المناقشة والحوار مع أهل الصحافة والرأى مسئولية . . التعسف والإعتقال ضعف!!

عزالدين حمدان

المناقشة والحوار مع أهل الصحافة والرأى مسئولية . . التعسف والإعتقال ضعف!!

الإعتداء السافر والإعتقال القصير الذى تعرضت له الصحفية القديرة هنادى الصديق مساء الأمس من قبل رجال مخابرات النظام لن يكون الأخير. فالصحفى فى بلادى هو طريد سياسى تلاحقه كلاب السلطة المدربة المسعورة وتغرس أنيابها فى جسده كلما تجرأ وغمس قلمه فى قنينة الفساد ليكتب الحقائق أو تسلق الأسوار العالية المحظورة ليكشف المستور حتى يدرك الناس بأن الدولة تدار لحساب نخبة وليس لحساب أمة وهو عاجز عن مدح جمال ثياب الصفوة وهم عراة فجنونه الأبجدى صعب دوما على الإبتلاع حتى لو إعتبرها أباطرة القمع والتدجين والتفصيل قدح فى هيبة الدولة ولكن ستلعنهم يوما الحقائق التى تعلموا وأدها !
هنادى الصديق حادثة الأمس بالجريف غرب لم تغتال عقلها ولم يهزمها سفور السلطة ولم تروعها وسائل الترويض خرجت صباح اليوم بمقال نارى جديد بعنوان: وزير مسّطح ? عدسة الإلتقاط تعمل لديها بدقة وكلماتها حادة كطلقات الرصاص فهى لا ترحم خصومها من سدنة النظام وأقطاب البرجوازية الطفيلية الفاسدة وكمبارس المعارضة المأجورة الرخيصة اللاهثة خلف الفتات. هى سفيرة البسطاء والغلابة والمسحوقين فى بلاط صاحبة الجلالة الذين إفترسهم البؤس فهؤلاء الطغاة لا يقف طغيانهم عند حد. تكتب و لا تخشى الفقر بالرغم من الفزع للعوز وأن يكون لديها مايكفيها. نحن بحاجة إلى كتّاب رائعين حفروا حياتهم بجهادهم وتاريخهم، لكتاباتهم فعل السحر وهم زعماء من دولة الكلام لإنتشال المجتمع مما هو فيه، الكتابة الذكية والرؤية البعيدة والسخرية العميقة بعيدا عن متسولى الشهرة متسولى التواجد على قمة لا يستحقونها. الذين سكنوا زنازين المعتقلات من أهل القلم والرأى والفكر المستنير فى ظل هذا العهدالبغيض، يدركون جيدا أنه لا يوجد ما هو أضيق من حبس الكلمة فى الحلق. الكاتب هو أكثر المقاتلين صمودا إنه يحاول أن يحمي دماغ الأمة من التدمير، خاصة والوطن يعيش أقصى درجات محنته يكاد الفرد فيه غير قادر على التضحية من أجله وينصرف ليبحث عن مصلحته الخاصة، وطن حقيقى لكنه مزيف ملاذ جميل لكنه غير آمن فيما غادر الكثيرون المضارب بعد شجار مجنون مع هؤلاء وما زال المرجل يغلى. والثبات فى هذه الساعة الشديدة هى نقطة التحول. أختفى سيدنا يوسف وأصيب أبوه بالعمى وحين قال: ( فأفوض أمرى إلى الله) عاد له يوسف وبصره . فيارب إننا قد فوضنا إليك أمورنا فثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الظالمين.

وأخيرا بقى لى أن أهمس بعبارة خاصة جدا فى أذن أحدهم: (البذاءة والإنحطاط اللغوى تظهران جليا إصابتك بالإحتباس الأخلاقى والإنسداد المعرفى، أبشرك بأنك لن تسقط أبدا لأنك فى القاع).
عزالدين حمدان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..