نفير نهضة شمال كردفان…تنمية وشفافية

لم يعد مشروع نفير نهضة ولاية شمال كردفان مجرد شعارات يرددها الناس من قبيل ” مويه، طريق، مستشفى” بل تحول إلى واقع فعلي ملموس، معنوياً قبل أن يكون مادياً. لقد كان نفير النهضة فكرة بسيطة ناقشها نفر كريم من أبناء ولاية شمال كردفان خلال أول اجتماع لهم بقاعة الشارقة في عام 2013؛ حيث “تداعى أبناء تلك الولاية بمختلف مشاربهم السياسية وتكويناتهم القبلية فرادى وجماعات، بدعوة من سيادة الوالي مولانا أحمد هارون للتشاور حول “نفير نهضة شمال كردفان” في حضور كبار قيادات المنطقة، يتقدمهم المشير عبد الرحمن سوار الذهب، ومولانا محمد على المرضى، والفريق الطيب عبد الرحمن مختار ولفيف من الخبراء والإعلاميين وأساتذة الجامعات والقيادات السياسية والتنفيذية والعدلية والتشريعية والأهلية والمجتمعية، والشباب والطلاب ولم تتخلف المرأة عن الركب”. ومنذ ذلك الحين تحول النفير تدريجياً إلى حراك مجتمعي انتظم كافة أرجاء الولاية، حضراً وريفاً وبادية، وصار حديث الناس لمّا رأوا تلك الأفكار تتحول إلى مشاريع تنموية مشهودة، سواء في حاضرة الولاية التي أصحبت قبلة الأنظار من حيث العمران الراقي الذي يجسده مسجد الأبيض الكبير وقلعة شيكان وغيرها من مظاهر البناء التي شملت طرق المدينة ومرافقها الحكومية والصحية والتعليمية على حد سواء، وطريق الصادر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من مشارف العاصمة الوطنية، أم درمان، وغير ذلك كثير من مدارس وآبار ومستوصفات.
ويكفينا أن نستشهد في هذا الصدد بما خطه يراع الكاتب الكبير مصطفى أبو العزائم بعد أن شهد الاجتماع الذي عقد مؤخراً لتقييم تجربة النفير خلال مرحلته الأولى، قائلاً:” حمل “هارون” أحلام أهله تلك وجلس إليهم وتعامل بمبدأ الشفافية الذي يغيّبه كثير من الحُكام والولاة ويجعلون منه عملة صعبة لا يتعاملون بها مع العموم، فقد جلس إلى كل الناس واعتمد مبدأ أن يستمع لما يقول أصحاب الحق في المطالبات المشروعة، وقال لهم إن كلّ شيء ممكن إذا ما تضافرت الجهود”.
وهذا ما حدث بالفعل في هذه الولاية الناهضة حيث التقت الإرادة الرسمية مع العزيمة والهمة الشعبية فكانت النتيجة جهداً مقدراً يتعزز بمرور الأيام ويظهر في شكل إنجازات قصرت دونها همم الآخرين؛ إذ بفضل الله وعزم الرجال أوجد نفير النهضة قدراً غير مسبوق من الطموح والدافعية تزيد من حماس الجماهير كلما رأوا صرحاً جديداً أو تدفق الماء النمير من بئر في واحدة من قرى الولاية؛ حتى أوشك الناس على “طي الرشا” تماماً، وسوف يتحقق ذلك بإذن الله حيث أن المغتربين من شمال كردفان بالمملكة العربية يتداعون هذه الأيام لإكمال “حش المخمس” الذي كلفهم به مولانا أحمد هارون إبان زيارته للرياض وجده، ويتمثل ذلك في تجهيز وحدة حفر بكامل معداتها إسهاماً منهم في تحقيق شعار “زيرو عطش” ضمن نفير نهضة شمال كردفان، وهم على استعداد لبذل المزيد من الجهد تحت راية النفير وبرعاية سفارتنا بالرياض.
وقد يقول المرجفون في المدينة إن هذه الإنجازات إنما هي مشروعات خدمية فقط، ولكن يجب أن يعلموا إنما كانت تلك أولويات المرحلة الأولى من نفير النهضة، وسوف يتحول الجهد تلقائياً نحو دفع عجلة الإنتاج قدماً واضعين في الاعتبار ما تزخر به شمال كرفان من مصادر وموارد طبيعية تشمل الأرض والماء والمناخ المناسب لإنتاج محاصيل متنوعة ومنتجات غابية مثل الصمغ العربي، وتربية الأنعام من إبل وأغنام، علاوة على الأيدي العاملة والرجال أصحاب التجربة الإنتاجية الممتدة عبر القرون؛ فأهل شمال كردفان هم الذين دقوا الصخر حتى أخرج زرعاً أخضراً، في الجزيرة والقضارف وحلفا الجديدة، و”طقوا الهشاب” في ود أبوك والدمازين وبوط، ولا يزالون يكدحون ليل نهار في مناطق التعدين الأهلي دون كلل أو ملل.
في هذا الصدد تقدمت مجموعة من أبناء ولاية شمال كردفان بمقترح إلى السيد معتمد محلية بارا، الأستاذ عبد الرحمن الماحي، لإقامة مهرجان ثقافي ودورة تدريبية للمزارعين في مجال الإنتاج العضوي فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية، بحيث تكون الدورة الزراعية متكاملة بالاعتماد على متطلبات منظومة الإنتاج العضوي وفقاً للمعايير العالمية المعمول بها في هذا المجال، وقد وافق سيادته على الفكرة إلا أنها لم تر النور حتى هذه اليوم بالرغم من أن لجنة محلية قد تشكلت لهذا الغرض. إنّ هذا المقترح يتولاه نفر من كبار العلماء والمختصين على رأسهم البروفسور التاج فضل الله والبروفسور الطاهر هارون والبروفسور محمد النصيح وغيرهم من العاملين في الزراعة والإنتاج الحيواني ويجد الدعم والرعاية من هيئة المواصفات والمقاييس السودانية؛ نظراً لاهتمامها بالإنتاج العضوي الذي يجد سوقاً واسعة، إقليمياً ودولياً. عموماً، يعد نفير نهضة شمال كردفان أنموذجاً رائداً يُقتدى به للتنمية والتعمير ليس في السودان فحسب، بل يمكن تطبيقه في مجموعة الدول النامية كافة؛ لأنه ببساطة يجسد التلاحم بين الإرادة الرسمية والجهد الشعبي، شريطة توفر الشفافية اللازمة والمكاشفة بين الأطراف؛ فشمال كردفان لم تعد كما كانت قبل النفير في جوانب كثيرة.
[email][email protected][/email]
قلت لي نفير احمد هارون ” بل تحول إلى واقع فعلي ملموس معنوياً قبل أن يكون مادياً. ” !؟!
كدا خلينا من حكاية ملموس معنويا دي فمتى يكون محسوسا ماديا؟
قلت لي نفير احمد هارون ” بل تحول إلى واقع فعلي ملموس معنوياً قبل أن يكون مادياً. ” !؟!
كدا خلينا من حكاية ملموس معنويا دي فمتى يكون محسوسا ماديا؟