بعد دا كلو كمان بتبكي!

والتوقعات تترى مع دنو اكتوبر السقف الذي حددته واشنطن لرفع او الابقاء على العقوبات وفال عظيم يحدو القوم بالرفع الكلي بينما العقوبات في حقيقتها قضي أمرها قبل ثلاثة أشهر مع ما إصطلحوا عليه بالرفع الجزئي وما بقي هو إختبار لمدى إلتزام القوم بإيفاء الإشتراطات الامريكية الخمس، وقد إستنحت واشنطن جِرسة ولهفة القوم الى الرفع فساومت بالمزيد ـ هي في حد ذاتها عقوبات ذكية تحتمل ما يتصور وما لا يدور بخلد القوم من إشتراطات ومزايدات مرهونة بها العقوبات، أما وقد بلغ القوم مبلغ إدمان الركوع و(أجمل الناجين من الذبح صار يعبد خنجرا) فلا مناص من الاذعان وتصعير الخد الآخر لإستقبال المزيد من الصفعات الا ان المحير في الأمر هل القوم يعون بأن رفع العقوبات الامريكية لن تنهي بحال عقوباتهم على هذا المواطن الصابر على ما هو أمر من الصبر لا بيدهم بل بيد فسادهم الذي أودي بالبلاد الى التهلكة كما احال الجنيه الى محض وريقة لاحول ولا قوة لها ، زمع ذلك مضوا يبشرون بفرج عظيم يعقب إعلان رفع العقوبات، ولو ان بيدهم وبيد عمر عصا سحرية لهزمتها الثعابين يوم الزينة
إقتصاد القوم الخامل ومضارباتهم وولوغهم في المال العام نعى البلاد في مواتها الاكلينيكي ولا عزاء لهذا الشعب الذي تلوت صفوفه كما الأفعى ليظل وقوفا امام المخابز وفي انتظار المواصلات وفي سداد الدفع المقدم للكهرباء و… و… الى آخر العزابات وفي ظل حصار القوم للمواطن تشهد مدينة كسلا أزمة خبز طاحنة نتيجة ندرة الدقيق، وحسب مواطنون من كسلا أمس إن حصة الأفران تراجعت حيث كانت تحصل على كمية تتراوح من 15-20 جوالا من الدقيق وأصبحت الحصة الآن 5 جوالات وأوضحوا أن بعض الأفران لا تلتزم بعمل خبز من الحصة التي تتحصل عليها كي تبيع باقي الدقيق لأن سعر الجوال في العادة 197 جنيها ويمكن بيعه عبر السواق الموازية بأكثر من 400 جنيه الأمر الذي أدى لنشاط التهريب للدول المجاورة مثل إريتريا جيبوتي والصومال ودولة جنوب السودان. وأضاف إبراهيم محمد نور أن الأزمة غير مبررة لتوفر الدقيق وأنها لم تقتصر على مدينة كسلا وحدها إذ ظلت تتكرر في مدن أخرى مثل مدني والقضارف وحتى الخرطوم محل التماسيح بتحوم وعلى مرأي ومسمع من السلطات التي لا تحرك ساكنا ، ظل المواطن يقاتل ليظفر ببعض رغيفات يقمن الصلب
وقد زادت دائرة أزمة الخبز بالعاصمة والولايات، حيث يقف الناس لساعات طويلة أمام المخابز للحصول على بعض إحتياجاتهم من الرغيف، في وقت أوضح فيه أصحاب المخابز أن الأزمة نتجت عن تقليل الحصص اليومية من الدقيق، متهمين بعض الجهات بتهريب الدقيق إلى دول مجاورة أو تسريبها للسوق الأسود.
ففي ودمدني قال صاحب مخبز إن الأزمة الحادة بدأت قبل العيد وما زالت مستمرة وأوضح أن ( سعر جوال الدقيق وصل في ود مدني إلى(350) جنيهاً وعادة لا يكون متوفراً عبر الوكلاء، بل عبر السوق الأسود. وفي الولاية الشمالية شكا مواطنون من الدبة من أزمة أيضا في الرغيف وقالوا إن الأزمة ظلت مستمرة منذ رابع أيام العيد في الدبة، وبعد دا كلو كمان بتبكي وعلام الصريخ والعويل من حصار (جائر) انت من حاصرت به شعبك فودع النوم عيونه وعافى الفراش ويوميا يعدو على مضمار اللقمة التي أحلتها الى ضرب من ضروب المستحيل، فمنهم من صمد من قومة النباه ما ضاقلو قوت الفاه، ومنهم من قضى نحبه ، ومنهم من طش شبكة فطفق يناجي أشباحه والظلالا. كفاية ..كفاية.
[email][email protected][/email]