البشير و حزبه يكذبان .. والشواهد تفضحهما ..!

لافكاك لنا كسودانيين في المهاجر قبل أن نكون ممن يتعاطون العمل الصحفي الذي يتطلب ملاحقة يومية لمايجري في الوطن السليب ..من متابعة ما يبثه إعلامنا السوداني ..حتى من القنوات التي تسبح بحمد النظام وتصدع الناس بخطب الرئيس و أبواق نظامه المشروخة الحس وطبوله الجوفاء المملة التكرار و التى تتنزى بالأكاذيب وتتبعها سماجة التهليل والتكبير من المطبلين المنافقين عند كل كذبة داوية!
بالأمس شاهدت لمحات من خطاب للبشير ضمن إحتفالية على مايبدو تخص الأطفال من أصحاب الإضطرابات الذهنية أو المصابين بالتوحد .. فجر خلالها الرجل وسط صيحات المكبرين والمهلللات قنبلة من شطحاته التي تنتهي دائماً اسفل قدميه وهو يترجل من المنصة كما تعودنا على كذبه الأشر .. فقال بالحرف الواحد إنه قرر أن ينشيء مدينة متكاملة لتعليم ورعاية هذه الفئة تتسع في البداية لألف طفل من ابنائنا وبناتنا تتواصل مهامها في تتبع مسيرتهم من أولى خطوات الدراسة وحتى التحاقهم بالعمل ..!
جميل يا سيادة الرئيس فمن يجد الهواء له أن يذري شوائب عيشه ..!
ورغم أننا نتضامن مع تلك الفئة من اطفال التوحد ونسعد بأن يجدوا الرعاية التامة لا التعاطف فحسب ..ولكن حق لنا أن نسألك عما وفرته للأسوياء من أبناء شعبك ..الذين يتخرجون و تحتضنهم شوارع المدن باعة لمناديل الورق أو خاطفين من شدة الحاجة لشنط الفتيات .. والمطارات و المؤاني تشهد تدافع الملايين للخروج بحثاً عن الخلاص من ظلمك وتمكين جماعتك ولو إنتحاراً في جوف البحار .. والكوادر المؤهلة أثرت الفرار بكرامتها بحثاً عن الأمن الوظيفي في بلاد الآخرين فأبلوا فيها بلاءاً أدهش الأغراب قبل الأقربين !
وحيث أن الشيء بالشي يذكرُ ..فقبل أكثر من عامين كنت في زيارة للوطن ومررت بمبنى متعدد الأدوار قريبا من وزارةالتربية والتعليم شرق الخرطوم يقوم على أعمدة خرسانية ضخمة وكان لايزال تحت التشييد ..والتصقت بجدار سوره الخارجي القصير لا فتة كتب عليها كتعريف بالمبني..!
( مدينة البشير الطبية )
منذ يومين كنت أهاتف إحدى الصديقات وجاءت المناسبة فسالتها إن كانت المدينة قد إكتملت .. فضحكت وقالت لى ..بسخرية .. نعم .. ولكن في جيبوتي من حر مال الرئيس ..ففهمت جوابها الذكي اللماح ..!
ومادفعني للسؤال كان تصريحا لمساعد الرئيس ونائب رئيس الحزب المهندس ابراهيم حامد عقب إجتماع المكتب القيادي للحزب الحاكم .. بشر فيه أن عام 2020 سيكون سنة وداع الأمية بالسودان ومضي يشيد بالنهضة التعليمية في البلاد والتي ستتوج في ذات العام بتعميم الزامية التعليم الأساسي ولم يقل بالطبع مجانيته !
كل الشواهد تفضح كذب هؤلاء الحكام ومدارس الرواكيب التي تجاوزتها أفقر الدول في العالم تمد لسانها من الأطراف القريبة للعاصمة التي يتناثر فيها الصبية الصغار بالالاف وهم يمسحون زجاج سيارات المارة عند إشارات المرور طمعا في أية عطية تسد رمق بطونهم الغضة الأحشاء .. و عسس الجبايات يطاردون بلا رحمة ولا أدنى شفقة المئات من الذين رمت الظروف التي خلقتها الإنقاذ على عاتقهم وهم يجرون الدرداقات الأكبر من أحجامهم الصغيرة متحملين أعباء إعاشة أمهاتهم الأرامل و إخواتهم اليتامى النازحين قسرا !
فإذا كان بند التعليم لا يتعدى الواحد في المائة من ميزانية بائسة تتوزع منها نسبة السبعين في المائة أوما يزيد على الإنفاق الأمني والعسكري .. فكيف يريدون الشعب أن يصدق كذبهم الذي تسخر منه معاناة السواد الأعظم من الفقراء الذين يبذلون الغالي والنفيس لمجابهة تعليم ابنائهم بدءا من توفير الإجلاس و الدفاتر والمساهمة في بناء الفصول و يعجزالكثير من الأسر من توفير وجبة الإفطار لفلذات أكبادهم في بلاد يرمى فيها مترفوا الحركة الإسلامية و كوادر الحزب والحكومة أطنان الطعام الفائض عن حاجتهم حتى قبل أن يصل الى النار .. لانهم يفضلون الطازج على الذي بات في الثلاجات الضخمة في بيوتهم..وهم الذين تعلموا بالمجان وسكنوا داخليات الإعاشة الفاخرة بعد أن لاكوا مرارة الفقر والعوز قبل أن تصلهم نقمة السلطة و سحت الثروة التي ظنوها نعمة جاءتهم بالتفضيل على غيرهم من خلق الله المطحونين !
ما أقصر حبل الكذب وما أطول حكايات الشواهد التي تفضحهم وقد رسموها بالسنتهم ..وأنى لهم لحسها من دفاتر التاريخ التي ستلقاهم إن لم يكن عاجلاً في محاكم الدنيا .. فهي ستنتظرهم في سجل أعمالهم وهم الذين يتناسون الموت وهوأقرب اليهم من حبل الوريد ومن بعد ذلك الحساب على ما نسجوا من أكاذيب ..وقد عاب نبينا الكريم على المسلم الكذب لان فيه ضرراً عاماً على الآخرين ..فما بالك حينما يكون الكاذب حاكماً يحج كل عام و يعتمر مرات !
[email][email protected][/email]
البشير وحزبه يكذبان كما يتنفسان وهل يمكن لنظام بدأ بكذبة إذهب الى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً أن يصدق؟
البشير وحزبه يكذبان كما يتنفسان وهل يمكن لنظام بدأ بكذبة إذهب الى القصر رئيساً وأذهب أنا إلى السجن حبيساً أن يصدق؟