إبراهيم الكرسني: ما بنرضى حكم المسخرة..!!

أود أن أتوجه بجزيل شكري و إمتناني لكل من سأل أو إستفسر عن أحوالى الصحية طيلة الأشهر الخمسة الماضية التى حرمني فيها المرض ليس من الكتابة فقط، وإنما من متابعة جل ما كان يكتب، أو يشاهد كذلك. ولابد أن أخص بالشكر إدارة صحيفة الراكوبة الغراء، وقرائها الكرام، الذين خصوني بمحبة غامرة، وأكثروا من الدعاء لي بالعافية، فلهم مني التقدير والود كله. كما يسعدني أن أتقدم بالتهنئة الخالصة الى جميع القراء الكرام، وأخص منهم جيل الشباب من الجنسين، بمناسبة بزوغ فجرالعام الميلادي الجديد، 2013م، وليس بمناسبة ما أصطلحنا على تسميته بعيد الإستقلال الذى كان مجيدا حتى مجئ هؤلاء الأبالسه. إلا أن المدهش حقا هو إحتفالهم بهذه المناسبة حتى بعد أن قاموا بتمزيق أوصال البلاد إربا إربا، وبعد أن أعادوا إحتلال الوطن مرة أخرى أمام ناظرينا. ألم أقل لكم من قبل أن “قوة العين” صنعة، وأكثر من يجيدها هم هؤلاء الأبالسه!!

نعم. لقد أصبح السودان دولة محتلة من قبل التنظيم العالمي لحركة الإخوان المسلمين منذ إنقلابهم المشؤوم فى الثلاثين من يونيو من عام 1989م، وظل كذلك حتى وقتنا الراهن. وقد عهدوا إدارة شؤونه الى ثلة من المجرمين أذاقوا خلالها البسطاء والكادحين من أهلنا الطيبين الويلات، وأحالوا نهارهم ليلا، وأذلوا كرماء شعبه، وأهدروا دماء شبابه، وإغتصبوا حرائره فى وضح النهار، حتى حق فيهم قول أديبنا الراحل المرحوم الطيب صالح، “من أين أتي هؤلاء الناس؟”.

لكن، وعلى الرغم من كل هذه البلايا والرزايا، فإنني على قناعة تامة بأن ما تبقى من السودان سيعود سيرته الأولى بفضل سواعد شبابه. لابد لنا من أن نتفاءل ونضع الثقة كلها فى شباب الوطن. فحينما ينجح الشباب فى إستراداد وطنه السليب، وليس نظامه الديمقراطي فقط، حينها سترون صنع العجب من خلال الطاقات التى ستتفجر طوعا وإختيارا، والتى حبسها سجن ?التوجه الحضاري? الكبير لما يقارب ربع القرن من الزمان.

فهيا يا شباب الوطن الى العمل الجاد بكل عزيمة وإصرار لهزيمة دولة الفساد والإستبداد، وإسترداد الوطن السليب من براثن الطغاة، وبناء وطن كبير يسع الجميع. وليكن شعارنا “إعادة بناء وطن حر.. وشعب سعيد”. وبهذه المناسبة أهدي شبابنا من الجنسين هذه الخواطر، وكلى أمل وثقة فى أن طاقاتهم الخلاقة، والمبدعة، ستعيد بناء الوطن بما يتناسب وتطلعاتهم المشروعة.
إبراهيم الكرسني

ما بنرضى حكم المسخرة!!

إبراهيم الكرسني

عشرين سنه
سودانا راجع لي وره
عشرين سنه
و “الساقية لسه مدوره”!
عشرين سنه
و “ساقيتنا لسه مدوره”؟!
سأل الحكيم…
أهلو الغبش…
أهلو الحنان…
إيه السبب؟؟
قالولو حكم المسخره!!
….
بالله كان مو مسخره
كيف العوير أصبح مشير؟؟
و حكم البلد
عشرين سنه…
ما خلا نقطة دم حلال
ما قطره!!

بالله كان مومسخره
لمالو كيزان كيف كتار
وحكملو ناسن كيف كبار
وكل كوز عوير…
كان مدير…
أو كان وزير…
وعدوهو بى مليون مره!!

بالله كان مو مسخره
قسم بلد…
خلاها بس كيمان بصل
برضو الحكيم يسأل يقول
يا أخوانا ورونا الحصل؟؟
بالله كيف سودانا داك
الكان رخا وكل زول يشيل
ما أصلو مليون ألف ميل
يا أخوانا كيف أصبح عليل؟؟
قالولو حكم المسخره!!

بالله كان مو مسخره
وكتين خلاس دخل المحل
والناس منفخا بالزعل
تلقى الكويز فى كل محل
يحلف بدين أيمانو داك
ما أصلو ما بعرف خجل
يحلف يقول…
شوفو البلاد…
بالله مش فوق لى زحل؟؟
بالله شفتو المسخره؟!

بالله شوفوا لمسخره
بلدن خلاس نشفت نشاف
لا تشوف زرع…
لا تشوف خدار…
جفا الضرع…
كسرو الفرع…
الكان قبيل شايل النوار
بالله كان مو المسخره
حتى الجناين أصبحت
من دون تره!!

بالله كان مو مسخره
وكت البلد ودرت ودار
وقام فاتو خلوها الكبار
ناس العلم…
ناس الفهم…
ناس حلو عقدن كيف كتار
كان غالبن حل العقد؟!
البايني زي شمس النهار
بالله كان مو مسخره؟!

بالله كان مو مسخره
فاتو الكبار…
وجوها الصغار…
قالوها كلمات كيف كبار
ناس “تهتدون”..
وناس “سائحون”..
وناس “ترجعون”..
أوعك تصدق يا شباب
أوعك تصدق شعبنا
أوعك تصدق يا ولد
والله كان صدق كمان
طال إنتظارك لايوم “يبعثون”
خليكا من المسخره!!

بالله كان مو مسخره
قام الوليد دخل القصر
من باب موهط بى وره
لا عمرو داقشو حجر دغش
لا عمرو شاف الدردره
لكنو ما ود “سيدي” داك
طوالي قاعد فى الضره
بالله شفتو المسخره؟!

لكين شبابنا بنات وولاد
حالفين حلف يبنو البلاد
حالفين يمين ما يركعو
لى كوز عوير…
كان كان كبير…
أو كان صغير…
بس ركعتن شرطن تكون
لى خالقن رب العباد

حالف شبابنا بلا فرز
يبني البلد ويزيدو عز
وحلف الخليل…
يومت يشوف خيرو الكتير
والطين ينز….
والعازة تتقدل هناك..
شافت خليل….
بى ضراعو للشبال يهز
قالت خلاس مسك الختام
قالت حرام….يا ناس حرام
تدوها للكيزان حرام
وكان داك حصل…
ما أصلو ده الموت الزؤام
وكان داك حصل…
والله تبقى المسخره
وكان داك حصل…
بالصح بنصبح مسخره!!

31/12/2012م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ســررنا بشفائك وعـودة قلمك الرصـين لنا بعد طول غياب . الحمد لله على شفائك .
    ” والمجد عوفي إذ عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم ”
    واللهم أصب كل أهل الإنقاذ بكل أشكال الألم كما ألمون طول هذه السنين .

  2. عوفيت أبا طلال . لم نسمع بما أصابك من عِلة ، وإلا لأتيناك قاطعين الفيافي والقفار . أعادت لي كلماتك وأبيات القصيدة ذكرى ( ليالي الإثنين ) الشهيرة ، حيث كان حديثنا أدباً وشعراً وحوارات حول قضاياالوطن إلى أن جاءت طيور الظلام الجاثمة اليوم على صدر البلاد ، فشتت شملنا ، وأحالت أماسي السودان البهيجة لكآبة وحزن وبؤس .

  3. عافاك الله استاذنا الفاضل و يا انسان من الزمن الجميل …

    حتماً سينتهي عهد المسخرة وابالسة الغفلة … فلنجتهد ليكون 2013 عاماً بلا ابالسة ..

    لك التقدير وحمد لله على السلامة

  4. عافاك الله وشافاك ايها الكاتب المستنير .. ومنور الراكوبه
    استاذ ابراهيم الشباب يحتاج لخبرتكم وارشاداتكم وتوجيهاتكم حتي لايكرر اخطاء الاجيال السابقه
    فلاتبخلوا عليه
    وياريت يا استاذ تستفيدوا من طاقة الشباب وحماسهم وثقتهم بكم وانتم نفر كريم من الكتاب يحظون بثقة الناس
    فتُسخروا هذه الثقه وتستثمروها لانشاء فضائيه للمعارضه وتكون منفذ لافكار الشباب
    لقد هرمنا يا استاذ ونحن نناشد مثقفينا بانشاء قناة تلفزيونيه نستعيد من خلالها وطننا المسلوب من قبل الكيزان
    وتوعية قطاعات الشعب بضرورة الانتفاضه علي هذا النظام السرطاني

  5. شرك مقسم فوق الدقشم!!! طبعا الدقشم انت عارفم براك!! ولي مداخله واقتراح تقدمت به ولا اريد التكرار. فارجو من الاخوه المهمشين والمغبونين مراجعه هذه المدخله وابداء الراْى حولها وامكانيه تنفيذها . وهذا اضعف الايمان!!!

    اخوكم المهش والمغبون عاليه

  6. ألف حمد الله علي السلامة أيها العالم الجليل و الكاتب المخضرم دكتور كرسني و لا أنسي حديث مطول دار بيننا قبل أكثر من ربع قرن في القاهرة في أحد شقق البنايات المطلة علي ميدان التحرير و كنت أنت حينها قادما من ليبيا لو لم تخونني الذاكرة. و كان الحديث عن الفساد في البنوك و هو موضوع علي ما أذكر كان محل بحث و إهتمام بالنسبة لك ،،، كان حديثا قيما و جادا و فتح آفاقنا لقضايا و إهتمامات لا زالت هي مجال بحثنا ،،، و لعل ذلك من حسنات مجالسة العلماء كما نصح لقمان إبنه ،،، قد لا تذكر هذا اللقاء و كنت حينها أعمل موظفا بالبنك الأهلي السوداني فرع القاهرة و أوصل دراساتي العليا في الاقتصاد ،،، و لكنه كان لقاءا له تأثير كبيرعلي مسار حياتي المهنية و الفكرية و لا زال ،،،
    كنت حاضرا بيننا قبل أيام قلائل في فنجال شاي بمنزل أستاذنا الكبير سيف الدولة حمدنا الله العامر حيث كان مرضك و غيابك هو موضوع الحديث و لعل المولي استجاب لدعواتنا ببلوغك الصحة و عودتك سالما إلي مكانك الطبيعي ،،، مكان الفكر و الكتابة و الإنتماء الوطني لشعبنا و لقضاياه المعقدة التي تغني عن السؤآل ،،،
    تحياتي مجددا و عودا مباركا ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..