هل صحيح مافي عوجة؟؟!!

٭ ظل سكان ذلك الحي المترابط يرددون في حسرة ما بين مصدق ومكذب وهم في صيوان المأتم اثر وقع الخبر عليهم لاسيما عمة الشاب المرحوم الذي ذهب مبكياً على شبابه غرقاً.. يقولون ان عمة الشاب عندما تلقت الخبر لم تستطع كل قواها الاستيعابية قبوله أو تصديقه فخرجت إلى الشارع في هرولة مجهولة الاتجاه فرأتها احدى الجارات وصاحت فيها قائلة يا آمنة مالك «نعل مافي عوجة» التفتت إليها آمنة في ذات العجلة قائلة «.. لا.. لا.. مافي عوجة إلا ود عثمان أخوي غرق ومات».
٭ أهل الفراش يروون هذه الحكاية ويهزون رؤوسهم في حسرة وأسف.. تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع ما آلت إليه حالنا الغريبة وحياتنا السياسية التي كادت من كثرة المبادرات والاتفاقات أن تذهب بها إلى لجج الكلام ونحن نهرول ما بين مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ قبل ما يقارب الأربع سنوات وقيل انه نجح بصورة غير مسبوقة وما بين الذي يدور بعد هذا النجاح.. الأخبار تحدث عن تحركات مبارك الفاضل وتصريحاته المشاترة.. والصادق المهدي يملأ الأرجاء تصريحات أيضاً حول.. جمع السلاح والأغرب ان لقاءات ثنائية بدأت مع الشعبي والأمة.. لقاء دكتور علي الحاج مع الصادق حول مبادرات للقوى السياسية.. يا ترى قوى جديدة أم ذاتها قوى الحوار الوطني.. وهذا شأن بقية الكيانات السياسية.. ونحن الشعب السوداني أثناء هرولتنا التي بلا اتجاه إذا سألونا «نعل مافي عوجة؟» تأتي اجابتنا «..لا مافي عوجة إلا الاستقرار والسلام محدر في غرفة الانعاش بمستشفى الحوار الوطني».
٭ تحضر في هذا المقام حكمة الشعب في قول أهلنا «مما تكثر الكيمان يكون الرأس تلف» أي كلما تقسم الناس في مجموعات صغيرة حول موضوعات كبيرة تكون الحيرة قد لفتهم وقطعت عليهم كل السبل.
٭ لكن هل يا ترى هناك أمل في أن يتعافى المناخ السياسي وتنعدم الكيمان كيمان الأحلام الميتة وتنتظم الكل الصحوة الوطنية الكبرى وتبت يدا حمالة الحرب كما قال الشاعر المبدع عبد المنعم الكتيابي:
تبت يدا كل المحال? المستحيل
تبت يدا من يقتلون الحب والوطن الجميل
تبت يدا صناع أعمدة اللهب
تبت يدا حمالة الحرب.. الحطب
الآن
نخرج من جراحات السنين
ومن مرارات السنين
ومن نداحات السنين
لنزرع الليمون واللارنج
قراب ذلك الحب الحزين
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..