مقالات سياسية

شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد (7)

شرق السودان فى ظل الاهمال المتعمد (7)

تحدثنا فى مقالات سابقة حول مشكلة المياه فى طوكر وانه بسبب المياه الغير صحية تعرض المواطنين الى مشاكل صحية ادت الى وفيات ولكن هل تصدقوا انه فى احد الايام كانت طوكر احد الحلول لمشاكل مياه الشرب فى سواكن نعم هذا حقيقى اسمعو القصة .
يقول الاستاذ مصطفى عمر فى مقال له : في العام 1988 مول الصندوق الألماني للتنمية دراسة جدوى لحل مشكلة مياه الشرب لبورتسودان و سواكن في المستقبل و اكتملت الدراسة لنقل 45 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب عبر الأنابيب من الحوض الجوفي لدلتا طوكر (حاجة سواكن و بورتسودان للمياه في ذلك الوقت كانت 27 ألف متر مكعب على الأكثر) ، كانت تكلفة المشروع 183 مليون دولار، و قررت حكومة “الأحزاب” وقتها تنفيذ المشروع على الفور ، التزمت الحكومة الألمانية بمبلغ 60 مليون دولار، الصندوق العربي للانماء التزم بمبلغ 37 مليون دولار، بنك التنمية الافريقي 24 مليون دولار، بنك التنمية الاسلامي 50 مليون دولار، حكومة السودان 12 مليون دولار، المجموع الكلي 183 مليون دولار، انتهت مرحلة التعاقدات وفي مايو 1989 و عين استشاري المشروع و هو شركة دورتموند كونسلتانت الالمانية ثم أتى الانقلاب في 30 يونيو 1989 فذهبت الأحزاب و أنتهى المشروع قبل أن يبدأ فكانت أول مرحلة من مراحل العذاب الممتد . انتهى .
الان وفى العهد الحالى تعانى مناطق طوكر وسواكن وبورتسودان من مشاكل مياه ممتدة منذ وقت طويل وخاصة فى فصل الصيف . عن طوكر تحدثنا عن تدهور خط المياه والمضخات فى كرمبت وكيف اصبح اهالى طوكر مصدر المياه لهم ابار غير صحية رغم ان تكلفة الطلمبات التى تضخ المياه من كرمبت الى المدينة واصلاح الخطوط الداخلية وتجديد الصهاريج ليست بالكثيرة … اين صندوق اعمار الشرق من كل ذلك ؟؟؟ .
اما اذا اتينا الى مدينة سواكن الميناء الثانى للسودان فحدث ولا حرج فلاكثر من من ربع قرن والحال نفس الحال والمدينة تعانى من مشاكل مياه الشرب حيث تعتمد المدينة على الحفائر والابار القريبة من المدينة ومحطة تحلية عفى الدهر عليها . وفى الصيف يصل جوز الموية الى مبلغ خرافى . انه ميناء السودان الثانى والذى ينقل الحجاج سنويا ذهابا وايابا الى الحج انظر الى معاناة الحجيج والمغتربين القادمين عبره فى فصل الصيف وهناك الكثير من القصص اما حال الميناء نفسه فلا يسر وقصص القادمين او المغادرين عبره يحتاج الى مقال اخر . فمنذ ان تطأ قدماك هذا الميناء ستعرف حال المآساة الحقيقية التى يعيشها هؤلاء العابرين .
نحن فى القرن الحادى والعشرين وميناء السودان الثانى لا يزال يعتمد على مياه الشرب عبر التناكر والسقايين وبيع المياه . سواكن تلك المدينة التاريخية منذ ما قبل التاريخ والتى كانت عاصمة امير الشرق عثمان دقنة وقصر الشناوى والتى كانت محل اهتمام كل خديويات الدولة العثمانية والانجليز طالها الاهمال حتى اثارها باقية تحكى عن ماضى تليد وقد صدق الشاعر والمغنى حينما تغنى :
صب دمعى وأنا قلبى ساكن .. حار فراقك نارى ياسواكن
السكونك وسط البحور ياسواكن .. كنت جنه ومليانه حور ياسواكن
ليك ماضى مدى الدهور ياسواكن .. بيهو شعبك دايما فخور ياسواكن
فى ربوعك شامخات قصور يا سواكن .. بتحكى مجدك عبر العصور ياسواكن
الجبابره الهبت تثور ياسواكن .. بقيادة دقنه الجسور ياسواكن
وحين زارها مبارك المغربى كتب فيها قائلا
حيِّ الطلولَ الباليهْ
واسكب دموعَك غاليهْ
وتغنّ باللحن الحزيــنِ
على الديار الخاويه
هذي (سواكن) قد بدت
مثلَ العروس الباكيه
تختال في أسمالها
أسمالِ ماض واهيه
والبحر في أنحائها
يُصغي بأذْن واعيه
ويضم أطراف الجزيـرة
كالرَّءوم الحانيه
يا غادة عصفت بها
ريحُ الزمان العاتيه
مِنِّي إليك تحيتي
رغم الأسى وسلاميه
لا زال الحديث عن سواكن متواصلا وسنتطرق فى المقال القادم عن المرافق التعليمية والصحية وكهرباء سواكن وعن الميناء ذات نفسه .
كل احترامى
ونواصل
بكرى سوركناب
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..