ثم ماذا بعد رفع العقوبات الإقتصادية ؟

ثم ماذا بعد رفع العقوبات الإقتصادية؟

مجتبى المهدي.

حسب المؤشرات والمعطيات الحالية يبدو أن الادارة الامريكية عاقدة العزم على رفع العقوبات الاقتصادية عن نظام العصبة الحاكمة في السودان مالم يحدث ما ليس في الحسبان ، حيث مهدت إدارة الرئيس ترمب لذلك بإلغاء قانون الحماية المؤقتة للمواطنين السودانيين الموجودين في امريكا وهذا القانون يسمح لمواطني الدول التي تعاني من حروب وكوارث طبيعية بالاقامة والعمل في امريكا مؤقتا ريثما تنجلي هذه المشاكل ويعودا الى بلدانهم ، والمؤشر الآخر هو رفع الحظر عن سفر السودانيين للولايات المتحدة الامريكية ، لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن ثم ماذا بعد رفع العقوبات؟ فالتردي الاقتصادي وإنهيار سعر الجنيه مقابل العملات الاجنبية الذي تعاني منه البلاد سببه عدم الاستقرار السياسي والامني في السودان ، إذ ان الحروب العبثية الدائرة في دارفور وكردفان والنيل الازرق التي اشعلها النظام وسماسرته الذين يتكسبون ويتربحون منها هي التي استنزفت خزينة الدولة الخاوية أصلا بسبب الفساد المالي والاداري لهؤلاء العصبة ، وكذلك تعطيل عجلة الإنتاج وتدمير البنية التحتية للدولة مثل السكة حديد والنقل النهري والناقل الوطني “سودانير” ومشروع الجزيرة ومشاريع النيل الأبيض للإعاشة مما سبب تدهوراً كبيراً في الإقتصاد السوداني ، وكذلك قلة فاتورة الصادرات وزيادة فاتورة الواردات حيث أصبحنا دولة مستهلِكة بدلاً ان نكون دولة منتجة متوفرة فيها كافة موارد الإنتاج مما خلق خللاً في الميزان التجاري ، هذا علاوة على سوء إدارة موارد البلاد ونهبها وتحويلها الى حسابات خاصة بمتنفذي النظام خارج السودان في المصارف العالمية وترك المواطن المغلوب على امره يرزح في نير الجهل والفقر والمرض ، يقيني ان حل مشكلة السودان يكمن في إيقاف الحرب والعمل على التسوية السياسية الشاملة بمشاركة جميع الاحزاب والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني بعقد مؤتمر دستوري وتكوين حكومة إنتقالية تقوم بتنفيذ التوصيات التي يُتفق عليها في المؤتمر الدستوري ، يجب على المؤتمر الوطني عدم المكابرة و ان لا يمارس سياسة خداع الذات والهروب الى الامام وهي سياسة صفرية وغير مجدية ولن تحل المشاكل التي صنعها في كافة أرجاء البلاد ، إن رفع العقوبات سيضع على عاتق المؤتمر الوطني مسؤوليات جسام تحتاج الى وعي وإدراك ووضع حلول ناجعة للحالة الإقتصادية المتدهورة حيث ان هذه العقوبات لم تكن هي السبب الرئيسي لتدهور الاقتصاد في البلاد وإنما هي جزء من مشاكل وأخطاء اخرى ارتكبها نظام المؤتمر الوطني في حق الوطن والمواطن ، لذلك لاتوجد حجة او ذريعة يعلق عليها المؤتمر الوطني فشله بعد رفع العقوبات لأن الحالة الاقتصادية لن تتحسن بمجرد رفع العقوبات وإنما تحتاج لخطة إقتصادية مدروسة يضعها خبراء إقتصاديون يمتازون بالخبرة والمهنية والاستقلالية وبدون أجندة سياسية ، وبالتوازي مع ذلك العمل على الحل السياسي الشامل وإيقاف الحرب وتوطيد السلام وترسيخ دعائم التنمية لإخراج هذا الوطن من وهدته.

مجتبى المهدي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يـجـب الـتـفـريـق أو الـتـمـيـيـز بـين الـغـاء أو رفع العـقـوبات الأقـتـصادية , وبـين رفـع أو الغاء اسـم دولة الـسـودان من قائـمـة الـدول الراعـية للأرهـاب . فـالـغاء العـقـوبات الأقـتـصادية هـو الـسـماح للـبـنـوك الأجـنـبـية بالتعـامل مع المصارف السودانية ” نظام مقاصة الـبنوك بـين بعضها البعض لـتـسـيير المعاملات التجارية ” وايضا السماح للشركات الأجـنبية بالـتعامل التجارى مع السـودان وهـذا لـن يعـود بفائـدة كـبيرة للأقـتصاد السـودانى لأنه لا يوجـد لدينا انتاج وتصدير فالحـال سوف يكون هـو نـفـسه . اما العـقـوبة الـثانية وهـى رفع اسم السـودان من قائـمة الدول الراعـية للأرهـاب ,فهـى مـنفـصلة عـن الأولى ولـديها بروتـوكولات وشروط وتعـقـيـدات كـثيرة لـن تـساعـد فى رفعـها ومنها : أولا : رئيس البـلاد نـفـسه مـتهـم بالأرهاب ومطلوب لمحكمة الجنايات الدولية وبـتـايـيـد من مجلس الأمن بتهمة الأبادة لـشعـبه ويرفض ان يـسلم نـفـسه أو يـقـدم نفـسه للمحكمة ويـدافع عـن نـفـسه كما فعل غـيره أمثال : ابوقردة وكـينـياتا رئيس كـيـنـيا والأثنان بـرأتهما المحكمة . لذلك سوف تجـد اميركا نـفـسها فى مـوقـف محـرج امام مجلس الأمن والمجتمع الدولى اذا شـطـبت اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعـية للأرهاب ورئيسه مطلوب للعـدالة الدولية .وهـذا ما لن تـقـدر عـلى فعـله لأن التهـمـتـين مـرتـبـطـتين ببعـضهما الـبعض ” جريمة الـبـشـير ووضع اسم السودان فى قائمة الدول الراعـية للأرهاب .

  2. يـجـب الـتـفـريـق أو الـتـمـيـيـز بـين الـغـاء أو رفع العـقـوبات الأقـتـصادية , وبـين رفـع أو الغاء اسـم دولة الـسـودان من قائـمـة الـدول الراعـية للأرهـاب . فـالـغاء العـقـوبات الأقـتـصادية هـو الـسـماح للـبـنـوك الأجـنـبـية بالتعـامل مع المصارف السودانية ” نظام مقاصة الـبنوك بـين بعضها البعض لـتـسـيير المعاملات التجارية ” وايضا السماح للشركات الأجـنبية بالـتعامل التجارى مع السـودان وهـذا لـن يعـود بفائـدة كـبيرة للأقـتصاد السـودانى لأنه لا يوجـد لدينا انتاج وتصدير فالحـال سوف يكون هـو نـفـسه . اما العـقـوبة الـثانية وهـى رفع اسم السـودان من قائـمة الدول الراعـية للأرهـاب ,فهـى مـنفـصلة عـن الأولى ولـديها بروتـوكولات وشروط وتعـقـيـدات كـثيرة لـن تـساعـد فى رفعـها ومنها : أولا : رئيس البـلاد نـفـسه مـتهـم بالأرهاب ومطلوب لمحكمة الجنايات الدولية وبـتـايـيـد من مجلس الأمن بتهمة الأبادة لـشعـبه ويرفض ان يـسلم نـفـسه أو يـقـدم نفـسه للمحكمة ويـدافع عـن نـفـسه كما فعل غـيره أمثال : ابوقردة وكـينـياتا رئيس كـيـنـيا والأثنان بـرأتهما المحكمة . لذلك سوف تجـد اميركا نـفـسها فى مـوقـف محـرج امام مجلس الأمن والمجتمع الدولى اذا شـطـبت اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعـية للأرهاب ورئيسه مطلوب للعـدالة الدولية .وهـذا ما لن تـقـدر عـلى فعـله لأن التهـمـتـين مـرتـبـطـتين ببعـضهما الـبعض ” جريمة الـبـشـير ووضع اسم السودان فى قائمة الدول الراعـية للأرهاب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..