مقالات سياسية

جمّاع.. هل سيجمع الخير لولاية كسلا أم سيمضي بخيرها كغيره..

✍ المتابع للساحة السياسية بولايات السودان المختلفة، يجد الصراع الإعلامي الكبير ما بين والي الولاية ومابين أجهزة الإعلام المختلفة، وخير أمثلة لذلك ما يحدث بولاية كسلا وولاية الجزيرة، في الأولى يعيش الوالي جماع صراع مع إعلاميين شبه أنهم قد أجمعوا على فشل الولاية التام في أطروحاتها التنموية في عهد جماع، وكذلك غياب خططها لتطوير ولاية كسلا المغلوب على أمرها، وفي الثانية يواجه ايلا تحديات قوية من تيارات مناهضة له من داخل بيته السياسي، في صراع امتدت أمواجه الى الخرطوم، لتعود قوية بمياه النيل المارة بجوار القصر، لتواجه ما يقوم به ايلا في ولاية الجزيرة من تحديات.
✍ انتقاد أداء مسؤول أو والي في عمله لا يختلف اثنان أنه حق أصيل لأي مواطن، والمسؤولون الذين لا يحبون أن يُسألوا عن أخطائهم الادارية التي قد تكلّف الوطن خسائر جسيمة في الأموال والميزانيات العامة، بل وربما في الأرواح والممتلكات، ينبغي عليهم أن يتقدموا بإستقالاتهم في الحال ويجلسوا في بيوتهم وإستثماراتهم لأنها الوسيلة الوحيدة التي يتجنبون بها سياط النقد والشجب بل وربما الإدانة أحيانا.
✍ لكن هنالك خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها لمن يريدون انتقاد أو إبداء عدم الرضا عن سياسة مسؤول في عمله، كوالي في ولايته أو وزير في وزارته أو مدير في ادارته، وأهم هذه الخطوط مراعاة الحقوق واحترامها، وعدم استغلال الخطأ الواقع في التجريح والإساءة مما ينتج عنه أخطاء قاصمة لظهر الحقيقة التي ينادون بها، وقد تكون أكبر من الخطأ نفسه الذي قام به المسؤول.
✍ الإنتقاد يتطلب معرفة الحقائق والتجرّد من شخصنة المواضيع، والمصداقية والشفافية في السّرد، فمن لا يملك المعلومة الصحيحة ويعرف كيفية اثباتها يجب عليه ألا يخوض بذكر سلبيات هو ليس على دراية بها، ولا بُدّ من وقفات مع النفس من أجل تحديد الهدف المنشود من كتابة أي تعليق أو خبر أو مقال لانتقاد أي تصرفات إدارية لأي مسؤول، وتحديد الكيفية المناسبة للفت انتباه المسؤول لهذا الأمر بطريقة تجعل المسؤول قادراً علي قبول النقد مما يجعله يبدأ في الحل والعلاج.
✍ رغم أن والي ولاية كسلا أفضل بكثير من سابقيه في حكم الولاية، لكن أخطائه الجسيمة في موضوع أراضي وسط المدينة، كانت هي قاصمة الظهر في مسيرته التنموية بالولاية، كما أن الإهتمام المتعاظم من حكومة ولاية كسلا بالدورة المدرسية وحشد كل الطاقات المالية والمجهودات المختلفة من أجل الإستعداد للدورة المدرسية، جعل المتابعين لسياسات جماع في حكمه للولاية يبرزون سيوف النقد لمحاربة جماع إعلامياً من أجل الإهتمام بالأولويات من برامج تنموية وضروريات حياتية كتوفير مياه الشرب في ريفي كسلا، وأن ميزانيات هذه الدورة المدرسية كانت ستكون كافية تماماً لحل معظم المشاكل التي تعاني منها الولاية.
✍ ولاية كسلا تضج بالتدهور في مجالات خدمية كثيرة للغاية كغيرها من ولايات السودان الكبرى، رغم صغر حجم الولاية، ولكن التنوعات القبلية فيها والكثافة السكانية المتزايدة التي شهدتها في الآونة الأخيرة، جعلت من الولاية أشبه في اذدحامها بولاية الخرطوم، وتعاني الولاية فشلاً واضحاً لمحلياتها في كافة خدماتها، ونظرة واحدة لسوء التنظيم بالسوق الكبير وكمية النفايات والقاذروات حتى بأسواق توتيل الجديدة كافية لاثبات ذلك، هذا غير العطالة الكثيفة للشباب الذين يتكدسون بالمقاهي والأسواق او يمارسون مهن هامشية للغاية، وهي مشكلة وطن بأسره، وكان أولى بأموال الدورة المدرسية انشاء مصانع صغيرة بالولاية لصالح هؤلاء الشباب، فالدورة المدرسية مناسبة قومية لابراز مواهب الطلاب ولكنها لا تستحق هذه الأولوية من الميزانية المالية التي كان من الأجدر صرفها في تأسيس مشاريع التنمية، والاكتفاء بدورة مدرسية بسيطة ومعبّرة.
✍ والي كسلا لادارة هذه المدينة وتحسين خدماتها يحتاج لإستصحاب البطانة الخبيرة المتمرسة المشهود لها بالكفاءة والخبرة في معالجة كافة الأمور الاقتصادية والسياسية والأمنية في الولاية، ولكن يحيط بوالي كسلا مجموعة ممن يحسبون أن النجاح عبارة عن شعارات مكتوبة وفبركات إعلامية يتم تداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة، هذه البطانة لا هم لها سوى منافعها الشخصية، ولا أظن بوجودهم هذا ستحدث نهضة في هذه الولاية المكلومة، كما أن الأحزاب السياسية بولاية كسلا لا تمتلك الكفاءات والكوادر الفعالة والمنتجة ذات الخبرة التي يمكن أن تُفيد ولاية كسلا في مسيرتها التنموية، ولهذا جاء اختيار والي كسلا لحكومته الجديدة غير موفقاً في نظر الكثيرين المتابعين لهذا الأمر.
✍ إن تقييم الفترة التي يقضيها أي والي في ولايته من النجاح أو عدمه يعتمد على ما قام بإنجازه في ولايته، وفشل ولاة الولايات في ترك بصمات واضحة في تطوير ودفع التنمية بالولاية، سببه الرئيسي عدم اعتماد الوالي علي الخبراء والمختصين في مجالات التنمية وتخصصاتها المختلفة، وهنا مربط الفرس.
✍ حتى أفراد الحزب الحاكم بولاية كسلا يشهد قياداته خلافا وعدم استقرار، فهل يا ترى هو خلاف ناتج عن تضارب مصالح من أجل كراسي السلطة أم أنه صراع ناتج من الاختلاف حول أولويات برامج التنمية بالولاية…!
✍ ولاية كسلا، سيدي الوالي تحتاج لوحدة جمع الصفوف لمختلف قبلياتها، وتركيز المجهودات في التنمية، وأخشى أن تكون هذه الدورة المدرسية فألا سيئاً للفرقة والشتات والتناطح السياسي بسبب (النفاير) التي صاحبتها، لما لا نكتفي بدورة مدرسية بأقل التكاليف ويتم استثمار هذه الميزانية الضخمة فيما إنشاء ما يكون خيره ثابتاً بالولاية.
✍ مياه الشرب بريفي كسلا مازالت تحملها (التناكر) لأهلنا في الأرياف، ومازالت تباع مياه الشرب، في ظاهرة مؤسفة للغاية، كذلك المشاريع الزراعية بالولاية تحتاج لدعم وتطوير من أجل رفع معدلات الانتاج ومن ثم اعادة سيرة خيرات وفواكه كسلا.
✍ أخيرا.. اشادة لا بُدّ منها بالأستاذ علاء الدين المبارك مدير السياحة الجديد بالولاية، قام هذا الرجل بمجهودات ممتازة، بانتزاع ادارة أكبر صرح سياحي من براثن بعض المنتفعين انتفاعا شخصياً لا يفيد الولاية لا من قريب ولا من بعيد، فقد كانت بوابة توتيل وكافتيرياتها يتم ايجارها بمبلغ لا يتجاوز الثلاثة ألف جنيه تدفع كايجار ممن يديرها، قام مدير السياحة الجديد بانتزاعها وتحويل دخلها مباشرة لمالية الولاية، وكانت المفاجأة أن دخلها الشهري لا يقل عن الثلاثين ألف جنيه.
✍ قال تعالى (قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهّرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد (15))- آل عمران.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..