يوم ريح نثروه

الساعة 25

يوم ريح نثروه

علاقتي بالفضائيات السودانية ضعيفة في تتبع الاخبار تحديدا ، وتعود الأسباب في ذلك الى جملة مآخذ عليها، أولا الإيقاع البطيء ، ما يدعو للتثاؤي ومن ثم الفرار الى أية فضائية عربية أو غربية ناطقة بالعربية ، وطبعا تنتفي المقارنة معها اذ نجحت العربية في مواكبة مناهج الإعلام الحديثة في ظل تسارع الاحداث متصلا بالإيقاع العام ضف الى ذلك تتبع الإعلام الحديث للحدث طبقا للقاعدة موت الخبر لحظة بثه لتظل تداعياته بالمشهد يعد ان بات الخبر نفسه في خبر كان/ تاريخا وهنا يستوجب متابعته بملاحقة التداعيات والمستجدات ،وهو ما تفتقراليه الفضائيات المحلية، وهو ما يدعو المشاهد الى الفرار الى فضاءات الفضائيات الأرحب، والاهم في جملة العلة والمعلول مذيعنا أو مقدم البرنامج نفسه وهما نوعان اما متحزلق أو ممن قرأ ـ كتاب كتابين وجاء خصيصا لإستعراض ثقافة متوهمها يتحمل عبئها ومضاعفاتها النفسية ـ المشاهد المسكين، لذلك تجدني مرغما متنقلا بين العربي
والمحلي وسط هذا الفضاء الفسيح / الكسيح لدينا للمواكبة مع العربي/ الغربي ولمتابعة المحلي ـ قبل بلوغه عطبره، قبل أيام وأنا على حالي استوقفني لقاء بإحدى فضائياتنا مع شخصيات ذات صلة بقرار إيقاف إستيراد الدقيق،حقيقة لم أصمد امام ما سقته آنفا حول الحالة المستعصية لفضائياتنا، لذلك لم اتعرف على صفات الضيوف، كما لم اتوفق في سبر كنه مناهجهم التحليلية التي إعتمدوا عليها ، أحدهم قال في الدقيق المستورد ما لم يقله الكاردينال في صلاح ادريس، قال أن الدقيق المستورد مواصفته اقل من مواصفة المحلي! ودعم القول ضيف آخر ويتبع لاتحاد المخابز زقال ان الدقيق المستورد (ما بيتعجن لينا) هب ان حديث الرجلين لا غشاوة عليه ، فلماذا ظببتم تستوردون هذا الدقيق الما بيتعجن ليكم والغير مطابق للمواصفة المحلية ذات الجودة ! ولماذا تركتم مساحاتنا الزراعية الشاسعة الواسعة، وعلى قول ال،خوة المصريين(شِرحة وبِرحة)! لماذا تركتوا هذه المساحات ـ بورا بلقع .. ولماذا أرغمتم المستهلك المسكين طيلة هذه السنوات يتأزى بالدقيق الما بيتعجن؟ ثم مسؤولية من هب إهدار النقد الاجنبي المتلتل الذي ضاع هباءا منثورا في وقت أحوج ما يكون له الدواء وكل إحتياجات البلاد؟ هكذا تدار الدولة وعلى إيقاعها يهيم دقيق يوم ريح نثروه!
وحسبنا الله ونعم الوكيل

مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..