لماذا قبلت بهذا التكليف؟

لماذا قبلت بهذا التكليف؟
الى الرفاق والأصدقاء فى كل مكان تحية ود وإحترام وتقدير.
لقد درج أغلب الناس فى مثل هذا الموقف الذى يكلفون فيه بعمل عام، أن يرددوا كلمات صحيحة، تقول إنه “تكليف” لا “تشريف”.
لكنى أقول نعم هو كذلك، لكنه شرف لا يدانيه شرف أن يكلف الإنسان بمهمة تصب فى مشروع وهدف عمل له الجدود والأباء وأفذاذ المفكرين واصحاب الضمائر السوية وسوف يعمل من أجله الأبناء والأحفاد حتى يتحقق ويصبح مثل الشمس التى تتوهط كبد السماء لا ينكر ينكر رؤيتها الا من كان فى عينيه رمد.
إنه مشروع “السودان الجديد”، السودان الجميل الذى يسع الجميع دون تمييز عرقى أو جهوى أو إثنى أو دينى.
سودان حلمنا به منذ الصغير ودمعت أعيننا كلما وقعت على مسكين أو مظلوم أو محتاج، ما بالك والآن السودانيون يقتلون فى الهامش والأطراف بل فى دور العلم وفى قلب العاصمة الخرطوم وكأن النظام لم يشبع ولم يكتف بعد أن قتل مئات الآلاف.
إنه سودان ظللنا نبحث عنه ونتوق اليه، فلا نجده الا فى الأغنيات الحماسية “جدودنا زمان وصونا على الوطن ، على التراب الغالى الما لى تمن”.
ولأن كثير من الساسة على مختلف الحقب خاصة بعد “الإستقلال” لم يهتموا أو ويعملوا من أجل ذلك السودان “الجديد” الجميل، تحملهم الأمزجة وتتلاعب بهم الأهواء كما تتلاعب أمواج البحر بقارب صغير، فمرة المشكلة تأتى من الطائفية الدينية وتارة من الغيرة السياسية حتى وصلنا الى زمن “القبلية” المنتنة، المرتبطة بالغلو و”التطرف” الدينى.
بسبب تلك الأمراض اصبحنا “تبعا” للدول العظمى وللصغرى، التى نراها تشيد من حولنا أهدافها ومشاريعها الوطنية الضخمه بينما نكتفى “نحن” أسياد الحضارة القديمة بموقف المتفرج، نقبل بالدنئية وبالفتات مقابل أن ترضى عنا هذه الدولة أو تلك بل أحيانا يكون الثمن الباهظ التكلفة الذى ندفعه، هو أن تتوسط لنا دولة صغرى عند دولة عظمى!
للأسف البعض لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم لا يعمل لأن مصلحته الذاتية والشخصية، تجعله يلتزم الصمت ويغمض عينيه عن الهدف الأسمى بأن يعود السودان الى ماضيه كدولة عظمى كما خبرنا التاريخ وأن يستعيد شعبه عزته وكرامته ومكانته بين الأمم التى كان يفوق بها الجبال شموخا وعلوا .. هذا الشعب الذى كان خيره لغيره وعرف بالكرم والتواضع، أنظر الى حاله الآن فى زمن الفاقة والذلة والمهانة وأكذوبة “المشروع الحضارى”.
لن يعيد تلك العزة وتلك الكرامة الا مشروع “السودان الجديد” الذى حلمنا به وعملنا من أجله من خلال العديد من المواقع وتعرفنا علي ملامحه من اقوال الأباء والأجداد.
ورد على لسان البطل الثائر “على عبد اللطيف” قائد ثورة 1924، معبرا عن ذلك السودان فى كلمات قلائل أطلقها مثل الرصاص فى وجه قاضى المستعمر :”لا يهمنى أن أنتمى لهذه القبيلة أو تلك، فكلنا سودانيون يضمنا وطن واحد” مع أنه كان ينتمى الى قبيلة تسد بيدها عين الشمس ? كما يقولون – من حقه أن يفاخر بها إذا اراد، لكنه تحدث “كسودانى” لأنه قائد عظيم.
ثم من بعدها قالها “محمد أحمد محجوب” حينما كان أديبا ومفكرا لم يعرف بعد “كسياسى” ولم يبتلعه بحر الطائفية فى مقال كتبه عام 1943 فى صحيفة ألسودان الجديد وبعنوان “السودان الجديد” كذلك قال فيه:
” وعلى ابناء السودان الحاضر الا يعوقوا سير السودان الجديد بخلافاتهم وحزازاتهم الشخصيه، عليهم ان يتفقوا فى الهدف مهما اختلفوا فى الوسائل المؤديه اليه ولا يمكن ان يكون هدف بلاد كهذه متعددا انه واحد مفرد:
التحرر والخلود.
وكل سودانى يعمل لهذه الغايه مهما كانت وسائله علينا ان نحبه ونحترمه ونساعده”.
ثم قال:
“ماذا علمتنا حوادث الماضى فى بلادنا وغير بلادنا ؟ ماذا علمتنا حوادث هذه الحرب فى البلاد الأوربيه وغير الأوربيه؟ الم تعلمنا أن العدل اساس الملك وأن الوجود لا معنى له بغير هذا العدل؟”.
حتى قال:
“ولنكن عادلين كما نحب ان يكون الناس عادلين معنا ولنتمتع بالحريات الرئيسيه التى يكفلها لنا القانون الطبيعى والقانون الوضعى كما نكفل لغيرنا التمتع بحرياتهم.
ثم قاله عن ذلك السودان الذى نحلم به وعن شعبه المفكر الشهيد “محمود محمد طه :
“ولا يهولنك كون السودان جاهلا خاملا فان الله قد حفظ علي أهله من أصائل الشمائل ما سيجعله نقطة التقاء الأرض بأسباب السماء”.
حتى لخص المسألة كلها المفكر والقائد الخالد جونق قرنق حينما قال:
“الإسلام وحده لا يوحدنا ولا المسيحية قادرة ان توحدنا ولا القبيلة تستطيع ان توحدنا ولا العروبة تستطيع ان توحدنا ولا الأفريقيانية تستطيع أن توحدنا لكن السودانوية تستطيع ان توحدنا”.
فلم يسمعوا كلامه حتى لو كان “يبكيهم” بل سمعوا كلام من “أضحكوهم” ? سادتهم – الذين يتزلفون اليهم الآن فى ذلة ومهانة وغاية ما يرجونه منهم ويتوقعونه “رضاءهم” لا أكثر من ذلك.
الشاهد فى الأمر لقد قبلت بذلك التكليف وقد ظللت عمرى كله غير القليل لا أهتم للمناصب، حتى حينما تخرج الفكرة من عندى، فالمهم فى الأمر أن ينتصر المشروع وأن تنتصر الفكرة طالما كانت من أجل “الإنسانية” جمعاء ومن أجل تحقيق سعادة الإنسان السودانى وأمنه وإستقراره.
والعديد من الرفاق والأصدقاء من حولى يشهدون ويعرفون، منذ “التغيير” الذى حدث فى صفوف “الحركة الشعبية” التى تحمل لواء “السودان الجديد”، والمفترض أنه وفق رؤية القائد الراحل “جون قرنق”، حيث لا جهوية ولا إثنية.
ظللت أبذل الجهد منذ اليوم الأول إتصل بالرفاق وبالإصدقاء فى مكان إقامتى وفى خارجها وبكل حادب على مشروع “السودان الجديد”، الذى هو ملك كل سودانى ينبض قلبه بالدماء السودانية.
من أجل رتق الفتق ومعالجة الشرخ الذى حدث، فواهم من ظن بأن الذى حدث لن يؤثر فى قوة الحركة الشعبية وفى تماسكها.
لا أريد فى هذا الموقف أن أحلل أو أن اشخص مواقف هذا الطرف أو ذاك أو كلام هذا الرفيق أو الآخر، لكنى اقول وبكل الصدق سوف اواصل جهدى ومسيرتى من خلال أى موقع أو من خارج المواقع لكى يعود هذا الكيان الذى يمثل أمل وأحلام أهل السودان جميعا، الى وحدته وإنسجامه.
وكلما أرجوه من ألآخرين إذا اصروا على مواقفهم وتمسكوا بها، أن ينأوا عن الخصومة الفاجرة وعن الخلافات “المجانية” وعن “التخوين” المتخيل وعن الإشاعات التى يبثها العدو، الذى من مصلحته خسارة الجميع.
على الأقل وفى الحد الأدنى أن يبقى الخلاف بشرف وأن توجه السهام نحو “العدو” المشترك الذى هو عدو لكآفة أهل السودان.
بلغتنا الأم درمانية ومن يعرف جغرافية تلك المدينة “النموذج” فما أحلى أن نذهب معا نتآنس داخل حافلة ترحيلات لقضاء حوائجنا وأعمالنا فى الخرطوم عبر شارع واحد، لكن إذا تعذر الأمر وأصبح صعب علينا أن نسير معا وجنبا الى جنب، فإن من يسلك شارع “الأربعين” أو “الموردة”، فسوف يصل فى النهاية للخرطوم بل حتى “للقصر الجمهورى” لا يهم من وصل أولا!
بالطبع لا أعنى وصول من يخدع ويمنح الفتات حتى لو كان منصب “مساعد رئيس” أو “نائب رئيس وزراء” أو “وزير” أو “عضو” برلمان ? بلا أعباء – وغاية ما يحققه من خلال ذلك المنصب أهدافا شخصية و”كندشة” يدفع ثمنها الشعب السودانى المغلوب على أمره وقد جرب الكثيرون خداع “النظام” ونقضه للعهود والمواثيق.
إنه ليس كذلك بل هو وصول يختلف فى جوهره يؤدى الى “السودان الجديد” الذى يساوى بين كل السودانيين ويحقق طموحاتهم جميعا فى الهامش والأطراف والمركز، فى الريف وفى الحضر دون الحاجة الى منصب أو وظيفة مرموقة.
ختاما .. اقول لمن يسئيون للناس وهم لا يعرفون معدنهم .. للشيخ “الشعراوى” كلام رائع قال فيه “لا تسعى لتصحيح ظن أحد بك، من أكرمه فأكرمه، ومن إستخف بك فأكرم نفسك عنه”.
[email][email protected][/email]
اى تكليف تتحدث عنه يا تاج السر؟؟
اهو ارضاء للشلليات الخارجه عن المشروع والمخربه؟ ام التى ابتدعت وصف المشروع بانكفائه الاثنى؟ ام وقوف فى وجه القائد الحقيقى للمشروع الذى يسميه رائد مشروع السودان الجديد برجل المهام الصعبه؟
مالكم كيف تحكمون؟
لا تخدعو البسطاء بعد ان انكشفت الشعارات الزائفه وقالت الشعوب المهمشه كلمتها وكلفت القائد عبد العزيز بمواصله المشوار…
إنه مشروع “السودان الجديد”، السودان الجميل الذى يسع الجميع دون تمييز عرقى أو جهوى أو إثنى أو دينى.
اي سوداني يرفض السطر الفوق ده من حيث المبدأ فهو ناقص الانسانية قبل السودانية وخائن لضميره واخلاقه وواحد من الاثنين يا مافيه ذرة من الوطنية وعنصري ومريض وحقير يا انسان ما فيه ذرة من العقل.
اى تكليف تتحدث عنه يا تاج السر؟؟
اهو ارضاء للشلليات الخارجه عن المشروع والمخربه؟ ام التى ابتدعت وصف المشروع بانكفائه الاثنى؟ ام وقوف فى وجه القائد الحقيقى للمشروع الذى يسميه رائد مشروع السودان الجديد برجل المهام الصعبه؟
مالكم كيف تحكمون؟
لا تخدعو البسطاء بعد ان انكشفت الشعارات الزائفه وقالت الشعوب المهمشه كلمتها وكلفت القائد عبد العزيز بمواصله المشوار…
إنه مشروع “السودان الجديد”، السودان الجميل الذى يسع الجميع دون تمييز عرقى أو جهوى أو إثنى أو دينى.
اي سوداني يرفض السطر الفوق ده من حيث المبدأ فهو ناقص الانسانية قبل السودانية وخائن لضميره واخلاقه وواحد من الاثنين يا مافيه ذرة من الوطنية وعنصري ومريض وحقير يا انسان ما فيه ذرة من العقل.