رجال السلطة.. رجال المال

عندما فكّر اليهود في الهيمنة على العالم، لم يفعلوا شيئاً سوى وضع أيديهم على مقابض المال والسيطرة في حركة الأموال والتحكم في سوق الأوراق والبنوك والمصارف، فكانت أول خطوة هي امتلاك النفوذ المالي… كانت تلك هي الوسيلة الفاعلة التي سهلت للصهاينة السيطرة والهيمنة على العالم وبالتالي التسلل إلى أضخم مراكز صناعة القرار في أعتى الدول وأقواها اقتصاداً…
اليوم النفوذ المالي لأي مؤسسة أو لأي جماعة أو حتى فرد وعلى أي مستوى من المستويات أصبح هو الأمضى زنداً والأقوى تأثيراً والأكثر فاعلية في تحقيق الأهداف والرغبات أكثر من النفوذ السلطوي… أقول ذلك ويتملكني يقين راسخ أن النفوذ السلطوي يخضع في أحيان كثيرة للنفوذ المالي وينكسر أمامه صاغراً، ويعزز زعمي هذا أن السلطة نفسها الآن أصبحت “وسيلة” لجلب المال وجمع الثروات وبناء الأمجاد وإنشاء مراكز قوى وإمبراطوريات مالية ضخمة، وذلك كله لخلق نفوذ مالي ذي أثر فعال، ويعزز فرضيتي تلك أيضاً أنه في كثير من دول العالم الثالث أن رجال الدولة والسلطة تجدهم أغنياء جدًا ويمتلكون ثروات عملاقة واستثمارات ضخمة خارج بلدانهم بينما ترزح دولهم وحكوماتهم وشعوبهم تحت نير الفقر، وهذا يعني أنهم استخدموا نفوذهم السلطوي “أداة” أو وسيلة لجمع الثروات وخلق النفوذ المالي لما له من سحر وفاعلية وبريق وقوة تأثير حتى على قرارات الدول والتحكم في مراكز صناعة تلك القرارات…
ثمة أمر آخر وهو أن رجال السلطة أو أصحاب النفوذ السلطوي أنفسهم يسعون من خلال أحزابهم وتنظيماتهم الحاكمة لاستقطاب أصحاب النفوذ المالي ليكونوا من منسوبي كياناتهم السياسية، وذلك لتوفير الدعم المالي لها في مواسم الانتخابات وغيرها من الظروف التي تحتاج فيه للدعم ، بينما يسعى بعض رجال السلطة لبناء تحالفات مع رجال المال والأعمال بهدف تكوين تحالفات بين النفوذين السلطوي والمالي،هذه التحالفات في الغالب تتوج بمصاهرات وشراكات اقتصادية لتكامل النفوذين…
وليس بعيدًا عن هذه “التدابير” الجديدة أن أصحاب النفوذ المالي اليوم هم أيضاً استهوتهم وسيلة جمع المال (السلطة ) إذ باتوا يتهافتون نحو الولوج إلى عالم السياسة والسلطة بهدف توظيف النفوذ السلطوي لحماية وتعزيز نفوذهم المالي، ولا شك أن أصحاب النفوذ المالي هم الأقدر على التسلل إلى السلطة والسياسة خاصة بعد أن أصبحت لديهم طموحات سياسية جامحة ولم يعودوا ينتظرون استقطابهم بواسطة رجال السلطة (بقو مفتحين)… وهذه كلها تطورات جديدة لم تكن موجودة من قبل، حيث كانت أبرز سمات رجال الدولة الزهد في جمع الثروات والمال، كما أن رجال المال لم يكونوا يتكالبون على السلطة كما هم اليوم، فكل يعمل في مجاله دون التطلع إلى مجال الآخرين، ودون الحاجة لاستخدام النفوذ السلطوي لجمع المال ولا استخدام النفوذ المالي للحصول على السلطة… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة