نقعد نقوم على كيفنا

من الملاحظ ان حياتنا تخلو من التخطيط كمنهج سلوكي قبل المؤسسي وهذا من ذاك، وبالرغم من إدعاءت الحوسبة وما شابه فقليلا ما تعتمد مؤسسة ما بالبلاد على النظم الالكترونية الحديثة، بل انها باتت وبالا علينا وخصما على أدائنا وزمننا، وأذكر أنني كنت بصدد إجراء معاملة تخصني بإحدى المؤسسات ، فاستعانت الموظفة المهنية بالشأن بالحاسوب، فسألتني هل إسم والدتي هو …..؟ فإندهشت للإسم الذي إقترحه الكمبيوتر/ أو للدقة ما إقترحه عبث الموظفة إياها بالجهاز الذي لا يكذب ولا يتجمل فلا غرابة ان يجيء اسم الوالدة عليها الرحمة بغير ذي صلة بذاك الإسم الغريب على الأسرة والقبيلة! فقلت لها: طالما هو ما تفضل به الكمبيوتر فلا مانع لدينا … (وأنا بعرف إسمي أكتر من الحكومة؟) ولأن الأمور كذلك عندنا فبديهي هو إنتاج القوم لتبارير ما أنزل الله بها من سلطان على شاكلة ـ (معدلات الأمطار فاقت توقعاتنا) و(مبيد الرش جيد، الا ان إنتاج الباعوض والذباب أكثر)، و(أزمة الخبز بالبلاد نتاج تهريب الخبز لدول الجوار) نحن نفتقر للتخطيط فلا خارطة تصطحب اي عمل بالرغم من رواج خارطة الطريق ومعالم شخصيتنا. ترسمها أغنياتنا ـ (نحن اولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا!).. وعلى ذلك قس ، لذلك ما من شارع تمت سفلتته الا وتأتي جهة أخرى لقطعه لمد خدمة ما هي نفسها عرضة لإحداث ما لحق بالسفلتة وما من جهة أتت للصيانة الا واتنجت تخريبا في مكان ما، وهكذا تمضي حياتنا خبط عشواء ، فلا يوجد شيء نتج عن عبث أو بطريقة عشوائيّة، ومن هُنا يجب على الإنسان أن يُدرك أهميّة التخطيط وأن يسعى دائماً أن تكون جميع شؤون حياته مبنيّة على أساس التنظيم والتخطيط، وأهميّة التخطيط في الدراسة المسبقة لأيّ أمر تُقبل عليه المؤسسات والشركات والأفراد والعائلات بما يُحقّق النتائج المرجوّة ضمن خطّة واضحة المعالم، ويكون التخطيط مُنضبطاً بخطوط سير عليها ضمن مراحل زمنيّة مدروسة بعناية الأمر الذي يضمن عدم حدوث الخسائر ، ومناسبة تناول الموضوع ما نقله الي مواطن طاله ضرر مؤسسة الكهرباء ولخص لي محدثي التفاصيل في انه فوجيء بعمليات حفر امام منزله دون سابق إخطار وعند إستفساره عن الامر اجابه أحدهم إتضح لاحقا انه المهندس المشرف على إجراء الكهرباء في توصيل خط لبناية حديث مجاورة لمسكن هذا المواطن منتهك الحق الدستوري ، تشير الى ان الشارع موضوع التوصيل به سلفا خط إمداد كهربائي، الا ان المهندس إرتأى تنفيذ خط جديد يعتمد على تنفيذ حفريات للأعمدة، علما بان الشارع جانبي لا يتسع لمرور السيارات مع نصب أعمدة حديثة إضافة للقديمة ما يستدعل التغول على حرم منازل الشارع/ 2 متر أمام المنزل بمحازاة خط الكهرباء المذمع(حسب تخطيط الاراضي المتبع)، وكانت غجابة الرجل/ المهندس لاحقا، هل لديك إعتراض على عمل الكهلاباء!؟ وكان رد محدثي البديهي: انا سألتك أولا للتعرف على صفتك وطبيعة العمل الذي بصدده ، وعندها إنتبه المهندس بان محدثي زول فاهم وما مواطن ـ (ساي) وضع تحت ساي هذه خط كبير فكم من زولاً ساي في هذي البلاد الحكومة بتأكل حقوقو وتتقشى بي طرفو وتمش لزولا ساي آخر لتزيقه ما أزاقت قبله من ناسا ساي وأهو كلنا في البلد ناس ساي في نظر القوم … خلاصة الموضوعاخيرا ظهر صاحب البناية منتجة جدلية ـ (ساي) ولعل ساي هذي مصدر سياسة الحكومة الرشيدة التي تسوس بها هذا الشعب الساي الفضل … بتدخل صاحب البناية و(طلع زول مرجلة وبيعرف الأصول، فقد بادر بالإعنزار
لجاره/ محدثي ـ الطلع ماـ (ساي) بل اخطره بانه كان بصدد مقابلته لاخطاره بالأمر الا ان ظروف العمل والمشغولياتحالت دونه… المهم اخيرا تم نصب العمود الجدلي داخل حديقة محدثي أمام منزله/ داخل المترين خاصته لان محدثي سوداني وقابل تقدير واحترام جاره بتقدير بقامة عمود قام بإيوائه رغم المخاطر المترتبة على ذلك، الا ان ما يرسخ ويؤكد عشوائية العمل با لبلاد لخصه المهندس في رده على تساؤل محدثي، أثناء الحوار بينهما: هذه الأعمدة سوف تضيِّق الشارع وبذلك تكون عرضة لإصابتها بالعربات مستخدمته، وكان رد المهندس العاجل: الكهرباء حتقطع وسيد العمارة حيجينا جاري!!! غن كان هذا فهم مهندسي القوم فماذا ننتظر من الموظفين والعمال شوى الرقص على ذات الإيقاع! والهندسة معروف عنها كتخصص يعتمد على أهمية التخطيط والحسبات والدقة في التنفيذ لان اي خطأ ينتج عنها وخيم يحصد الارواح والمصالح الا ان الواقع يقول بلا هندسة تذكر ودونكم الجسور والكباريالمفضية الى مصبات غير آمنة منتجة traffic jam
او ما يعرف بالإختناق المروري بفضل المصبات على التفطعات مباشرة وعلى ذلك تمضي حياتنا التي أحالها القوم الى فوضى خلاقة، من أين أتى هؤلاء وكيف…. وليه كِدا؟ .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..