بكائية علي جدار الصمت العربي

بكائية علي جدار الصمت العربي
الناظر لحال أمة العرب اليوم يلجمه العجب و(تاكله الحرقة) فنحن امة تجمعنا (العقيدة ،الجغرافيا،التاريخ واللغة) فكل مقومات الربط تجدها وتلحظها، إلا ان ما يفرقنا أدهى وأمر من عجبي على حالنا الذي إستقر في القاع السحيق من التفكك، ويحزن لنا العدو قبل الصديق ويحار فيه العاقل ويعز فيه علي النفس الحرة الأبية، أن تستوعب حالة الوهن والضعف الذي يعتري عالمنا العربي والإسلامي.
خلافاتنا العربية هي خلافات الصغار لم يردعها أننا في (قارب واحد) ومصيرنا مشترك بكل مكوناتنا وأطيافنا وأحزابنا ودولنا. فالعدو معروف و(حيله) مكشوفة، إلا أننا في غيِّنا نرى في بني جلدتنا أن قرابتهم أًنكى وأمرّ من التواصل معهم للحفاظ علي الامن القومي العربي ، وذهبنا حكام ومحكومين نتوّهم في صراعتنا أن الخطر داخل بيتنا وأن الحذر من الشقيق قبل الغريب.
ومردّ ذلك أننا لم نبنَ نظاماً عربياً موحداً وإطاراً جامعاً، فكل المشروعات التي طُرحت تزيد من الفرقة وتخدم أجندة الغير، والسبب بسيط أننا ظللنا نتمسك بمفاهيم رجعية وظللنا نعظم (الأنا) ونبني إطاراً (قطرياً) وهدمنا كل الفرص التي كانت يمكن أن تبني إطاراً (قومياً)، وتخندقت كل منظومة سياسية خلف حدودها ومصالحها ولم تقدم الدعم للإطار العام الذي يحفظ أمننا القومي، متناسين المثل الذي يقول (إنما أكلتُ يوم ما أُكلَ الثور الأبيض). فنحن كدول وشعوب نقف في صف طويل ممل نقدم أمكانياتنا ومواردنا للجلّاد الذي يذبح و(يمصّ) دماء الأشقّاء ونحن في (بلاهة) ننظر للدول تنهار وتسقط وتخرج علينا طوابير اللاچئين والهاربين من الجحيم ونحن نتصارع ونتشاكس والدور القادم ينتظرنا.
في تقديري أن ما يحدث مردّه أننا لم نبنِ استراتيجية توافقية تحفظ أوطاننا من شر التدخل ولم يضع الأباء المؤسسين للنظام العربي في مرحلة ما بعد الإحتلال أي ملامح لوحدة فكرية وسياسية. بل إنغمسنا في صراعات الحدود و(تناسينا) أمر استراتيجية الوجود العربي الذي تتهدّده الأخطار من كل حدب وصوب.
وإنقسمنا علي أسس جهوية (دول) وأسس دينية (طوائف) وأسس إقتصادية (متخمين وفقراء) وانقسمنا على أسس فكرية وكل ما يمكن تخيّله. وأعنّا العدو على صرع الدول لتصفية خلافاتنا على إعتبار أنها المهدّد الاستراتيجي الذي يجب عليها أن تعاون الغريب على القريب. ففي مرحلة بداية إعلان النظام الدولي الأحادي الجانب المعلن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية نهاية القرن العشرين كثرت (الرعاع)، تحركت الأرض تحت أقدام النظام العربي الذي لم تكن له رؤية موحدة لتعريف موجة (الإرهاب)، وظللنا ننظر له كأنه خطر يهدّد سكان (كوكب المريخ) فجرّ علينا لصق الارهاب بالإسلام الويلات، وبدأ التدخل الأمريكي الذي أفرط عقد النظام العربي الذي لم يكن يوماً موفقاً أبداً. فبدلاً من أن نعرّف الإرهاب ونقدّم رؤية محكمة تربط الإرهاب بالعنف لا بدين ولا عرق، أم ربط الإرهاب بالإسلام الذي غزا أغلب دول العالم الإسلامي. .
وكانت موجة (الربيع العربي) هي الضربة القاضية التي تدثرت بدعاوي الحرية والديمقرطة وحقوق الإنسان وتطوير النظام العربي و(كنس) الطغاة ونسف الاستقرار العربي وتدمير مقدراتها المادية المعنوية. فكان الربيع العربي كسلاح المدفعية في الجيوش يقصف ويدمر الدول ويهزّ نظمها ويغرقها في دوامة الحرب الأهلية، ويفقد عنصر سلاح الهندسة الذي يصلح مابعد رياح التغيير ويقود الشعوب التي تطمح إلى الحرية لموجة جديدة من العنف وتخريب الموجود ويفتح الفرص أمام الطامعين في التدخل ويوفّر لهم إتمام هدم بقية النظام العربي المتهالك. لقد سعت بعض الدول إلى تعليق الأزمة في دول أخرى، وذلك لتصفية الخلافات القديمة متناسين أن حرق بيت جارك سيجعل النيران تدخل إلى بيتك ويحرق كل شيء أمامه.
موجة الربيع العربي وموجة الصراع المذهبي والتي اتمت فوضى القتل وتهجير السكان وتخريب وحرق المدن، فاصبحت شعوب مستقرة من بني جلدتنا مسلوبة تطاردها قوارب الموت في عرض البحار. بل وأصبح سمة لقيمنا الدمار والحرب وإنعدام الديمقراطية الديمقراطية. ومن بعده دخلنا في أزمة اقتصادية مشاهدة في كل دولنا، فلم نعد نحن أصحاب الكتل النقدية، لأن عدم الإستقرار جرف كل مواردنا وهبط سعر برميل النفط الذي كان هو (نغمة) على نظامنا العربي وقدر مما حققه من تنمية نفتقده اليوم في معاشنا وحياتنا اليوم. .
أصبح حالنا يُغني عن التحليل وأضحت شعوبنا تحت رحمة الاستراتيجيات العظمى التي اتخذت من الشرق الأوسط ميدان التنافس وتجريب أسلحتها وإستعراض (عضلاتها النارية) في أجسادنا العارية، ولم نعد نستطيع أن نمنع صغير او كبير من التدخل في شؤون الشرق الأوسط الذي غرق في حمامات الدم (بنيران صديقه)، أو حمم طائرات روسيا أو التحالف الدولي المزعوم ألذي يمطر علينا حمم بإسم الحرب على الإرهاب وغيره.
أننا اليوم لسنا في غني من أن نجلس وتحاور ونترك (خنادق) التعصب والمعافاة القريب، فمن باب أولى أن نتعاون و(نحتوي) المأزق من النظام العربي، ولقد (شبعنا) من التخوين تحت لافتات المصالح الضيقة و(الأوهام) التي لم تعد (تسمن ثور) أو (تبعد عدو)، وعالمنا العربي يحتاج إلى نظرة في واقعه الراهن (الصعب) وبحث في إمكانياته (المهدرة) ومن ثم تحديد نقاط اللقاء والإتفاق على منظومة قيم ميثاق شرف، ومن ثم تحديد المسار الاستراتيجي والتكامل ووضع خطط الإعتماد المتبادل الذي يمنع الفتن ويقرب الرؤي السياسية والإقتصادية.
أننا نعيش في عصر (تسليح المال) وجعله قوة ناعمة تحفظ الأمن القومي وتدفع مصالحنا إلى الأمام، كما يتم أيضاً (تسليح التكنولوجيا) ونقتل بها ألف مرة. لأننا لم نوّظف أموالنا ومقدرات العرب، بل ظلت أرقام في البنوك الغربية يستمتع بها الغرب ونحن من ننتج الغذاء وتشيّد المصانع ونبني وحدة أقرب إلى أفضل نموذج بني في هذه المعمورة كالإتحاد الأوربي على سبيل المثال.
قبل كل شي علينا أن ندرك حجم المخاطر ونعي أن الاستراتيجيات الدولية كلها تطمع في السيطرة علي مقدراتنا ومورادنا وأرضنا التي تتصارع عليها، ويتم التعامل مع اقطارنا بنظرية (التجزئة) ليسهل الإنفراد بها وضربها دولة تلو الأخرى وأن نقف في نفس (صف) الجزار، بل نشحذ له (السكين) ليذبح كيفما شاء ويسلب بإسم الشرعية الدولية وتحت لافتات منوعة.
اكتب هذ وكلي حزن على واقع كأنه لا يهم الحكام ولا يعني الشعوب، فعالم اليوم لا يحتاج لكثير حكمة لنفهم كيف تُدار المؤمرات وكيف تنتهك الأعراض والحقوق فيه.
أزمتنا أزمة وعي، وكارثتنا هي الأنانية والنظر تحت (أرجلنا) وسيرنا خلف كل (جزار) يستهدف أمتنا. يا أيها العرب: يمضي الوقت ويتسرّب وسنجد أنفسنا تايهين في صفوف الذين سبقونا من أخواننا (اللاجئين) والمطاردين والمهاجرين كما طرد وهاجر اسلافنا من الأندلس. فنفس المشاهد تتكرر ونفس الصور تعاد ونحن علي (مقاهي الغفلة) والصراعات وعدم الإتفاق منغمسين. يا هؤلاء أفيقوا وعوا أن ما فات مات وماهو آت آت فانظروا إلى حقوق الأجيال القادمة وأولادنا وتبنوا استراتيجية التوافق، فنحن اليوم أحوج لها لنحفظ مابقي من ماء وجهنا الذي أريق بسبب تعصب النظم وصراعاتها (الديوكية). هذا اللهم هل بلغت فأشهد..
واقول قولي هذا والله أعلم.
د. بشير احمد محي الدين
[email][email protected][/email]
ههههههه
مالنا والامة العربية ؟
ما الذى يهمنا من هؤلأ التعساء ؟
هذه الامة التى تجمعك بها العقيدة والتاريخ والجغرافيا ومش عارف ايه كمان
ماذا فعلت عندما ضربت اسرائيل السودان اربعة مرات؟
عندما دمرت اسرائيل مصنع اليرموك ومواطن سوداني في بورتسودان وقافلة لاجئين ومهربين ومنطقة وادي سيدنا ؟
ولا ادانة ، ولا استنكار واحد . ناهيك عن اى نوع من انواع الدعم !!!
حين دمرت امريكا مصنع الشفاء ، ولا دولة ادانت باستثناء ليبيا !!! ودونك ردود الافعال على النت واليوكوبيديا
حتى على مستوى العالم ادانت باكستان فقط !!!
لماذا؟ ساتركك لتفكر فيها .
يا اخي نحن افارقة محترمين ، بعضنا يتحدث العربية وهذا لا يجعلنا عرب ، كما ان كثير منا يتحدث الانجليزية ولم يجعل منا هذا انجليز او امريكان
لن يحترمنا العالم ابدا طالما هذه الروح الانهزامية التى تجعلنا ننبطح امام اى عربي تسكننا ،
هذا المشروع الاسلاموي العروبي سيظل ينحط بالسودان حتى زوال هذا النظام البليد
تسقط الامة العربيةمن المحيط الى الخليج وعاش السودان حرا ابيا افريقيا