خان الخليلي؟؟!!

٭ رواية خان الخليلي لنجيب محفوظ.. جعلتني أبحث عن تاريخ هذا الاسم الذي أصبح معلماً واضحاً في قلب القاهرة مثلما شكلت رواية نجيب محفوظ مرصداً تاريخياً هاماً.
٭ عندما بدأ جوهر الصقلي في بناء مدينة جديدة لتكون عاصمة لدولتهم الفاطمية بدأ ببناء قصرين شرقي وغربي للمعز لدين الله وآل بيته وأيضاً بنى بجانب القصر الشرقي التربة المعزية لكي يدفن المعز فيها آباءه الذين أحضر معه أجسادهم في توابيت من بلاد المغرب حيث كانت الدولة الفاطمية، فأحضر جثمان عبد الله المهدي وابنه القائم بأمر الله أبي القاسم محمد وابنه المنصور بنصر الله ابن الظاهر اسماعيل وأصبح المكان مدفناً للخلفاء وأولادهم ونسائهم وكانت تعرف بتربة الزعفران.. وكان بهذه التربة عوائد ورسوم منها ان الخليفة كلما ركب وعاد إلى القصر لابد أن يدخل إلى زيارة آبائه بهذه التربة وكذلك لابد أن يدخل في يوم الجمعة دائماً وفي عيدي الفطر والأضحى مع اعطاء الصدقات ولذلك كانت المقبرة دائماً في حالة من الازدهار وبقيت محترمة وتقام بها الشعائر وارتفع شأنها إلى ان اضمحلت أحوال الدولة الفاطمية.. وما كانت الشدة العظمى التي واجهت مصر في زمن الخليفة المنتصر وطلب عساكر الأتراك منه النفقة فماطلهم فهجموا على التربة وانتهبوها ضمن ما انتهبوا فأخذوا ما فيها من قناديل الذهب والمداخن والمجامر وحتى المحاريب وغير ذلك خمسين ألف دينار من أموال التربة ولكن عندما زال نفوذ الأتراك وملكهم وانقرضوا وتداولت الأيام والدول أنشأ الأمير جحاركس الخليلي المعروف بخان الخليلي نسبة إليه فأخرج من هذه التربة ما شاء الله من عظامهم فألقيت في المزابل على كيمان البر فيه حديقة الأزهر حالياً.
٭ الجدير بالذكر ان زمن الشدة الكبرى التي كانت فيها مصر من الغلاء والأزمات لم ترها مصر منذ زمن سيدنا يوسف عليه السلام كما يشبهها الناس وقتذاك ولذلك اضطر الملوك والأمراء لبيع الأراضي والمساكن وحتى القبور ومنها التربة المعزية وقسمها الأمير جحاركس الخليلي أجزاء وقطعاً وباعها للتجار لتكون سوقا تجارية تحمل اسمه في قلب قاهرة المعز ومازال خان الخليلي يعمر بالناس والتجار والمقاهي ليلاً ونهاراً خاصة في ليالي رمضان الساحرة ويحرص الكثيرون من المصريين على زيارته لشراء منتجاته الخاصة المتميزة وشرب الشاي على أشهر مقاهي تاريخ المعز «مقهى الغبشاوي» ويقرأ الفاتحة لسيدنا الحسين حيث أصبح مسجده ومساحة المسجد ملتقى للسهر والصلاة في رمضان والذكريات والحكايات المثيرة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة