ذكرى رحيل صاحب العمق الاجتماعي للأدب (2)

٭ في عام 8891م وفي مجلة الأشقاء التي كنت أصدر فيها صفحة باسم المرافيء الآمنة نال راحلنا العزيز نجيب محفوظ جائزة نوبل للأدب.. بمناسبة ذكراه وخلود ابداعه أعيد تلك الكلمات لقراء صدى.
٭ «في زمن السودان هذه الأيام تزدحم جميع غرف ذهني وشوارع وجداني ومنعطفات أحاسيسي بألوان من المشاكل والقضايا والهموم.. زمن ماتت فيه الدهشة منتحرة أمام صفوف المرضى في صالات المستشفيات عديمة الدواء وأمام صفوف الجوعى عند أفران الخبز.
٭ لكن ومع ذلك في أمسية الخميس الرابع عشر من أكتوبر عام 8891م تراجعت هذه الهموم والقضايا والمشاكل قليلاً مفسحة الطريق إلى عربة أتت من بعيد.. عربة ليس بها رئيس حكومة ولا رئيس حزب ولا رئيس جمهورية وليست متبوعة ولا مسبوقة بدراجات بخارية ولا عربات نجدة.. انها عربة من نوع آخر.. عربة في داخلها أعضاء الأكاديمية السويدية للجنة جوائز نوبل العالم المكتشف الذي جعل من نتائج اكتشافه محطات تقف عندها البشرية كل عام لتتأمل عطاء أبنائها في مجالات دفع الحياة نحو الأرحب والأجمل والأكثر أماناً.
٭ وقفت هذه العربة في آن واحد عند جميع محطات اذاعات العالم وترجل عنها أعضاء الأكاديمية وأعلنوا من بين مائة وخمسين أديباً وقاصاً وروائياً رشحوا جميعاً للفوز بجائزة نوبل للأدب.. أعلنوا فوز القاص الروائي المبدع نجيب محفوظ، وسرعان ما تجاوبت عوالم الابداع مع النبأ ولكن فرحنا نحن عظيمة فرحتنا نحن أهل الضاد أولاً ونحن سكان العالم الثالث ثانياً.
٭ أهل الضاد لأن هذه أول مرة يفوز بجائزة نوبل للأدب عربي وبعد طول نسيان وتجاهل من الأكاديمية وطول تطلع وترغب من العرب.
٭ كنا نتطلع لثقتنا بأن من بين مبدعينا من يستحق هذه الجائزة كنا نتطلع لإيماننا بانسانية وأهمية الابداع الفني ولايماننا بأن الأدب بكل ضروبه يلعب دوراً أساسياً ومهماً في صناعة الحياة الآمنة والمبهجة.
٭ ظللنا نحن سكان العالم الثالث ليأتي دورنا بعد أن بلغ عمر الجائزة الخمسة والثمانين وذلك قبل عامين حين فاز الكاتب الروائي النيجيري «سونيكا».
٭ واليوم بعد ان فاز الروائي المبدع رائد الرواية العربية نجيب محفوظ بجائزة نوبل نأمل ان تتسع النظرة الايجابية المنعتقة من تأثيرات صراعات السياسة وغيرها عند أعضاء الأكاديمية وعند أدباء وكتاب الغرب.
٭ وبهذه المناسبة نقول وبكل فخر واعزاز لنجيب محفوظ هنيئاً لجائزة نوبل باسمك فاقتران اسمك بهذه الجائزة سيعطيها بعدها الانساني الواقعي وبعدها الابداعي عند الانسان العادي.
٭ ونرسل تهانينا وتحياتنا للانسان المصري وللانسان العربي.. للانسان المصري في جميع أحياء وأماكن وحارات مصر تحياتنا لحي السيدة وللغورية وللموسكي ولزقاق المدق ولخان الخليلي وللحرافيش لهم كلهم وللعالم العربي ولكل أديب مبدع في كل مكان ومع التحية والتهنئة دعوة حارة لاعادة قراءة نجيب محفوظ.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
وانت مال والادب ؟ وبدل تتبي بهذه الدموع عن (راحلك العزيز) ما وصفتيه ،نجيب محفوظ ، كنا نود أن نسمع منك كلمة عزاء في (راحلتك العزيزة ) فاطمة
وانت مال والادب ؟ وبدل تتبي بهذه الدموع عن (راحلك العزيز) ما وصفتيه ،نجيب محفوظ ، كنا نود أن نسمع منك كلمة عزاء في (راحلتك العزيزة ) فاطمة