ذاكرة مجاهد سابق ووزير حالي: استشهاد بشير

ذاكرة مجاهد سابق و وزير حالي 3
تنويه
الاحداث التاليه هي من وحي خيال الكاتب اي تطابق في الاسماء او الاحداث فهي الصدفه …. والي الفصل الثالث…….. استشهاد بشير الطيب …………………
لم تكن احداث الجامعة في ذلك اليوم مُفاجَأة لي فقد كنت متابع لتطورات الموقف مع اخي منصور وهو يكبرني بحوالي خمس سنوات ويدرس بكلية الاداب جامعة الخرطوم المستوي الثالث طرق اخي علي باب الشارع متاخر جدا حوالي الساعة الرابعة صباحا طرقات خفيفية علي باب الحوش الجنوبي عرفت انه منصور بخفة فتحت الباب دون ان أيًقظ اي شخص بالمنزل كان أثر الاعياء واضحاً علي منصور منهك القوه واشعث الشعر دخل الي الغرفة التي بالقرب من الباب تبعته بفضول كان هنالك اثر دماء علي ملابسه
يا ربي الحاصل شنوياااااا منصور
وطي صوتك ياخي انت عايز امك واختك يصحو موش
كنت قد بلغت من الفضول مبلغا قلت بصوت اقرب الي الهمس :-
طيب كلمني الحاصل شنو
كنت مفتون باخي الاكبر واري فيه شموخاً واحاول تقليده في كل تصرفاتة كانت اسرتنا متواضعة ولدان وبنت بالاضافة الي السيدة الوالدة ، والدي توفي منذ زمن ، انا اصغر البيت عندما جاءت الانقاذ كنا من ضمن انصارها ، و بسبب الظروف الاقتصادية بعد موت الوالد التحق منصور بركب التيار الاسلامي الجبهه الاسلامية القومية ومنظماتها في الحي كنا من اشرس المدافعين عن الترابي والاسلاميين لم تعرف لنا صلاة في مسجد او صيام جماعي قبل ذلك في حياة الوالد بالعكس كان والدي سكير ومزواج يقوم بضرب امي وطردنا كنا اقرب الي المشردين حياتنا كانت عبارة عن جحيم لايطاق وبموت والدي ونشاط منصور وسلوي والوالدة مع الجبهه الاسلامية القومية في 80 القرن الماضي تغير الحال وكان التغيير الاكبر ابان معركة انتخابات العام 1986 ونشاط منصور مع الوالدة واختي سلوي التي تكبر منصور بحوالي 3 سنوات في الدائرة رقم 27 أ من اجل حث الاهالي علي التصويت لمرشح الجبهة الاسلامية القومية ويومها كان الترابي مرشح التنظيم مكثنا في الصحافة فترة ال80 وكانت الدائرة 27 أ دائرة الصحافة وجبرة من اكثر الدوائر سخونة وحراك يومها تكالبت علينا الاحزاب وتوافقت في ما بينها لتركيع راية الاسلام كما قيل لنا وسحبت كل الاحزاب ممثليها من تلك الدائرة و حصر الصراع بين الدكتور الترابي ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي حسن شبو في تلك الفترة ظهرت اختي سلوي بنشاط واضح هي واخي منصور وكانوا الدينمو المحرك للدائرة وحتي بعد سقوط مرشح الجبهة الاسلامية القومية بفارق الف صوت حسبناهو انتصار لنا وفي تلك المعركة الانتخابية تعرفت اختي علي كادر اسلامي ضليع اسمو عثمان خالد مضوي وتزوجت وكانت مرحلة مهمه في تاريخ حياتنا كأسره .
يعود الوزير الي الواقع ويبتسم في آسي عند هذا الاسم يغمغم من الواضح برنامج الاسلاميين كان مرسوم من الزمن داك .
ينظر اليه عمار باشري باستغراب
قلتة شنو ……؟
لم يعير عمار اي اهتمام يرد ويرجع الي ذكرياته المريره ……..
لا مافي شي
يتناسي باشري تساؤلاته للوزير وتتابع اصابعة نقرا علي لوحة اللابتوب الذي امامه .
يسرح الوزير مرة اخري مع الاسم عثمان خالد مضوي زوج اختة الكبري في وقت سابق لم يمضي علي زواج اختي سنة من عثمان واذكر جيدا كنت صغير ولكن التفاصيل الان محفورة في ذهني كانها فيلم يعرض امامي ذهبنا انا ومنصور الي الاحتفال الذي اقيم لتابين الرشيد الطاهر بكر بضاحية كوبر بالخرطوم بحري تركنا الوالدة وسلوي بالمنزل الجديد بعد رحيلنا من الصحافة دائرة الترابي التي سقط فيها في الانتخابات الاخيرة ، استاجر لنا عثمان خالد مضوي منزلا بالقرب من سكن اختي ، في ذلك اليوم وعند رجوعنا من التابين كانت اختي في حالة يرثي لها قالت امي ان زوجها عثمان مقبوض علية في قسم الشرطة كنا صغيران لم نستوعب بعد حكاية قسم شرطة تلك وان زوج اختي مقبوض علية خرجنا صوب القسم المشار اليه وفي القسم عرفنا من الضابط انه تم القبض على شخصين داخل عربه اتضح انهما رجل وامرأه يمارسان الرذيله وعند تدقيق الهويات اتضح ان الرجل هو عثمان خالد مضوى وانتشر الخبر انتشار النار فى الهشيم و المدينه التى لا تعرف الاسرار هي الخرطوم ، واتخذت جريدة الوطن من هذا الخبر ماده للتندر والسخريه والفكاهه وتبارى رسامى الكاريكاتير فى تصوير المشهد ولا عذر فان الرجل من قيادى الحركه الاسلاميه ويعبر عن فكر الشريعه الاسلامية التي ترجم المحصن الزاني .
يومها انهارت اختي وامي لم يكن هنالك اسوء من هذا اليوم في حياتي ضاقت بنا الدنيا وعدنا مرة اخري الي الصحافة بعد طلاق اختي التي كرهت الاسلام والاسلاميين .
ولم يتوقف الامر عند ذلك الحد ولمرة اخري يسقط عثمان خالد مضوي القيادي الاسلامي في اختبار اخلاقي والعام 96 علي ما اذكر وانا اطالع جريدة الوان اشاهد صورة عثمان بعد ما طلق اختي بي فترة طويلة تحت اعلان لمتهم هارب النيابه العامه تطلب من الشرطه القبض على عثمان خالد مضوى وتطلب منه ان يسلم نفسه لاقرب مركز شرطه وذلك لاتهامه تحت لماده 179 من قانون العقوبات ( الاحتيال وشيكات دون رصيد ) حيث ان النيابه قد نما اليها انه قد اخفى نفسه .. علي علم بان عثمان قد اخذ قروض وتسهيلات بنكيه بالمليارات بضمان انه كادر اسلامي فقط ولم يردها هكذا كان حكمنا وما زال .
والذكري تعتصر القلب الماً واختي سلوي لم تذق طعم للحياة منذ ذلك الوقت واصبحت لديها حساسيه قوية اتجاة التنظيم والحزب حتي انها كثيرا ما دخلت مع منصور في نقاش حاد انتهي بالصراخ والشجار والفضيحة حيث كانت تتعري وتتبرج بصورة سافرة الامر الذي يزعج منصور كثيرا ليس دينيا ولكن للمساس بهيبته التنظيمية .
ياخذ منصور بيدي محذرا لي بان اخفض صوتي يخلع ملابسة علي عجل يدخل الحمام يغتسل تستيقظ اختي سلوي مازالت تحمل نفس الجرح الذي سببه لها عثمان مضوي من سنوات …تسال
في شنو خير مالكم صاحين لي هسع ….؟
ارد عليها باقتضاب وحرص
مافي شيء يا سلوي دا منصور جاء متاخر حبة كان بذاكر مع واحد صحبو .
يخرج منصور من الحمام بعد ان تاكد من ان سلوي عادت الي النوم فهو يعرف حساسية سلوي لاي نشاط مع التيار الاسلام واخوان الشيطان كما كانت تسميهم .
داخل الغرفة يشرح منصور الاحداث احداث ذلك اليوم مساء الإثنين 4 ديسمبر 1989
بتعرف فيصل
فيصل منو
فيصل حسن عمر
فيصل حسن عمر فيصل حسن عمر والله ماعرفتو يا منصور
طيب تذكر لمن جيتني في الجامعة السنة الفاتت موش كان في واحدة كدة من اولاد اداب بتناقش مع شخص كدة اتجاهو اسلامي في الكافتيريا وانت قلته لي دا منو الزول دا .
ايوووووه بس عرفتو وحتي كمان علقتة ليك وقلت ليك الكادر دا ضعيف لانو العلماني التاني كان اكتر تعقل منو وثقافة وواثق كدة من نفسو اكتر .
ايواااا صاح……. دا كان فيصل زااااتو والعلماني التاني دا كان ولد من اداب اسمو بشير الطيب الدفعة القدامنا
طيب والكلام دا علاقتوا شنو بالدم والشكل الانت فيهو دا ……؟
منصور :- فيصل دا من الصباح كان حالف للود البمشي مع الشيوعين وبضرب في التيار الاسلامي دا
ارد في اقتضاب …معاك بس الكلام دا علي حسب رايي مفروض اكون طالع من التنظيم
منصور :- ايوة كانت تكليف من التنظيم ومباركة من القيادة بجامعة الخرطوم… بشير الطيب لازم يتأدب وتم تكليف فيصل بتاديب بشير ومعاهو عدد من الكوادر الاسلامية ودي ما المرة الاولي بالمناسبة اصلوا بشير الطيب كان مسبب قلق كبير لينا في الجامعة شخص غبي يكره الاسلاميين والتيار الاسلامي بذكر في السنة الفاتت شهر نوفمبر تحديدا كان في نشاط مسرحي لرابطة اداب عن مسرحية سقوط الباستيل بدار الاساتذة يومها توترت الجامعة بصورة كبيرة وكان بشير يشن هجوم قوي علينا وانتهي الامر بمشاجرة كان الغرض الاول منها هو تصفية بشير حتي فيصل نفسوا كان من ضمن الكوادر الضربت بشير بس بشير دا ذي القط بي سبعه اروح قدر اطلع من المشاجرة دي بي جرح بسيط جدا وسموموا زادت علينا .
كنا راصدين بشير فترة طويلة والتنظيم كان متوعدو بالتاديب لانو جد كان قليل الادب رصدناهوا بعد 5 شهور بعد حادثة مسرحية سقوط الباستيل ، وفي يوم جمعه مشهود و بالقرب من مسجد البركس كان طالع من المسجد بعد صلاة العصر وفي ثواني حاصرناهو بالسيخ والطيقان وسياط العنج يومها اخرج صديق عبدالعزيز هندسه مدنية سكين وكان عايز يغرسه في قلب بشير المريض وهو يصرخ بي هستيريا عدو الله عدو الله واليوم دا جد عرفت انو بشير دا بي سبعه ارواح فلت منها بعد ما تمت حمايته من رابطة ابناء منطقتة جنوب كردفان ، بس بقت عندنا عزيمة قوية انو بشير لازم تتم تصفيته . ياخذ منصور نفسا قوي وينظر الي سقف الحجرة طويلا ثم يواصل
اليوم المساء استدرجنا بشير لداخل الجامعة بالقرب من كافتيريا اقتصاد ……
اقاطع منصور باستفاهم ظل في داخلي من تكرار عمليات ضرب او محاولة قتل بشير هو بشير دا شيوعي يا منصور….؟
يرد منصور وكأنه تفاجـأ بالسؤال ما اعتقد بس لاصق فيهم سااي بكرهنا شديد والله
نظرت في عيني منصور بكرهكم انتو في ذاتكم ولا بكرة التنظيم الاسلامي وعندو رأي في افكار الجبهه الاسلامية القومية…؟
اشاح منصور ببصره عني وقال بكره التنظيم في الحقيقه ….؟
طيب ما سلوي اختي برضو بتكره التنظيم يا منصور
نظر الي منصور طويلا حتي انتابني احساس بان نظراته تخترق جسدي مثل الرصاص وفي محاولة لتغير مجري الحديث قدمت له سؤال اخر …..
طيب والحصل شنو بعد داك …؟
يرد منصور بسرعه هارباً من اثر السؤال الاول :-
الحصل انو الامر تطور فجاءة وبشير عندو حس امني قوي عرف انو في كمين عاملنو ليهو هو كان بالقرب من كافتير اقتصاد كان معاهو بت اسمها امل كنا متحمسين جدا لضربه او حتي تصفيته لو اقتضي الامر ، الساعة كانت متاخرة وفي الناحية دي ما كان في طلاب كتير كنا اكتر عدد منهم عملنا تامين وفجاءة وبدون مقدمات اتحرك بشير اتجاة شارع المين كان ماشي لكلية الاداب ، صمت منصور برهه تناول رشفة ماء من جك البلاستيكي الاحمر الذي علي التربيزة صوتة يخرج كانة يبذل مجهود خرافي صوت ضربات قلبه تصل الي خارج الغرفة ونسي وصيتة لي بان اخفض صوتي واصل منصور بتوتر ظاهر كان التوجيهه انو يتم تاديب او تصفيه بشير دا التكليف الجانا من التنظيم فوق بعد اجتماع مع قيادات في الدوله وكان الكلام واضح لينا انو اي محاولة من العلمانيين او الشيوعين اواشباه الشيوعيين تقابل بالدم والتصفيه الجسدية فورا وفي الفترة الاخيره كانت البلاغات ضد بشير تتكاثر بصورة كبيرة .
بعد ما بشير وامل اتحركوا من كافتيريا اقتصاد شلتنا المفاجأة وأشوف فيصل راكض وهو يصيح ………
بشير بشير اقيف دقيقة ………..
لم يلتف بشير اليه فقد كان واضح انو فيصل يحمل نيه الغدر ركضتة انا و عدد من الكوادر واول ما بشير وصل النقطه المظلمة في الركن المطله علي شارع المين كان فيصل قد غرس السكين في ضهرو وصوت صراخ البت المعاهو يمزق سكون ليل جامعه الخرطوم في لحظات سكن الهواء وانقطع الانفاس واظلمت الدنيا امامنا وما من حل الا المواجهه ووقع القدر بشير يترنح والدماء تسيل من ظهره امل صديقة بشير انهارت تماما امام مشهد الدم اصبحت مثل البكماء وهي تنظر الينا في هلع حقيقي
جحظت عيناي في هلع انا ايضا وما بالك بتلك المسكينة التي شاهدت ماحدث امامها شممت رائحة الدم الحار برغم انني لم اشهد الحادثة
وخرج صوتي مبحوحاُ
لاحول ولا قوة الابالله …. لم يكن عقلي الصغير الذي ما زال علي الفطرة السليمة يتخيل ان الامر يمكن ان يصل الي مرحلة الدم وبهذه الصوره الغريبة …..
واصل منصور
الضربة شكلها كانت كبيرة والمشكلة الاكبر انو في عدد من الطلاب شافوا فيصل وهو يغرس السكين في ظهر بشير وعاجلة بضربة ثانية علي بطنة بالقرب من الكلية وبعدها اطلق ساقيه للريح اتجاة الميدان الشرقي وفي يدة السكين وسط صرخات الطلاب
يخرج صوتي كأنه قادم من جب عميق …
وبعدين ..؟
يسترخي منصور علي الفراش وينظر الي الفراغ ويقول :- كان الهم الاول لينا في اللحظة دي انو نحمي فيصل بالاخص بعد ما الصراخ بداء يعلي من بعض الطالبات فلحقنا فيصل وتم تامينه الي السور الشرقي للميدان وقفزنا السور كان الترتيب ان تكون هنالك عربة تابعه للتنظيم في انتظارنا بالقرب من بوابة الميدان الشرقي اتحركت سريع ولحقتنا بالقرب من كبري النيل الازرق ولانو الوقت كان متاخر فالعساكر الحارسين الكبري كانو في حالة استعداد وقفونا ونزلنا معاهم الي الخيمة المنصوبة تحت الكبري ودا كان افضل ساتر لينا …. اخذ منصور يشرح تفاصيل الحادث وكنت داخل نفسي اغالب اعجابي بالفلم المعروض امامي نعم كنت اشاهد كلمات منصور تتحرك وعزمت داخل نفسي كمراهق ان يكون لي دور في هذا الفيلم
نواصل
اكرم ابراهيم البكري
[email][email protected][/email]