جمهورية الفساد!

جمهورية الفساد!
روى عضو برلمان سابق بويستمنستر بلندن خلال حوار تلفزيونى أجرى معه قبل عدة سنوات أنه كان ضمن فريق المراقبين الموفد من قبل الإتحاد الأوربى لمتابعة سير إنتخابات نيجيريا الرئاسية والتشريعية عام 1983 وذكر أنه فى دائرة إنتخابية بولاية جومبى كان هناك مرشحان يتنافسان لتمثيل المنطقة فى مجلس النواب فى أبوجا. المرشح الأول طبيب مشهور ومشهود له بالنزاهة ونظافة اليد والثانى رجل أعمال معروف من أباطرة الفساد له سجل حافل بالصفقات المشبوهة وتنفيذ المشاريع الوهمية مع شركائه كبار المسئولين فى الحكومة لإستباحة المال العام. أثناء عملية فرز الأصوات كنا نتوقع فوز الطبيب لا محالة ولكن النتيجة كانت مفاجأة لنا وأذهلتنا فقد فاز المرشح الثانى بفارق كبير جدا فى الأصوات لصالحه وسألنا عدد من الناخبين فى الدائرة فكان تفسيرهم: الحكومة الجديدة سيكون وزراؤها من المرتشين المفسدين أما مجلس النواب فسيكون أعضاؤه المنتخبين بنزاهة الإقتراع من اللصوص أيضا. وجود طبيب نزيه يمثل أهالى المنطقة ليخدم مصالحهم ومطالبهم المشروعة فى أبوجا تحت قبة البرلمان له مردود سلبى وسيعود إلينا دائما بخفى حنين لأنه سيخسر كل معاركه هناك بسبب نزاهته أما رجل الأعمال الفاسد مع زمرة اللصوص فى الحكومة وهم شركاؤه أصلا، يستطيع تنفيذ بعض المشروعات وإن كان جل ميزانيتها المعتمدة ستذهب إلى جيوبهم ولكن على الأقل هناك إنجاز على أرض الواقع ولو كان قليل و بالنذر اليسير خير من لا شيىء البتة.
أسوق هذه الرواية فى وجه الخبر الذى أوردته الراكوبة بالأمس حول ما ذكرته التقارير عن إختلاس (14) مليار جنيه من ميزانية مكافحة الكوليرا التى ضربت ولاية النيل الأبيض مطلع العام وتسببت فى وفاة حوالى (1000) شخص إعترفت حكومة الولاية برئاسة عبدالحميد كاشا ببضع مئات منهم فقط ومعاودة ظهور الوباء مجددا بعد إنحساره لمدة أسابيع وللمقارنة ففى ولاية جومبى النيجيرية أبقى الفائز فى الإنتخابات الفتات للسكان لدعم الخدمات والمشاريع أما كاشا المعين وشركاؤه لم يستبقوا شيئا فقد سبق موت فضائلهم موت ضحاياهم.
جوزيف دوماستر (1753 ? 1851) والذى كان ماسونيا وترك الماسونية كتب إلى صديقه (الكونت دى بونالد) يقول: حتى الآن الأمم تقتل بالغزوات ما يعنى أنه يتم عن طريق ولوج أرض ما ولكن هناك سؤال يطرح نفسه هل يمكن لأمة أن تموت فى أرضها؟ بدون إستعمار أو غزو أراضيها؟ الإجابة نعم يمكن فقط فى حالة واحدة وهى ترك وضعها الداخلى يتعفن بالفساد فى كل مفاصل الحياة و داخل كل مؤسساتها الرئيسية. لعلها نبوءة قيلت قبل ثلاثة قرون جاءت الإنقاذ تحمل راية تجسيدها قبل (28) عاما . لقد إنتشر الفساد فى مفاصل الدولة ومؤسساتها وعم القرى والحضر وإنهارت الدولة بمقاييس الدول المتقدمة والمتحضرة وكشفت بوضوح عن كذبة محاربة الفساد وعورتها.
إبتدعت البرازيل مؤخرا بدعة مستحبة سبقت بها الدول النظيرة التى تعانى من الفساد وتسعى لمحاربته وهى أن تضع المبلغ الذى إختلسه المسئول فى ساحة عمومية ليراه كل المواطنين بعد إسترداده. أما إسلاميوا الإنقاذ فى السودان فقد إبتدعوا بدعة لم يسبقهم عليها أحد من العالمين وهى أن يتحلل المسئول المختلس من المال العام الذى إختلسه وبالتالى تسقط عنه جنحة الفساد فى وضح النهار ويستحب أن يدبج هذا التحلل بآداء مناسك الحج إبتغاء مرضات الله ليرجع للبلاد كيوم ولدته أمه فلا ضرر ولا ضرار !
عزالدين حمدان
[email][email protected][/email]
بعـد انهـيار الأتحاد السوفييتى وتـفـكك الدولة ونتـيجـة للحـرمان والـفـقـر والأرهـاب الذى كان يـمارس عـلى الشـعـب انـتـفض الناس وهـجـموا عـلى ممتلكات الدولة وبـداؤا فى نهبها وهـو الفـعـل الذى اشترك فيه الجميع وخاصة الذين كانوا عـلى عـلم من اين يؤكل الكـتف , فـقـد حازوا عـلى الأفضل ولأول مـرة يـظهـر الـوف من الـملـيونـيرات الـروس وهـكذا تمزقـت الدولة وتفرقـت سـبأ . واصبحت الرشوة شـيئا طبيعيا مثل القاء التحية بين الناس . ولما فـشـلـت الدولة فى ايقافها , اصدرت قـرار بـتـقـنـيـنها واضفاء الـشرعية عـليها واعـتـبرتها شـيئا عـاديا لا يـسـتوجـب المـسأءلة وبذلك قـضـت عـليها لأنها جعـلت اسباب الرشوة مشاعـة لكل الناس وبالتالى فقدت الرشـوة اسـباب قـوتها لأنها اصبحت فى مـتناول يـد الجـمـيع . هـل يا تـرى ما حصل فى روسيا بعـد انهيار الشـيوعـية يحـصل الآن عـنـدنا فى زمـن هـولاء الـكـيزان ؟ هـل سـلـكـت حـكومة الـكـيزان نـفـس اسـلوب روسـيا فى التعـامـل مع الـفـسـاد ؟ ؟ ؟ الجـواب نعـم ومـلـيـون نعـم , لـقـد تـخـلـصـت الحكومة من كل عـناصر الخـدمة المـدنية التى كانت تدير الـبـلـد و هـى اساس الحـكـم واسـتـبـدلـتـها باصحاب الولاء وبعـديـمى الخـبرة والضمـير واللصوص وسـمـحـت لهم تـلـقـائـيا بالـنهـب والـسـرقة سـواء عـن قـصـد أو غـير قـصـد وانـتشـر الـفـساد بصورة رهـيـبة لـم تـسـبقـهم عـلـيه دولة من قـبل وانهارت الاخـلاق وبالتالى الدولة وتـأكـيـدا لـذلك اصبح نـشـر خـبر اى فـسـاد يـمـر عـلى الـقارى أقـل من عادى كأن لـم يـقـرأءه . حـتى عـملية الـتـحـلل التى ابـتـكـروها ويـطـبقـونها من وقـت لآخـر حـسب مزاجهـم فـقـدت بـريـقـهـا ولـم يـعـد يـتـعامـلون بها لآن الـفـســـاد اصـبـح كـثـيـرا بــدرجـة لـم ولـن يـسـتـطـيـعـوا ايـقـافـه أو مـنـعـه . واصبحـوا الـفـاسـدون اللصـوص يـتـفـاخـرون بـما قـامـوا به من عـمـلـيات غـير قـانـونـية ومثال لذلك التـصريح الذى ادلى به معتمد ولاية الخرطوم الفريق ابوشـنب الذى اسـتـنـكـر فـيه قـيام المراجعـين فى الولاية بالأعـتراض عـلى بعض الأعـمال التى قـام بها وقـالـت مصادر مطلعة بالمحلية لـ(الراكوبة) إن المعتمد عـبّر عـن انزعاجه الشديد من ضرورة مرور جميع المعاملات المالية عبر المراجعين الداخليين، فاصدر قراراً بتسريحهم عـن العمل بصورة فورية.
وقال المعتمد إنه لا يمكن اخضاع المبالغ الصغيرة التي لا تتخطى الالف جنيه إلى عـمليات المراجعة، مضيفاً بأنه على ايامه في القوات المسلحة كان يصرف مبالغاً طائلة (بالشوالات) دون أن يكون في حاجة إلى أخذ إذن من أحد. ولم يـدر الـجـاهـل الـمـسـكـين ان النار من مـسـتـصغـر الـشـرر . ومن يـبـدأ بـسـرقة الـمـلـيـم ولا يـجـد له من يـحاسـبه , فـسـوف يـتـطور ويـكـبر ويصبح يـسـرق بالـمـئات ثم الألـوف ثـم الـمـلايـيـن ثـم يـصـير وحـشا كاسـرا لـن يـقـدر احـد عـلى أيـقافـه .وطـبعا نـسـى هـذا الـفـريق المسكين الجاهـل الـقليل الأيمان الذى انـسـاه جـبروت الدنيا أن فى الآخـرة سـوف يحاسـب العـباد عـلى اقل من الذرة . ” ومن يعـمل مـثقال ذرة خـيرا يرى * ومن يعـمل مثقال ذرة شـرا يرى . وفى النهاية لـيس لـنا ما نـقـول : الا ” اللهم الطف بعـبادك اهـل هـذا الـبلد واحـسن خلاصها من هـؤلاء اللصوص وحـسـبنا الله ونعم الوكيل وحـسـبنا الله ونعم الوكيل وحـسـبنا الله ونعم الوكيل .
بعـد انهـيار الأتحاد السوفييتى وتـفـكك الدولة ونتـيجـة للحـرمان والـفـقـر والأرهـاب الذى كان يـمارس عـلى الشـعـب انـتـفض الناس وهـجـموا عـلى ممتلكات الدولة وبـداؤا فى نهبها وهـو الفـعـل الذى اشترك فيه الجميع وخاصة الذين كانوا عـلى عـلم من اين يؤكل الكـتف , فـقـد حازوا عـلى الأفضل ولأول مـرة يـظهـر الـوف من الـملـيونـيرات الـروس وهـكذا تمزقـت الدولة وتفرقـت سـبأ . واصبحت الرشوة شـيئا طبيعيا مثل القاء التحية بين الناس . ولما فـشـلـت الدولة فى ايقافها , اصدرت قـرار بـتـقـنـيـنها واضفاء الـشرعية عـليها واعـتـبرتها شـيئا عـاديا لا يـسـتوجـب المـسأءلة وبذلك قـضـت عـليها لأنها جعـلت اسباب الرشوة مشاعـة لكل الناس وبالتالى فقدت الرشـوة اسـباب قـوتها لأنها اصبحت فى مـتناول يـد الجـمـيع . هـل يا تـرى ما حصل فى روسيا بعـد انهيار الشـيوعـية يحـصل الآن عـنـدنا فى زمـن هـولاء الـكـيزان ؟ هـل سـلـكـت حـكومة الـكـيزان نـفـس اسـلوب روسـيا فى التعـامـل مع الـفـسـاد ؟ ؟ ؟ الجـواب نعـم ومـلـيـون نعـم , لـقـد تـخـلـصـت الحكومة من كل عـناصر الخـدمة المـدنية التى كانت تدير الـبـلـد و هـى اساس الحـكـم واسـتـبـدلـتـها باصحاب الولاء وبعـديـمى الخـبرة والضمـير واللصوص وسـمـحـت لهم تـلـقـائـيا بالـنهـب والـسـرقة سـواء عـن قـصـد أو غـير قـصـد وانـتشـر الـفـساد بصورة رهـيـبة لـم تـسـبقـهم عـلـيه دولة من قـبل وانهارت الاخـلاق وبالتالى الدولة وتـأكـيـدا لـذلك اصبح نـشـر خـبر اى فـسـاد يـمـر عـلى الـقارى أقـل من عادى كأن لـم يـقـرأءه . حـتى عـملية الـتـحـلل التى ابـتـكـروها ويـطـبقـونها من وقـت لآخـر حـسب مزاجهـم فـقـدت بـريـقـهـا ولـم يـعـد يـتـعامـلون بها لآن الـفـســـاد اصـبـح كـثـيـرا بــدرجـة لـم ولـن يـسـتـطـيـعـوا ايـقـافـه أو مـنـعـه . واصبحـوا الـفـاسـدون اللصـوص يـتـفـاخـرون بـما قـامـوا به من عـمـلـيات غـير قـانـونـية ومثال لذلك التـصريح الذى ادلى به معتمد ولاية الخرطوم الفريق ابوشـنب الذى اسـتـنـكـر فـيه قـيام المراجعـين فى الولاية بالأعـتراض عـلى بعض الأعـمال التى قـام بها وقـالـت مصادر مطلعة بالمحلية لـ(الراكوبة) إن المعتمد عـبّر عـن انزعاجه الشديد من ضرورة مرور جميع المعاملات المالية عبر المراجعين الداخليين، فاصدر قراراً بتسريحهم عـن العمل بصورة فورية.
وقال المعتمد إنه لا يمكن اخضاع المبالغ الصغيرة التي لا تتخطى الالف جنيه إلى عـمليات المراجعة، مضيفاً بأنه على ايامه في القوات المسلحة كان يصرف مبالغاً طائلة (بالشوالات) دون أن يكون في حاجة إلى أخذ إذن من أحد. ولم يـدر الـجـاهـل الـمـسـكـين ان النار من مـسـتـصغـر الـشـرر . ومن يـبـدأ بـسـرقة الـمـلـيـم ولا يـجـد له من يـحاسـبه , فـسـوف يـتـطور ويـكـبر ويصبح يـسـرق بالـمـئات ثم الألـوف ثـم الـمـلايـيـن ثـم يـصـير وحـشا كاسـرا لـن يـقـدر احـد عـلى أيـقافـه .وطـبعا نـسـى هـذا الـفـريق المسكين الجاهـل الـقليل الأيمان الذى انـسـاه جـبروت الدنيا أن فى الآخـرة سـوف يحاسـب العـباد عـلى اقل من الذرة . ” ومن يعـمل مـثقال ذرة خـيرا يرى * ومن يعـمل مثقال ذرة شـرا يرى . وفى النهاية لـيس لـنا ما نـقـول : الا ” اللهم الطف بعـبادك اهـل هـذا الـبلد واحـسن خلاصها من هـؤلاء اللصوص وحـسـبنا الله ونعم الوكيل وحـسـبنا الله ونعم الوكيل وحـسـبنا الله ونعم الوكيل .