مهمة الوزير غندور ..السهلة الممتنعة ..!

الرئيس الأمريكي السابق السيد باراك أوباما في إطار سياساته الرخوة تجاه القضايا الساخنة في عهده الذي استمر لدورتين .. وتحديداً في شأن رفع العقوبات المفروضة على السودان ممثلاً قي نظامه الحاكم فعل كمن ترك كرة مفرغة من الهواء أمام مرمى خلفه الجديد ترامب وقال له ..لك أن تهدف بها هكذا دون أن تضمن وصولها الى الشِباك أو تتريث الى أن تملأها بما يحقق لك الهدف المضمون !
وذلك الهدف وهو غير واحدٍ بالطبع بل عدةأهداف تحسب لصالح الولايات المتحدة ..وعلى غير ما تفكر فيه الحكومة السودانية و غير الذي يتوقعه الإنسان البسيط في الشارع السوداني الذي عبأته ألة الإعلام الرسمية التي هي صوت سيدها بأن نهاية مطاف عذاباته الطويلة مع تردي المعيشة وارتفاع تكاليفها ورفع الحكومة يدها عن الخدمات الأساسية وتدهور قيمة عملتنا الوطنية وانهيار المشاريع التنموية الكبيرة كالخطوط الجوية والبحرية والسكة الحديد وقبلها كلها مشروع الجزيرة ستنتهي كل تداعياتها السلبية لمجرد أن سيدة العالم ستقول لحكامنا ممثلين في وزير الخارجية الموجودهناك ووفده الإستجدائي .. سيروا الى دياركم وأبنوا مشروعكم الحضاري كيفما شئتم ولو قلبتموه صينيا ماوياً شيوعياً ..فأنتم الطلقاء !
أما في نظر العقلاء من المحللين الإستراتيجيين مثلما طالعنا في تحليلاتهم المختلفة فإن الأمر سيكون سيان بالنسبة للداخل السوداني على مستوى المواطن الذي أوهمته السلطة بأن سبب تعاسته هي ليست سياستها في تجريب الفشل المغموس في ترياق الفساد والتمكين والتخبط ..لان إقتصادات الدول نعم قد تتأثر بالعوامل الخارجية الضاغطة لتقليص حدة التشنج المبدئي لحكوماتها أو محاولات كسر شكوتها في التطور التقني والنمو الإقتصادي كما تتعاطى أمريكا مع المانيا والصين واليابان وروسيا أو ذلك التوجه الذي يهدد الاخرين مثلما تخوفت منه أمريكا والغرب وتفاهمت حوله مع أيران في الحد من طموحاتها نحو امتلاك القوةالنووية!
وهو ذات الذي تفعله بحذر وتردد ودون تفاهم مباشر مع كوريا الشمالية التي تقف لها شوكة حوت في حلقها لا استطاعت أن تلفظها الى خارج حلقها ولا تحتمل ابتلاعها ..غير أن تلك الأمثلة هي في مجملها أوجلها دول ربما منتجةللقمتها بصورة كاملة بل لايوجد إختلال في كفتي ميزان واردها و صادرها وهوالآمر الهام في قياس قوةالإقتصاد وإمكانية صموده تجاه اية تحديات خارجية ولعل الأمر وإن تفاوت في نسبته من بلد الى آخرمن تلك الأمثلة فهو دون شك لا يقبل المقارنة بوضع السودان بالنسبة لآمريكا أوغيرها ..لأنه بالنسبة لنا في السودان فهو إختلال لا يحتاج لأبسط المعايير الموضوعية لقياسه على مجمل الحياة عامة الناس الذين باتوا يشكلون مساحات من السواد الأعظم تعيش على حافة الكفاف في مقابل طبقة محسوبة على الحكومة وتنظيماتها إعتلت ذروة ترف الحياة عبر أفسادها واستثمار فسادها مستأثرة بموارد ذلك الإقتصاد وعلى ضعف ما تبقى فيها من الإنفاق على الحروب و البذخ البرتكولي وتقوية الالة الأمنية وأذرعها الموالية بهدف ضمان بقاء النظام وليس تحقيق أمن المواطن كما تدعي أوحماية الحدود التي باتت نهباً لنزق الجيران !
الوزيرغندور ذهب يحمل في جعبته ملفات تبرر محتوياتها البائسة رفع العقوبات بصورة كاملة وهو يبتسر الأمر كما يبدوفي تطمين أمريكا عبر مؤسساتها الحاكمة عن توفر أوتحسن أحوال الحريات العامة وارتفاع مستوى حقوق الإنسان وغيرها فيما يتعلق بانحسار أثار الحروب في مناطق النزاعات و مسالة توصيل المساعدات الخ تلك المصفوفة التي يظن سيادته أنها أخر قائمة المطلوبات من حكومته وهو أمر يخالف التقارير التي استبقت الرجل والتي صاغها المختصون المكلفون بتقييم تحقيق تلك البنود الذين زاروا السودان أو المتابعين من على البعد للتأكد من صحة مزاعم الحكومة في هذا الشأن أوذاك!
غير أن الأمور على مايبدو تتعدى تبسيط النوايا الأمريكية في حدود حقوق الإنسان و الحريات وإلا لما سكتت عليها إن كانت تهمها كل هذه المدة من عمر الإنقاذ مكتفية بعقوبات دفع ثمنها ذات المواطن التي تتشدق دولة الحريات في العالم بأنها حريصة على حقوقه وهو الذي يؤدي من الواجبات أضعاف ما يتلقي من حقوق في أدنى حدها الإنساني والأخلاقي .. لان السياسات الأمريكية الجيوسياسية في المنطقة تقوم على توسيع قاعدة مصالحها قبل كل الأولويات التي تلوكها للإستهلاك الإعلامي في مثاليات قولها وجزاف تصريحات مسئؤليها ..ولعل الوضع المزري التي تعيشه دولة جنوب السودان ومواطنها المسحوق بين قطبي رحى صراع القادة و قسوة حياته في نيران الحروب و تقطع أرجله من جراء النزوح واللجوء و اعتصار الجوع لمصارين اطفاله الزغب ..إلا مثالاً للخداع بنعيم الإستقلال حينما كانت تمنيه أمريكا وحلفاؤها بمن الحرية وسلوى الرفاه .. وقس على ذلك أوضاع الدول التي تعيش حالات مماثلة بعد أن لوحت دول الحريات لأهلها الذين تاقوا للإنعتاق من جلاديهم بجنة الديمقراطية فثاروا ضدهم ..وهاهي ذاتها التي تغذي نيران إحتراقها حالياً و تبيع لشعوبها وهم الإنتصار على أنفسهم داخل صناديق الذخيرة التي تأتيهم على أجنحة طيور الشؤم التي يسددون ثمنها من دم العروق !
ربما يأتي اكتوبر بجزرة الفرج التي تجعل النظام يتنفس الصعداء وهويقربها من فمه رغم نتانة رائحتها وما يعلق بها من دود الشروط الموازية التي قد تبقي من النظام ولانقول السودان منقاداً بعصا تركيع ما تسمى بالدول الراعية للإرهاب حتى تتأكد أمريكا أنه منصاعٌ نحوتحقيق بقية المطلوبات التي ستكون من لحم التراب وعظم السيادة وأحشاء المقدرات ..وليست من سطح الجلد كما يبدو للذين نادوا بعذاب امريكا من هتيفة النظام حينما انتفضوا في غمرة أوهامهم و فورة تنطعهم..وهاهم يستجدون قرب مودتها وهم في رخوة إنبطاحهم !
[email][email protected][/email]