و كذلك استيلاء الترك علي بابل. و بالفعل حققوا ما ارادوا.
    بخلاف بني اسرائيل اليمنينين فان العرب لم يهاجروا او ينزحوا الي الي منطقة في افريقيا و كل من يدعوا العروبة العرقية هم من الترك الذين استوطنوا او عبروا فقط عبر الجزيرة العربية. كما أن ديانة بني اسرائيل و اليهود التي تدعي اليهودية هي ليست ديانة سماوية بل هي تزوير و تأليف بشر ليست لهم أي علاقة بالرسول موسي (س) بل هي مخالفة تماما للشريعة المنزلة لموسي و كافة الانبياء.
    فاليهودية كما هي ليست ديانة فانها ليست قومية اوعرق او جنس بل هي منظمة سياسية تشمل كل من يتحالف مع الترك المغوليين و سياساتهم للغزو و النهب و الاستيطان في اي منطقة في العالم. بهذا الواقع فان اليهودية هي الشكل الاول للصهيونية و الشكل السابق للعثمانية. فبينما سعت اليهودية عام 530 ق م الي توطين الترك المخلوطين برقيقهم من اسيا في ارض كنعان التي احتلت بواسطة بني اسرائيل عام 1406 ق م لتقوم الصهيونية بتوطين الترك المخلوطين برقيقهم الاوروبي في كنعان المحتلة و الامريكتين.
    و اليهود مروا بثلاث مراحل منذ اختراعهم بواسطة الفرس عام 530 ق م عبر خدعة عودة بني اسرائيل من المنفي البابلي. المرحلة الاولي و هي الفارسية لليهود الاوائل منذ اختراعهم عام 530 ق م و حتي دخول الخزر في التنظيم اليهودي عام 720 م. المرحلة الثانية التركية الوسطي لليهود و تتميز بالتوسع التركي و تلاه العثماني في الشرق الادني و كافة اوروبا و شمال افريقيا و تمتد من 720 م و حتي نهاية الحرب الاهلية الانجليزية عام 1651 م و ظهور علامات التنظيم الصهيوني عام 1750 م. اما المرحلة الثالثة و التي شارفت علي نهايتها و كانت قد بدئت فعليا عام 1651 م و تصاعدت بشكل حاد عام 1750 م فهي المرحلة الثالثة لليهودية الصهيونية و من سماتها انتقل مركز الثقل اليهودي من مستعمرات الترك و العثمانية الي غرب اوروبا و الولايات المتحدة الامريكية.
    اليهود الذين اتوا السودان مع الغزو التركي و واصلوا مع المهدية و الإستعمار الثنائي و كذلك من سبقهم بقرون ممن جاء للسودان بعد طرد اليهود من اسبانيا (الاندلس) هم من الترك و لا يختلفوا عن الترك الذين يدعوا الاسلام او المسيحية و الشيوعية. كل هؤلاء يختلفوا تماما عن بني اسرائيل العرب اليمنيين و الذين لاحقا اصبحوا العبريين. فهؤلاء الترك لازالوا علي وثنية التنقرية بالهلال و النجمة.
    و لكن كلا المجموعتين اليهود الترك المغوليين و بني اسرائيل العبريين اشتغلوا اساسا في الرق و الربا و الاعمال التي لها تاثير اجتماعي و سياسي مباشر في كافة المناطق التي استوطنوها. و كانت لهم اثار هدامة للغاية علي الثقافة و المجتمع و السياسة و الاقتصاد. و الوضع الحالي المنهار علي كافة الاصعدة في كل دول تواجدهم يعتبر نتاج لتلك النشاطات المدمرة لمختلف مجموعات الترك و منهم اليهود.
    و نشاط اليهود في السودان يعتبر ادانة تضاف لسلسة الادانات للمهدية. و لا يوجد اي مبرر لسوداني وطني بالشعور للحنين او الفخر لتلك الحقب الظالمة و المظلمة. كما ان ذلك يعتبر ادانة لما يطلق عليه زورا و بهتانا “الحركة الوطنية” و “الاحزاب السياسية” و “حقبة الاستقلال” و التي اقل ما توصف به هو الفساد و الفشل لو اننا تجنبنا اتهام العمالة. و يجب الحذر من عملائهم و بقاياهم في اي دولة.
    يلاحظ ان دولة اسرائيل الحديثة بعد ان اكملت عملية توطين الترك المخلطين بكافة اجناس الارض قد انتبهت بعد عدة عقود لاهمية نقل بقايا ومخلفات بني اسرائيل في الجزيرة العربية و افريقيا. و مرد هذا الاهتمام المتأخر ليس توطينهم في الوطن الموعود زيفا و لكنه لتجنب افتضاح تاريخ بني اسرائيل الحقيقي و الذي هو مخالف تماما لما ورد في توراتهم الموضوعة و ادبهم السياسي و الديني. لذا فان عمليات التوطين هذه تعتبر من الضرورات الامنية و ليست من الالتزامات الدينية علي الاطلاق. http://wp.me/p1TBMj-bu

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..