أمنيات .. همهمات وخيالات من الذات للذات.. و ليست للغير

– الإنسان قناعات بينما الحياة معطيات نتشكل بمقاييسها و معاييرها و عجلة دورانها.. و في كل الأحوال نظل مُلزمين بحتمية أقدارنا و نعيش بصيرورتها و وطأة سلوكياتنا التي (قد) تقودنا إلي (مجهُول) الحياة الذي يأبى أن يبتسم للبعض بينما يعيش أخرون تحت نعيمه المقيم..
– كثير من بني الإنسان يركُض ، بل و يُحلق بعيداً عن واقعه و يجزعون إلى (الخيال) علهُم يجدون فيه مبتغاهم المحرومون منه على (واقع) الحياة، و قد يحقق لهم ذلك نشوة لحظية.. و لكن..سرعان ما ينقشع (الحمل الكاذب) حتى للرجال و يدرك جميع (الخياليون) أنه تمخض الوهم ليلد وهماً (أكبر) و هو الخيال (القادم) و السابح عكس أمواج الواقع المتلاطمة و تيارات إندفاعه العاتية….!!
– يحب بعضنا أن يظهر بمظهر الراضي عن الحياة و المطمئن لما حوله و يرون في الحديث عن أمنهم النفسي و الإفصاح عن جراحاتهم و خيبات أملهم كثير من الفضيحة و (يتخيلون) أن لا أحد يشعر بهم..!! و إن سألت أحدهم عن حاله، لقال لك تعوُداً (في نعمة)..!
– يعشق بعضنا الظهور بمظهر (الباشاوات) و يتخيلون و يمنون أنفسهم بواقع أكبر مما هو متاح لهم و بالتالي يجنحون للكذب الذي يفضحهم دوماً و يجعلنا نضحك عليهم و نسخر منهم حتى قبل أن يتفوهوا به..!!
– نحب الجمال.. كل الجمال ، بل و نتخيله حتي من وراء حُجب العدم و الذي قد يراه بعض الرجال من وراء ثياب إمرأة مكتملة الطُهر أو على الأقل محتشمة فيما ترتدي و ربما يتخيلها أحدهم (عارية) بجواره على فراشه..!!
– بينما قد تتخيل إحداهن أن ذلك الرجُل (الوجيه في كل شئ) هو لها كما تملي عليها مُخيلة أحلامها أنه أصبح ملكاً لها و حكراً لرغباتها ، العاطفية منها و الجسدية و تعيش معه تحت سقفِ واحد..
-و في الحالتين (خيال) ذكوري و أنثوي ما بعده خيال سوى التلذذ برغبات الجسد التي إن أفصحنا عنها، كان ذلك حديثاً مُخجلاً فيه شئ من الإنحطاط و خروجاً من فضيلة الوقار..!!
– نخون بعضنا و (نتخيل) أن لا أحد غيرنا يعلم بنا و نخون حتى أنفسنا من دون أن (نتخيل) أننا نفعل ذلك، بل و أفظع منه أيضاً..!!
– و لأننا من فصيلة بنو البشر، تجدنا نتجمل كثيراً إلا القليل منا من (اللئام) و نتجمل حتى أمام أنفسنا و نبحث لها الأعذار و المبررات،لأننا نكتم في أنفسنا ما نرى أنه قد لا يقدمنا للغير على نحوٍ صحيح و بالتالي ندير حواراتنا الصامتة مع أنفسنا (فقط) .
– و لأن أكثرنا مصابون (نفسياً) بشكلٍ أو بأخر، سواء أن يدرون ذلك أم لم يدرونه، و لأن البعض منا (يتعامى) عن الحقيقة (الغائبة) أو الحاضرة في واقعه و قد (يسوق الغباوة) للأخيرة، و لأنه تتأبطنا دوماً إحداهن (الغيرة، الحسد أو سؤ الظن)، و لأننا ندعي حتى على أنفسنا، و لأننا قد نتوهم ما لا يوجد على أرض الواقع فضلاً عن الماضي و المستقبل، و لأننا نتطلع دوماً إلى إمتلاك ما لا نمتلك و (قد) لا يرضى البعض منا بالمقسوم له، و لأننا …………إلخ..
.. و لكن..
-ألا نفترض في أنفسنا أحياناً أننا نمتلك قبضة كل شئ نصرفه لما نريد كيفما نريد..؟
-أليست هي أمانينا و خيالاتنا التي إن فقدناها، ربما فقد بعضنا معها الأمل في التواصل مع الحياة و ربما التفكير في إعتزالها..!!
-كم من مرة نجلس.. نتخيل و نتحرى ميعاداً كاذباً منينا به أنفسنا و لم نفي لها به..؟
كتبت هذا و صغته من دفتر الواقع، بعد تصفح صفحاته و مطويات أوراقه و مراجعة قراءاتها مراراً و تكراراً.. و جلست منذ أمد على هذا الحال و قمت ب(فلترة) مكتوبي هذا عشرات المرات و لم أفلح بعد حتى اللحظة أن أخفف به صدمة ما يجد البشر في دواخلهم..
كثير ما نتخيله و كثير و قليل، في أنٍ واحد ما نظفر به، من بعد ردهات و متاهات العدم و(الخيال).. كثيراً ما ننال ما نريد و لكن (قليل من عبادي الشكور).. صدق الله العظيم.. و يجلس أخرون لا ينالون بعضاً من ما يتمنون.. فيجلسون يتخيلون..يتخيلون..يتخيلون..و ربما خيال يجعلهم يكفرون حتى بالله لأنه لم يعطيهم ما تمنوه و (تخيلوه)!! و العياذ بالله.
و أخيراً..المعذرة.. كل المعذرة لمن وجد في حديثي ما لا يريد.. و لمن يجد فيما أكتب خدشاً لوقاره البائن.
الرشيد حبيب الله التوم نمر
[email][email protected][/email]