“العاملين عليها” وكدي

تظل قضية الفقر واحدة من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع السوداني لما لها من تأثيرات سالبة وانعكاسات على الأخلاق والسلوك والقيم وما تسببه من إنحلال وتفكك لبعض الأسر.

في تقديري أن الدولة السودانية ومنذ عقود مضت فشلت بامتياز في معالجة هذه القضية رغم وفرة الموارد الاقتصادية، حيث عجزت تماماً عن توجيه هذه الموارد نحو إقامة مشروعات ناجحة تستهدف مكافحة الفقر وقطع شأفته، لكن للأسف معظم الموارد التي كان يمكن أن يتم توظيفها لمعالجة الفقر أو على الأقل التخفيف من غلوائه ووطأته القاسية، تم إهدارها وتبديدها فيما لا يجدي نفعاً وفي إشعال الفتن وتغذية النزاعات وشراء الولاءات، وبسبب سوء الإدارة، وضعف التقديرات وهشاشة الإرادة السياسية.

ديوان الزكاة المنوط به الإسهام الأكبر في إخراج الأسر الفقيرة من دائرة الفقر، ظل أداؤه ضعيفاً ونمطياً وتقليدياً، إذ لايزال الفقراء والمساكين يتزاحمون بالمناكب على خزائن الديوان على النحو التقليدي. صحيح أن هناك مشروعات تمت في هذا الصدد لكن كثير من هذه المشروعات فشلت لأسباب متعددة، كما أن بعض الجهات وظفت مثل هذه المشاريع لأغراض سياسية…

هذا فضلاً عن أن قسطاً كبيراً من موارد الزكاة تذهب لبند (الغارمين)، بدلاً عن توجيهها نحو مشروعات مكافحة الفقر. وقد تطرقت لهذا البند في عدة مقالات وكشفت جوانب مخجلة حيث تذهب مليارات الجنيهات لـ(غارمين) ما هم بغارمين بل يملكون العقارات والسيارات والتراكتورات والأراضي الزراعية الواسعة، بينما يتلمظ الغارمون الحقيقيون موائد لجان الغارمين ولا يجدوا ما يسد الرمق.

كما أن قسطاً كبيراً من أموال الزكاة يتم توجيهها نحو الصرف على بند (العاملين عليها)… ولعل ما يعزز ذلك ما ذكره المراجع العام بولاية الخرطوم في يناير الماضي حيث أكد أن إيرادات الزكاة بالولاية بلغت (199) ألف جنيه، صرفت منها (33) ألف جنيه على بند (العاملين عليها) معتبراً ذلك صرفاً بذخياً كان ينبغي توجيهه لرفع الفقر…

ولعلك إذا ما تفرست الوجوه يوماً ستعرف العاملين عليها دون أن تذهب مكاتبهم من خلال منازلهم وأثاثاتهم الفخيمة ومن خلال حساباتهم في البنوك ومن خلال (الملسة)، ونعومة الخدين والدعة ورغد العيش بينما تجد الذين دخلوا في باب بند (الفقراء والمساكين) كالحة وجوههم وترهقها قترة… (طيب ديل من مصارف الزكاة وديل من مصارف الزكاة، الخلى ديل كدي وديل كدي شنو؟)..قطعا السؤال لا يحتاج إلى إجابة… اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة

تعليق واحد

  1. الاخ يوسف الفساد فى ديوان الزكاة وهو حلقة فى سلسة الفساد الذى عم كل مناحى الحياة فى هذا العهد الاغبر . وعمت رائحته النتنة وعكرت الهواء الذى نتنفسه , اما عن إنشاء مشاريع جديده فهده نكته حلوة. اين المشاريع القومية التى كانت مفخرة . اين مشروع الجزيرة واين السكة حديد واين الخطوط الجوية والبحرية واين حنتوب وطقت واين واين واين . لقد دمر هولاء الابالسة كل هذه المشارع . خربوها وجلسوا على تلها مثل طائر الشؤم . من اموال الزكاة بنوا القصور وركبوا الفارهات وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع . اما سواد الناس فقد اصبحوا جوعى اكلوا دينهم .

  2. الاخ يوسف الفساد فى ديوان الزكاة وهو حلقة فى سلسة الفساد الذى عم كل مناحى الحياة فى هذا العهد الاغبر . وعمت رائحته النتنة وعكرت الهواء الذى نتنفسه , اما عن إنشاء مشاريع جديده فهده نكته حلوة. اين المشاريع القومية التى كانت مفخرة . اين مشروع الجزيرة واين السكة حديد واين الخطوط الجوية والبحرية واين حنتوب وطقت واين واين واين . لقد دمر هولاء الابالسة كل هذه المشارع . خربوها وجلسوا على تلها مثل طائر الشؤم . من اموال الزكاة بنوا القصور وركبوا الفارهات وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع . اما سواد الناس فقد اصبحوا جوعى اكلوا دينهم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..