قانون الروب .. بين المواطن والمسؤول!

قول الروب ، جملة التصقت باذهاننا ولاكتها ألسنتنا كثيراً ايام طفولتنا التي مرت بحلوها ومرها، لا نعرف على وجه الدقة الحيثيات التى اوجدت هذه الجملة، كيف ومتي بدأت قصتها حتى صارت مضربا للمثل، (فلان قال الروب) الا اننا ندرك جيدا المقصود بها “اصطلاحاً” ونحفظه على ظهر قلب، فهي تستخدم في حالتي (الهرشة والزنقة) مثلاً عندما (يزنقك) احدهم وهو يفوقك قوة في أمر ما ويأمرك بان تقول الروب فهو يطلب استسلامك الكامل له، والا فسوف تواجه عواقب وخيمة على يده اذا كان ردك هو الرفض.

صلة الروب بـ(الزنقة) ظلت لغزاً محيراً عندي الي ان وجدت بعض الاجتهادات المقرونة في معجم اللغة العربية، اذ يقال “وراب الرجل روباً” ويعني انه تَحَيَّر وفترت نفسه من شِبَعٍ أَو نُعاسٍ؛ (بالبلدي كدا، كثافتو جات) لا حيلة له ولا قوة غير تسليم امره للواقع الذي يعيشه.

المعلوم لدى عموم الاطفال ان ناطق الروب بعد “الزنقة” غالبا ما يسلم بجلده من الأذى لانه استوفى شرط الاستسلام والخضوع .

هذه الميزة الاخلاقية العالية التى يمتلكها الاطفال غير متوفرة تقريبا بين المواطن والمسؤول في دولتنا جنوب السودان، فالمواطن الذي انكبت على راسه كل مصائب الدنيا وبلاويها من الجهات الاربع، يقوم من نومه في كل صباح جديد مثقل بالألآم والهموم وهو يصيح بملء فمه “الروب الروب” من شد كربه وقلة حيلته، دون ان يشفع ذلك ويثير في نفس زانقيه “المسؤولين” ذرة من الحنية ويرفعوا عنه العناء الذي انهك كاهله.

بل المواطن يتفاجأ بعقوبات جديدة تضاف على عاتقه، على سبيل المثال جنون السوق شمل هذه االمرة وضرب حتى عرين (الجنجارو) الذي اهتز عرشه الحصين مع الهجمة الشرسة غير المسبوقة التي تشنها البطون الخاوية الي دياره طلبا لحق اللجوء “عفوا” اقصد انه ليس بوسع محصول متواضع مثل الجنجارو الصمود امام ارتفاع الجنوني للاسعار والاقبال المتزايد عليه في ظل انعدام بدائل رخيصة التى يمكن ان تخفف عنه الضغط والزحف المستمر، باختصار شديد الجنجارو زاتو قال الرووووب.

اما شريان الحياة (الماء) فلقد حل مكان “البيبسي ” واخواته من المشروبات التى هجرت حياة المواطن دون رجعة في وقت مبكر من عمر المحنة الوطنية التى طفح كيلها الي السطح اواخر 2013.

جركانة مياه البحر(20) جنيهاً وكرستال مياه الشرب سعة خمس لترات ضعفها في الثمن، أليس هذا دليل كاف على ان الماء اصبح ضمن الكماليات المستعصية على المواطن؟ ولان العطش كما الجوع كافر اضطرت الناس الى صيد مياه السماء التي يهطل بها المطر بالبراميل والمواعين الموضوعة بعناية على واجهات سباليك المنازل ومزالق عروش مباني “الزنك” اثناء الهطول، وللامانة مياه الصيد هذه تعادل في قيمتها لحم الصيد، لا يمكن هدرها دون حساب.

هذه المعاناة تحدث في بلد يحتل رقماً قياسياً في (موسوعة جينيس) من حيث عدد المسوؤلين، يوجد اكثر من “200” وزير وجيش جرار من المدراء والموظفين، تقلدوا مناصبهم تلك باسم المواطن وخدمته، ومع ذلك لم يجرو اياً منهم في اطار صلاحياته وسلطته الممتدة على اتخاذ قرار يوقف به جشع التجار في الاسواق، او ضبط تعرفة وسائل المواصلات المنفلتة التى تلهب جيب المواطن، لانه ببساطة يوجد ثمة تحالف خفي ان لم نقل شراكة حقيقية بين التجار والمسؤولين، وعليه من الواجب عَلىَّ ان اٌذكِرهم انه كانت في “روب طفولتنا البعيدة” قاعدة استثنائية، فعندما تواجه شخصاً لا يحترم “قانون الروب” ويستمر في اذيتك رغم خضوعك واستسلامك له، فهذا يحتم عليك مواجهته بكل ما تملك من قوة بقلب لا يخشى الهزيمة، وكثيراً كان النصر حليف من يقومون بذلك، اعتقد ان الرسالة وصلت.

القاكم.

تعليق واحد

  1. كل الشكر استاذ سايمون علي هذا المقال الرائع و حقيقة إذا الاخوة في الجنوب قالوا الروب مرة واحدة فاخوانكم في الشمال قالوا الروب مليون مرة والساقية لسه مدورة.. مع خالص التحايا

  2. على اختلاف المدارس الفكرية بين حكومتين الجنوب والشمال . الا انه يوجد وجه شبه كبير …اذ ان القاسم المشترك بين ( بشه وسلفا )هو تدمير وافقار وسرقت واستحقار الانسان السودانى شماليا كان او جنوبى …لذالك يجب ان تكون دعوة ما بعد الروب عامة ….

  3. والله يا اخ سايمون ماعندنا غير نقول الروب قلنا الروب ومازلنا نقول الروب ولكن فات عليك أحيانا يطلب من قائل الروب ان يقولها بصوت علي ويكررها كل ذلك فعلناه ولكن مازال الجلاد يكرر قولها بصوت عالي الروب الروب الروب

  4. الأخ سايمون مازال يغازل اخوانه في الشمال يا تري هل من عوده؟ زمان قلنا الملح والملاح ما حاجه ساهله

  5. تعرف ان كلمة (راب) ايضاً تعني انهيار البناء بالكامل وبصورة مفاجئة …

    قبل الانفصال كنا نعلق ونعيد التعليق على تعليقات بعض المعلقين في موقع (سودان تربيون) وقد كان ذلك الموقع يعج بالاخوة الجنوبيين الانفصاليين ويجدون فيه متسعاً لاستعراض افكارهم المتطرفة الداعية للإنفصال ومنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاقية نيفاشا وقد تفنن بعض الاخوة الجنوبيين في شرح الاتفاقية للمواطن الجنوبي حتى يعي معنى (تقرير المصير) ويفهمونه ان تقرير المصير معناه ممكن الزول يقول لا للوحدة ويطالب بالانفصال ويتحقق حلمه في دولة مستقلة عن الشمال وان هذه الفرصة تاريخية اذا ضيعها الجنوبيين مش حتكون فيه فرصة تانية عشان نفصل الجنوب من الشمال ونكون دولة حقنا الخاص في الجنوب. وكانت كل مداخلاتنا تتسم بالتحذير من سؤ المصير – بعد تقرير المصير – وفي النهاية الزول الجنوبي يقول الروب لأنه حتى الروب مش حيكون نافع بعد داك….

    كان الجماعة يشتمونا ويقولوا لينا انتو يا شماليين الجابكم هنا شنو في سودان تربيون وبعدين الكلام دا ما بخصكم وان شاء الله نروح ورا الشمس بعد ما ننفصل منكم..والآن كل المعلقين الداعين للإنفصال قد اختفوا من موقع سودان تربيون او انهم غيروا اسمائهم بعد ما قالوا الروب ويبدو انهم رجعوا لدول الشتات وتركوا المواطن الجنوبي المسكين ياكل قش وورق شجر وهو مشرد وهائم في الغابات او هو لاجئ في الشمال بعد ما فقد حق المواطنة بل فقد كل شئ وليس هناك روب اكثر من ذلك….

  6. غايتو ما الروب براهو عندنا مصطلحات في العالم ده كله ماموجودة الغريبة انه المعني حسي في معظمها زي مفردات الانثي السودانية(ووب ووكر، ،،علي)

  7. كل الشكر استاذ سايمون علي هذا المقال الرائع و حقيقة إذا الاخوة في الجنوب قالوا الروب مرة واحدة فاخوانكم في الشمال قالوا الروب مليون مرة والساقية لسه مدورة.. مع خالص التحايا

  8. على اختلاف المدارس الفكرية بين حكومتين الجنوب والشمال . الا انه يوجد وجه شبه كبير …اذ ان القاسم المشترك بين ( بشه وسلفا )هو تدمير وافقار وسرقت واستحقار الانسان السودانى شماليا كان او جنوبى …لذالك يجب ان تكون دعوة ما بعد الروب عامة ….

  9. والله يا اخ سايمون ماعندنا غير نقول الروب قلنا الروب ومازلنا نقول الروب ولكن فات عليك أحيانا يطلب من قائل الروب ان يقولها بصوت علي ويكررها كل ذلك فعلناه ولكن مازال الجلاد يكرر قولها بصوت عالي الروب الروب الروب

  10. الأخ سايمون مازال يغازل اخوانه في الشمال يا تري هل من عوده؟ زمان قلنا الملح والملاح ما حاجه ساهله

  11. تعرف ان كلمة (راب) ايضاً تعني انهيار البناء بالكامل وبصورة مفاجئة …

    قبل الانفصال كنا نعلق ونعيد التعليق على تعليقات بعض المعلقين في موقع (سودان تربيون) وقد كان ذلك الموقع يعج بالاخوة الجنوبيين الانفصاليين ويجدون فيه متسعاً لاستعراض افكارهم المتطرفة الداعية للإنفصال ومنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاقية نيفاشا وقد تفنن بعض الاخوة الجنوبيين في شرح الاتفاقية للمواطن الجنوبي حتى يعي معنى (تقرير المصير) ويفهمونه ان تقرير المصير معناه ممكن الزول يقول لا للوحدة ويطالب بالانفصال ويتحقق حلمه في دولة مستقلة عن الشمال وان هذه الفرصة تاريخية اذا ضيعها الجنوبيين مش حتكون فيه فرصة تانية عشان نفصل الجنوب من الشمال ونكون دولة حقنا الخاص في الجنوب. وكانت كل مداخلاتنا تتسم بالتحذير من سؤ المصير – بعد تقرير المصير – وفي النهاية الزول الجنوبي يقول الروب لأنه حتى الروب مش حيكون نافع بعد داك….

    كان الجماعة يشتمونا ويقولوا لينا انتو يا شماليين الجابكم هنا شنو في سودان تربيون وبعدين الكلام دا ما بخصكم وان شاء الله نروح ورا الشمس بعد ما ننفصل منكم..والآن كل المعلقين الداعين للإنفصال قد اختفوا من موقع سودان تربيون او انهم غيروا اسمائهم بعد ما قالوا الروب ويبدو انهم رجعوا لدول الشتات وتركوا المواطن الجنوبي المسكين ياكل قش وورق شجر وهو مشرد وهائم في الغابات او هو لاجئ في الشمال بعد ما فقد حق المواطنة بل فقد كل شئ وليس هناك روب اكثر من ذلك….

  12. غايتو ما الروب براهو عندنا مصطلحات في العالم ده كله ماموجودة الغريبة انه المعني حسي في معظمها زي مفردات الانثي السودانية(ووب ووكر، ،،علي)

  13. يا سايمون اسم الروب او اروب دا عندكم كتير وخاصة الدينكا فهل له علاقة بقانون الروب التي تتحدث عنه؟

  14. يا سايمون اسم الروب او اروب دا عندكم كتير وخاصة الدينكا فهل له علاقة بقانون الروب التي تتحدث عنه؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..